أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خلف ساعات الانتظار.. وجع وجوع مخيم اليرموك لا ينتهي

"لا نريد منكم كراتين افتحوا الطريق لنشتريها بمالنا"، هذا ما يقوله أبناء مخيم اليرموك المحاصر، بعد أربعة أيام من انتظارهم في ساحة الريجة، فشلت مئات العائلات من الحصول على مخصصاتها.

منذ أربعة أيام ينتظر المحتشدون ببطونهم الجائعة أكثر من عشر ساعات، ويعود معظمهم بأياديهم الفارغة، فما تم توزيعه هو فقط 800 كرتونة، في حين أن عدد العائلات المحاصرة تزيد عن خمسة آلاف عائلة، مع وجود اتهامات بسرقة بعض السلل المخصصة للمخيم من قبل شبيحة شارع نسرين. 

الناشط حسان الدمشقي يتحدث لنا عن بعض مشاهداته من داخل المخيم، حيث يقول إن امرأة استطاعت الحصول على كرتونة مساعدات كانت في الطريق مع ابنها الصغير في العربة كانت تقول له: "والله لأعملك خبز ورز وبرغل وكل شئ انحرمت منه اليوم رح اطبخلكم اليوم يا أمي بدنا ناكل منيح وتفرح ويفرح معك اخوتك وجدك".

وهناك من فتح كرتونة المساعدات في الطريق وبدأ يأكل التمر والمربى، وفي المقابل هناك عائلات وأطفال ما زالت جائعة لم تستطع الحصول على الكرتونة، يصرخون بأنهم لا يريدون مساعدات من أحد، هم يريدون فقط الخروج من المخيم، يطالبون بفتح الطرقات، فهم قادرون على العمل وشراء الغذاء لهم ولعيالهم.

أم محمد إحدى السيدات من مخيم اليرموك، تنتظر كل يوم لتحصل على الكرتونة، ويواجهون الرصاص للوصول إلى مكان التجمع، علاوةً على الازدحام الشديد، ومع ذلك لم تستطع الحصول على السلة، وابنتها عمرها عام تبكي طوال الوقت ولا تستطيع النوم بسبب الجوع، وتزداد نحفاً يوماً بعد يوم، بسبب نقص الغذاء، الممرضة الوحيدة الموجودة في المخيم طلبت مني أن أحصل على السلة من أجل هذه الطفلة، فهي غير قادرة على تناول الحشائش مثلنا.

أحد الناشطين داخل المخيم، فضل عدم ذكر اسمه، يؤكد أن الجوع فرق الناس فهناك من حصل على سلل أكثر من مرة، في حين أن هناك عائلات تنتظر يومياً ولم تحصل على مساعداتها، ويشير الناشط إلى وجود سوء توزيع للمساعدات التي تتم بإشراف شبيحة النظام، وضباط عناصر فرع الأمن السياسي وفرع فلسطين.

ويضيف "كنا نريد أن يتم تقسيم السلل لتغطي أكبر عدد من العائلات، بسبب عدم تغطية المساعدات الداخلة للمخيم كامل الحاجة."

الأهالي ممن ينتظرون استلام سللهم، تعرضوا للإذلال، حيث قام عناصر الأمن بتفتيش كل إمرأة تستلم سلة، كما تعرض الأهالي للإهانات والضرب بالعصي من قبل شبيحة النظام بحجة ترتيب الدور.

وحتى عملية إجلاء الجرحى والمرضى من المخيم أيضاً تتم ببطءٍ شديد، فهناك أكثر من 3000 حالة بحاجة للعلاج وما تم نقله بضعة عشرات فقط، ولم يسمحوا بدخول أي مواد طبية للمخيم، ولا حتى تلك المرتبطة بسوء التغذية.

ويميط الناشط اللثام عن المتاجرين بجوع المخيم، فهناك من سرق سلل الإغاثة، وهناك من سرق مخصصات قيل إنها مرسلة للمخيم، ولم يصل منها شيء، علاوةً عن التجار الذين احتكروا المواد الغذائية، ويبيعونها بأسعارٍ مرتفعة جداً، واستطاعوا تشكيل الثروات.

وكل يوم يمر على المخيم ترتفع فيه حصيلة شهداء الجوع، من الأطفال والشيوخ بشكلٍ خاص، حيث تجاوز عددهم 85 شهيدا، والآباء يراقبون أبناءهم، وهم يتضورون جوعاً دون أن يكون بإمكانهم فعل شيء، فالبساتين التي مكن أن يتم جمع الثمار منها، باتجاه الحجر الأسود ويلدا، جميعها مرصودة بالقناصة ولا يمكن الوصول إليها.

زينة الشوفي - زمان الوصل
(268)    هل أعجبتك المقالة (311)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي