أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من الغوطة الشرقية.. يوميات خباز

من خباز إلى بائع مازوت، هذا ما فعلته الثورة بماهر ابن دوما المحاصرة..
اضطر ماهر تحت وطأة الحصار وندرة الطحين والنزوح المتكرر إلى ترك مهنته.. غير أن الشوق إلى رائحة الخبز دفع ماهر إلى بناء مخبز متواضع في بلدته التي عاد إليها مجدداً..


ومن داخل مخبزه البسيط أرسل ماهر لـ"زمان الوصل" قصته مع طحين العلف، وكيف تمكن من تحسينه ليغدو طعمه شبيهاً بالخبز..
كتب ماهر: "أنا ماهر التوت مواليد 1987، نزحت من عام ونصف من دوما إلى بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية، وبعد شهر ونصف رجعت إلى دوما، بعد أن خرج الأمن منها".


وأضاف "قبل الثورة كنت أعمل في فرن معجنات، ولكني اضطررت إلى العمل في بيع المازوت بسبب الحصار والنزوح... رجعت إلى مهنتي، رغم أنني مضطر إلى استخدام طحين العلف، وهو عبارة عن مزيج من القمح والشعير والذرة المخصصة للحيوانات، ويُتابع: في دوما كلٌ منا يُحارب على جبهة.. وأنا أحارب لتحويل طحين العلف إلى خبز صالح للاستهلاك البشري، وذلك من خلال إضافة مُحسّن من نوع الطحين القديم، إلى الطحين السيء".


وبرأي ماهر فإن هذا أكبر إنجاز حققه، لأن أهل دوما ماكانوا قادرين على تناول طحين العلف في السابق..
ويتابع: "كلما ضاقت علي الحياة، أذهب إلى العمل كي أنسى همي..".


ذكريات أيام ما قبل الثورة، هي كل ما يحتفظ بها ماهر، وأكثر ما يخشاه ألا ترجع تلك الأيام.. يقول: "أحن إلى السهرات مع الأصدقاء على جبل قاسيون في دمشق.." .


أما أسوأ اللحظات التي مرت على ماهر، فهي الأيام التي نزح فيها ماهر مع عائلته: كنا ننزح من مكان إلى آخر ونبحث عن مكان آمن لنقيم فيه ولا نجد..".


وفي ختام رسالته يوجه ماهر كلمة إلى المعارضة في جنيف: "توحدوا وكونوا يداً واحدة.. لأننا تعبنا، ونريد العيش في سوريا الجديدة".

لمى شماس - زمان الوصل
(216)    هل أعجبتك المقالة (138)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي