تناقل مرتادو "فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى عدداً من رسائل الجوال التي وجهها شبان سعوديون إلى آبائهم على سبيل الدعابة والمزاح، وتتعلق هذه الرسائل برغبتهم في الالتحاق بصفوف المجاهدين في سوريا، وتظهر ردات فعل طريفة وأخرى غاضبة، ومنهم من اعتبر الأمر مجرد مزاح وبعضهم أخذ الأمر على محمل الجد، وطالب ابنه بالعودة فوراً وعدم التهور في الذهاب إلى سوريا.
وتأتي هذه الرسائل في ظل ازدياد عدد المنخرطين من الشبان السعوديين بالجماعات الجهادية في سوريا وتضييق السلطات السعودية عليهم وتحقيقها مع من ثبتت نيته في الذهاب إلى هناك بهدف القتال إلى جانب تهديدها باعتقال كل من ذهب إلى سوريا فور عودته، ورغم أن رسائل "الوداع الوهمي" هذه أرسلت بغرض التسلية والترويح عن النفس إلا أنها تعكس جانباً من "المزاج العام" تجاه موضوع الجهاد والقتال في سوريا الذي ارتفعت وتيرة الحديث عنه في الآونة مع تحميل الدعاة والمشايخ تهمة "التغرير" بالشبان السعوديين في الذهاب إلى سوريا وتحريضهم على القتال هناك، معتبرين هذا التحريض لا يعدو أن يكون ( أجندات سياسية تُنفذ بأيادِ دينية).
إحدى هذه الرسائل يقول فيها أحد الشبان لوالده (أنا بودعك ياغالي) وتوي (منذ قليل) كلمت أمي وودعتها، ويضيف بلهجة مصطنعة:(رايح أجاهد في سوريا ادعولي ألتقيكم بالجنة إن شاء الله) فيرد عليه والده باستهزاء: (يا حمار أنت ما صليت الجمعة اليوم وتبي تجاهد (أي تريد الجهاد) تعال بس أنا انتظرك عند عمك.) وفي رسالة ثانية يطلب شاب من أبيه أن يسامحه (أبيك تسامحني وتحللني وترضى علي) فيتساءل الأب (ليه وش جاك ) فيقول الشاب) أنا رايح لسوريا الشهادة وغيرها ما أبي (أريد) انتبه لخواتي وأرضى علي) فيجيبه بانفعال: (والله لو ما ترجع لأجيك ولا يردني إلا الحدود، ورضى ماني براضي عليك، نشفت دمي لأبوك أنت وبشار) وهنا يقول الشاب ساخراً: (هههههه أمزح معك دعابة تويتر وبجيك الحين) فيهدده والده قائلاً له: (والله عالم الغيب والشهادة قاطع المال والذرية أن تنجلد ع هالمزح ي المروح (السيئ) شكبرك أنت تمزح معي، ارجع البيت ارجع نتفاهم تعالني المكتب).
لا تنسَ أن تأخذ شاحن جوالك!
شاب آخر يخاطب والده بلقبه: (سلام عليكم أبو رائد، فيرد عليه وعليكم السلام (سم) – أي قل الذي تريده –فيجيبه: (العلم سلامتك أنا حزمت أغراضي وأخذت رشاشك وشفني طالع مع جماعة المسجد بنروح سوريا. دعواتك لنا ورضاكم، فيجيبه والده هازئاً: (لا ترجع إلا وراس بشار بيدك هههههه) فيقول له ابنه: (ابشر هههه ودعتكم الله) وهنا يقول الأب لابنه (أقول أرقد وراك دوام بكرى).
ويقول آخر في رسالته: (يابوي حب لي خشم –أنف- أمي وسلم لي على أخواني، أنا بطلع أجاهد أبيك تكون راضي عني مع السلامة) فيرد الأب ساخراً لا تنسَ تأخذ شاحن جوالك، وحينما يشعر الشاب أن والده لم يأخذ الأمر على محمل الجد يقول له (أنا الآن طالع من الرياض وفي طريقي لسوريا استودعك الله أنت وأهلي والموعد الجنة إن شاء الله) فيرد والده غير مبالٍ: (الله يستر عليك موعدنا سجن الحاير).
روح بس خذ أمك معاك!
أحد الشبان سمّى والدته على الموبايل (باب الجنة) وخاطبها قائلاً:أمي حبيبة قلبي استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه انتي وأخواني انا طالع سوريا وموعدنا الجنة ان كتبها الله".
ويبشر أحد الشبان والده برسالة قائلاً: (أبشرك أنا الحين ماشي مع ولد خالي سعود ومع ثنين من عيال عمي عبد الله لسوريا بإذن الله بنجاهد) فيرد الأب وهو غير مصدق:) وش تقول ولد، لو ما رجعت لحشّ (أضرب) رجليك حش انت واللي معك، صاحي أنت، ويضيف: (يا ولد تستهبل لعنة الله عليك ومن معك تراني ما رضيت عليك فيرد الشاب ببرود:(الشبكة تقطع ترى يمكن ما أكلمك استودعتكم) ويخاطب شاب والده باسم الذيب قائلاً له:(تأمرني بشي رايح أجاهد الموعد الجنة) فيرد الأب بلامبالاة: (الله ييسر لك إن كنت ضامنها) ولكن الشاب يطلب من أبيه أن يحوّل له ثمن السلاح فيجيبه والده: (صلّ أول، الصلاة في وقتها هذي سلاحك) ويدخل شاب في الموضوع مباشرة قائلاً لوالده: (تراني رايح للجهاد وحبيت أودعك وتكون آخر شخص أكلمه) فيجيبه الوالد بسخرية: (ما تشوف شر بس أخذ أمك معاك).


فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية