أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

داعش المفترية ... والمفترى عليها ...أسد عبد الكريم القصار


في البداية اعتذر عن اقتباسي عنوان مقالتي من عنوان كتاب (عبد الناصر المفتري .. والمفترى عليه ) للراحل العظيم انيس منصور ...
كمواطن سوري بسيط أتلقى ما يتلقاه كل مواطن سوري من الاعلام وأتأثر بهذا التلقي واتفاعل معه وفقا لمشاعري ومبادئي وافكاري ... لم ابدي اي موقف متميز في الفترة الاخيرة عن جزء كبير من السوريين الرافضين لجرائم داعش في حق السوريين وثورتهم والتي كثف الاعلام مؤخرا تسليط الضوء عليها علما ان داعش ناشطة بمشروعها الاديلوجي و بمعاركها ومخالفاتها وتجاوزتها وتحركاتها المشبوهة مما يقارب العام ونصف العام .. على صفحتي الشخصية في الفيسبوك.. في جلسات الحوار مع الاصدقاء .. في ورش العمل مع النشطاء الثوريين ... الحديث الاول بجدارة هو الحرب على داعش ... لتصبح الثورة بكل تشعباتها العسكرية والسياسية والانسانية والاجتماعية والمراحل والمفاصل المصيرية التي تمر بها في صراعنا مع النظام لنيل الحرية.. بقصد او بغير قصد ...أمرا ثانويا . حينها احسست بالخطر ... وادركت انه لا بد من وقفة تقكر مع الذات .. وقفة لا بد ان تمتاز بالعقلانية والحيادية علني اصل الى نتيجة .. وقفة احببت ان اشرككم بها... في البداية سالت نفسي ما هو مشروع هذه الثورة ؟ الاجابة المتعارف عليها هي : ازاحة النظام الديكتاتوري المافيوي البوليسي المكرس للطائفية والفساد .. وبناء دولة مدنية تقوم دعائمها على الديموقراطية والعدالة وتكريس حماية الحريات مما يعود على الانسان والارض بالرخاء والازدهار . اذا اردنا ان نكون طوباويين ومثاليين فهذا المشروع هو مشروع كل سوري اختار ان ينحاز لثورة الشعب ضد النظام . ولكن اذا اردنا ان نكون واقعيين وصادقين مع انفسنا يجب علينا ان نسلم ان مشروع الدولة المدنية ليس مشروع الجميع .. شريحة كبيرة جدا من الحراك السياسي والكتائب المسلحة في سوريا تعلن صراحة ان قتالها في سوريا هو جهاد وواجب ديني الهدف منه اقامة دولة الاسلام ... تدرجت هذه الكتائب في الاعلان عن كامل مشروعها ولكنها باتت واضحة ومعروفة للجميع .. حتى الرايات القتالية وابسط ادبيات هذه الكتائب باتت خالية من اي رمز للثورة السورية لتطغى عليها الصبغة الدينية المحضة ...ربما تأخرنا في ادراك ذلك .. ربما تساهلنا بحجة تاجيل الخلافات الاديلوجية والفكرية الى مرحلة ما بعد سقوط النظام ليفصل في مدى شعبيتها صندوق الاقتراع .. ولكنه واقع اثر سلبا في مسار الثورة لابد من التسليم به ( والي ما يشفش من الغربال يبقى اعمى) كما يقول المثل المصري. فهؤلاء ليسوا احزاب او حركات سياسية بقدر كونهم تكتلات ولدت من رحم الحراك المسلح وكونت قوتها بفعل واقع البندقية ولا اظنها تعرف غير البندقية سبيلا لفرض المشاريع والافكار والممارسات.
اذا .. داعش .. في الاديلوجيا والاسلوب والعمل و الهيكلية العامة لا تختلف كثيرا عن الكثير من الفصائل الاسلامية فهل سبب الحرب على داعش هو كثرة تجاوزاتها وطغيانها؟ .. الجميع طغى والجميع أخطأ .. والجميع تجاوز الحدود وحاد عن بوصلة الثورة اليس كذلك ؟ ام انها حرب بين الامراء والخلفاء على مصالح ونفوذ ومكاسب حالية والتفرد باقامة مشروع الخلافة الاسلامية مستقبليا؟ اترك لكم اجابة هذا السؤال 
نعود الى داعش .. فرع للقاعدة ... قيادة مجهولة تدعو للخلافة واقامة دولة الاسلام .. تمويل مشبوه ... دلائل لعلاقات استخباراتية مع النظام وايران .. جرائم واضحة للعيان ... تجاوزات انسانية في حق الشعب .. سرقات ..قهر ,, وظلم ..... قتال وعمليات ضد النظام .. تحولت في مجملها مؤخرا ضد كتائب الجيش الحر والكتائب الاسلامية ...صورة تحمل المنطقية النمطية والتناقض في نفس الوقت ...في عناصرها الكثير من الحقائق باتت راسخة لدي ولدى الكثيرين .... 

في محاولتي لكي اكون منصفا قمت بالاتصال مع مقاتل عربي الجنسية في صفوف داعش .. تم ذلك عن طريق احد الاصدقاء في حلب ... يروي الرجل قصته : تأثرت بما يحصل في سوريا .. هزني منظر الدم .. وصرخات تنادي المسلمين ... داعية للنفير و الجهاد المقدس ... دعوات المشايخ على الفضائيات ليلا نهارا للشباب المسلم للتوجه الى ارض رباط المسلمين وفسطاط المؤمنين في الشام .. حملت نفسي ومجموعة من الاصدقاء بالتوجه بأنفسنا ونسائنا وابنائنا الى سوريا .. لايماننا ان المعركة هناك معركة وجود ومصير للمسلمين كلهم ...التحقنا بتنظيم دولة العراق والشام لا حبا فيه .. الا انه التنظيم الوحيد اللذي كان حاضر الصلات في وطننا الام لتجهيزنا لرحلة الجهاد في ارض الشام .. وبايعنا تباعا ابو بكر البغدادي .. شاركنا في عمليات ضد النظام .. مضينا ونحن نحلم بالشهادة او النصر لاعلاء كلمة الله ... لمسنا تذمر الاهالي من عناصر الدولة وخاصة عند تطبيق الحدود الشرعية في الاماكن العامة للمدن والقرى التي باتت تحت سيطرتنا .. فبتنا نتحاشى الاحتكاك مع الناس تاركين هذه المهمة للاخوة الانصار ( السوريين) فهم ادرى واحق باهلهم ... عندما جد اللغط الحاصل في الصراع بين التنظيم والاخوة في الكتائب الاسلامية .. رفضنا وبشدة ان تكون اسلحتنا مصوبة تجاه اخوتنا في العقيدة والجهاد .. ذهب بعضنا مرغما الى هذه المعارك تحت سيف البيعة لولي الامر والطاعة له .. الا انه وفي وقت قصير رفض اغلبنا الانخراط في هذه المعارك واعلنت جل كتائب المهاجرين ( الغير سوريين ) التابعة للتنظيم حيادها عن القتال .. وعملنا على ارسال وفود من المشايخ والعلماء لاخوتنا في الكتائب الاسلامية لنوصل لهم اننا غير راضين عن اخطاء التنظيم في حق ابناء البلد ولا عن الصراع مع الثوار ... ورغم ذلك لم نجد الا القتل والتنكيل واغتصاب الاعراض وافعال لا تشبه في قبحها الا افعال النظام آخرها كان الاعتداء على 50 عائلة من عائلات المهاجرين والتنكيل بهم في حلب .. وها انا هائم على وجهي لما يزيد عن شهر مختبئ خائف لا اعرف مصيري ولا اعرف مصير زوجتي وولدي وباقي رفاقي المفقودين حتى الان . انتهت المحادثة .
ما سبق بغض النظر عن مصداقية الرجل من عدمها يجسد واقع الكثير من الشباب العربي اللذي جاء الى سوريا نصرة للدين ولاقامة دولة الاسلام ورفع الظلم عن المسلمين (حسب اعتقادهم)بعد ان تحول الصراع فيها من حراك ثوري مسلح مدعوم شعبيا لازاحة نظام مجرم بقصد اقامة دولة مدنية الى صراع فئوي نخبوي ديني ميتفازيقي الى حد كبير ..ووقع ضحية لتنظيم ارهابي كداعش ... هذه احد الحلقات المفقودة في الصورة المرسومة في اذهاننا في الصراع مع داعش .

انا لا ادعو في هذا المقال الى اضفاء صفة الملائكية على تنظيم ارهابي تربى ونشأ وترعرع في احضان ضباط الاستخبارات هنا وهناك ولم يكن له الا كل اثر سلبي على الصورة العامة للثورة السورية وعلى واقع هذه الثورة فزادته تعقيدا فوق تعقيده .. بل ادعوا بكل شدة الى اكمال الحرب على هذا التنظيم اللذي بات شوكة في خاصرة الثورة .. انما لا ينبغي ان تكون هذه الحرب حرب جاهلية يتخللها التجاوزات والاستباحة لكل ما له حرمة .. فنحن في النهاية ثوار .. وقبل ان نكون ثوار نحن ابناء شعب يحمل من القيم الاخلاقية والحضارية والثقافية والدينية ما يؤهلنا لاداء افضل اخلاقيا حتى في قتالنا لمن نعتبره عدوا لنا .... وان تكون هذه الحرب لهدف محدد الا وهو ازاحة عقبة من طريق الثورة للتفرغ للهدف الاهم الا وهو قتال النظام .. وان نبتعد قدر الامكان عن البروكبندا الاعلامية التي تصور حربنا على داعش بشكل او بآخر كقربان لاستجداء تعاطف مجتمع دولي لا يهمه سوى ارضاء واشباع فوبيا محاربة الارهاب غير آبه لما يتضرعه شعبنا من المآسي والعذابات طوال الثلاث اعوام الماضية علي ايدي النظام وأعوانه . ولم ولن يقدم لنا سوى الفوقية والوعود والمزيد من العقبات والمتاهات .


(120)    هل أعجبتك المقالة (120)

عمرو

2014-02-04

يجب أن تدرسوا جديا استعمال المفخخات ضد داعش لتسلبوها ميزتها التي تتبجح بها والتي توقع بها في صفوفكم عشرات القتلى والجرحى بدون كبير عناء ما قد يؤدي إلى بث الرعب والإحباط في صفوفكم. حاربوها بأقوى أسلحتها ولا سيما أنكم على الحق وهي على الباطل, وأن علماء كثيرين مثل ابن باز والقرضاوي أجازوا استخدام هذا السلاح لإرهاب العدو وإيقاع إصابات كثيرة به دون خسارة تذكر. لا وقت عندكم للتراخي في قتالهم : هاجموا مقراتهم وجموعهم في كل مناسبة بالمفخخات وستربكونهم وتحملونهم على التراجع لا محالة وتفقدونهم الثقة بتفوقهم. الثورة يحدق بها خطر جدي عظيم من جماعة داعش الخارجية والمتواطئة مع النظام وما لم تواجهوها بنفس وحشيتها فلن تنتصروا عليها وستعرضون كل تضحيات الشعب السوري للضياع. لا وقت لدينا للتردد. احسموا أمركم مع هذا الخطر الجديد قبل فوات الأوان. خصصوا لهم قوات كافية عقائدية مؤمنة بشرعية قتالهم واستعينوا بكل أعدائهم للقضاء عليهم وركزوا على الجانب الإعلامي أيضا لدحض مفترياتهم وتلبيسهم على الناس. وخططوا بعناية وضعوا استراتيجة ذكية لإستئصالهم شيئا فشيئا بدون هوادة. بثوا العيون عليهم في مناطقهم وتعرفوا على مواقع قياداتهم ومراكز سيطرتهم ومخازن أسلحتهم وخذوا المبادرة بأيديكم ولا تنتظروا حتى تأتي داعش إليكم وتهاجمكم في الوقت الذي يروقها. فهي لن تترككم وشأنكم حتى ولو تركتموها وشأنها! فهي عازمة على القضاء عليكم دون اكتراث بما قد يؤول إليه ذلك من انتصار النظام وتمكنه من البقاء بعد كل هذه المعاناة. قاتلوهم بدون رحمة وعلى قلب رجل واحد لئلا يحصل لكم ما حصل لجهاد العراق بسبب هذه الجماعة. وتذكروا أن أمثال هذه الجماعة قد أوجدها الأعداء في الجزائر والصومال أيضا فصارت تمارس نفس الأعمال وتكفر المجاهدين والعلماء وتقتلهم حتى تم القضاء على الجهاد في هذين البلدين, وعاد الطغاة إلى كراسيهم التي كانت تهتز بهم. وتذكروا قول النبي صلى الله عليهم فيهم: طوبى لمن قتلهم ومن قتلوه. ولو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد – أي لأستأصلتهم كما استؤصلت قبيلة عاد البائدة في الجاهلية. هذه الجماعة لا يقل خطرها عن خطر النظام بل هي والنظام شيء واحد من حيث النتيجة التي يتوخاها كل منهما وهي القضاء على الثورة! لا مناص لكم من مواجهتها فهي قد فرضت عليكم فتوكلوا على الحي الذي لا يموت وقاتلوها كما تقاتلون النظام بل أشد لأن خطرها أكبر كونها - بخلاف النظام - تستطيع أن تلبس على المسلمين بدعاوى الجهاد والاسلام وتجندهم ضدكم كما يحصل في المناطق التي تسيطر عليها. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وإنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم آجرنا في مصيبتنا هذه واخلف علينا خيرا منها. واجعل هذه المحنة منحة إنك لطيف بعبادك وعلى كل شيء قدير, آمين..


زاهر

2014-02-04

اعجب للكاتب يردد مفتريات داعش التي اختلقتها لتحفيز مقاتليها على قتال الجيش الحر وتشويه صورته ولم يعثر حتى الآن على دليل واحد عليها. داعش بما تلقنه لمقاتليها من التعصب والولاء لها تجيز لهم الكذب لمصلحة التنظيم أي لمصلحة الخلافة الموهومة! هذا هو سبب استحلالهم للافتراء من قبل الكبير والصغير فيهم . كل اعلامهم قائم على عكس الحقائق والأباطيل التي يروجون لها بحماسة منقطعة النظير لأن شرعيي جماعتهم يقولون لهم أن الكذب يدخل في باب الحرب خدعة! ومن المساخر التي يضللون بها الناس أنهم ينسبون كثير من عمليات الجيش الحر ضد النظام لأنفسهم ويسبقونه في عمل فيديوات عنها ويضعون عليها علاماتهم ويروجونها على وسائل التواصل الإجتماعي لجذب الشباب للإنضمام إليهم واقناع الناس أنهم جماعة مجاهدة صادقة!.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي