"في آخر لقاء أجريته مع فايز سارة في اسطنبول وكان مهموماً سألته عن أولاده .. قال: اعتقلوا ولدي وسام .. قلت له ولماذا لم تعلن ذلك وهل تمانع أن أسألك في البرنامج عنه قال: لا أحب .. أخاف أن يقتلوه"، وهاهم فعلوها يا أيها الذي لم يؤذِ نملةً تدب على الأرض في حياته".
هذا ما كشفه الزميل الإعلامي "موسى العمر" على صفحته في "فيسبوك" بعد خبر استشهاد ابن المعارض المتوازن السلمي حتى النخاع فايز سارة.
لا يحتاج العالم إلى دلائل عن وحشية وهمجية هذا النظام، وقد تكون قصة الشهيد وسام نقطة في بحر دماء إخوته من شهداء سوريا، خاصة زملاءه شهداء التعذيب الخارجة لتوها صورهم الـ55 ألفا من استديو التظهير الإجرامي في الفرع نفسه سيئ الصيت "الأمن العسكري".
ولكن أن تصل الصفاقة إلى استمرار النهج المنحط بالكذب والدجل منذ بداية الثورة، فذلك ما لا تتحمله بقية عقل ولا بقايا ضمير، إذ وصلت برقية إلى ابنة فايز سارة في دمشق مصدرها الشرطة العسكرية، تحمل تاريخ 14/01/2014، والرقم 353 لاستلام جثمان الشهيد "وسام فايز سارة".
وكالعادة تدعو البرقية أهل الشهيد من أجل التوقيع على أن "العصابات المسلحة" هي من قتلته!
مع أن وسام -رحمه الله- معتقل في فرع الأمن العسكري منذ كانون الأول 2013 ولم يخرج من السجن إلا شهيدا قضى تحت التعذيب.
ليعلن النظام جريمة جديدة لا تقل أثرا عن فعلته الشنعاء بسومه سوء التعذيب حتى الموت، من خلال مساومة ومقايضة أهل الشهيد لتسليم جثته مقابل التوقيع على أن عصابات مسلحة قتلته!
جمال سليمان مفجوع
وقد لاقى خبر وفاة وسام اهتماما واسعا من رجال السياسة والفن والإعلام السوريين، فقال الفنان جمال سليمان على صفحته الفيسبوكية "بمزيد من الفجيعة والأسى تلقينا نحن السوريين اليوم نبأ استشهاد الشاب وسام فايز ساره في سجون المخابرات السوريه. ووسام الذي لم أعرفه شخصيا، عرفت أباه الصحافي الكاتب السياسي والناشط الوطني السوري فايز ساره، الذي زار سجون النظام عدة مرات ثمنا لأفكاره المدنية السياسية التي لا تناضل إلا من أجل سوريا وطناً حرا ديموقراطيا لكل أبنائه.
أسأل الله يا صديقي النبيل ويا أخي السوري أن يلهمك الصبر والسلوان على مصابك الكبير وأن يسكن ابنك الشاب فسيح جناته كما سيسكن مع رفاقه الآخرين من مناضلي الحراك السلمي السوري أفئدة السوريين وضمائرهم، وسيكونون خالدين في صفحات النبل و التضحية."
محمد منصور وتوضيح بسيط
أما الكاتب الزميل محمد منصور فقد قدم واجب العزاء على صفحته في "فيسبوك" منبهاً من الوقوع في خطأ وقع فيه الكثيرون، فقال"الرحمة للشهيد وسام فايز سارة أياً كانت ديانته وانتماؤه...لكن ينبغي التوضيح وحرصاً على عدم تداول معلومات خاطئة. الشهيد وسام ليس ميسحياً، ووالده الأستاذ فايز سارة هو مسلم سني من منطقة جيرود في القلمون."
وأضاف منصور بلغة محكية أن "الصحفي جيل جاكييه كان مسيحي وفرنسي، وفرنسا تأكدت أنو النظام قتلو... وما طلع من القصة شي... إرهاب الأسد معروف وموجه ضد الجميع، لكن التواطؤ ضد حرية الشعب السوري بات أكبر من كل الذرائع الدينية والطائفية!".
"زمان الوصل" تعزي الأستاذ والزميل فايز سارة وكل أباء شهداء الوطن...
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية