أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل جنى حزب الله على نفسه بتورطه في سوريا ؟

تحصين المحال التجارية بأكياس الرمل في الضاحية الجنوبية

كشف موقع القوات اللبنانية عن الفاتورة الباهظة التي دفعها ولا يزال حزب الله من سمعته وقوته بتدخله في سوريا، ورأى الموقع المذكور أن الحزب قد "جنى على نفسه" بهذا التدخل، وأن الفارق بين "حزب الله" زمن مقاومة إسرائيل و"حزب الله" زمن التورط في سوريا كبير جداً: الأول كان يجري مناورات ومحاكات على الورق لمواجهات مع العدو الإسرائيلي يحرّك لها وفيها الآلاف من المقاتلين، والثاني أرسل بأوامر من طهران قوته وقواته إلى سوريا وانغمس في نزاعها المدمر واستجر ردود الفعل على ممارساته وحوّل ضاحيته الجنوبية وكل الضواحي الأخرى إلى ساحات حرب أرغمته على رفع جهوزيته وتنفيذ مناورات إخلاء وإقفال تحسباً لقتال مباشر مع خصومه في قلب مربعاته، كما رأينا وقرأنا في وسائل الاعلام.

والمفارقة المضحكة -المبكية- بحسب المقال الذي كتبه الصحفي"طوني انطون" أنه "في النزاع مع اسرائيل كان “الحزب” يناور لإخلاء المدنيين إلى الطوابق السفلى والملاجئ خوفاً من الغارات الجوية الانتقامية، وفي مناورات اليوم يدعو الحزب المقيمين في الضاحية للتدرب على اللجوء إلى الطبقات العليا "وإخلاء الطبقات الأرضية تماما لإعطاء مقاتليه حرية الحركة لأي قتال مباشر في مواجهة مسلحين "تكفيرين" قد يدخلون الشوارع قبل أن ينفذوا عمليات انتحارية (هكذا حرفياً).

ويمضي كاتب المقال إلى القول إن حزب الله في ورطته الجديدة الراهنة لا يحتاج إلى عشرات الآلاف الصواريخ التي خزنها زمن ادعاء المقاومة في وجه اسرائيل، بل يحتاج إلى مقاتلين مدربين على حرب الشوارع يعتقد أنه أرسلهم إلى سوريا مع أمنه وأمنهم ما جعل ضواحيه كلها مشرعة أمام (الإرهاب)، لأن القوى الأمنية الشرعية غير قادرة على حمايتها بفعل غيابها القسري عنها وعن معلوماتها منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الأمس القريب. 

ويشير كاتب المقال إلى انتشار ظاهرة تحصين المحال التجارية بأكياس الرمل في الضاحية الجنوبية وفي غيرها من المناطق ذات الأغلبية الشيعية وربما غداً بالموانع الحديدية والإسمنتية التي تمنع وقوف السيارات قربها في مشهد عرفته المناطق العاصية على هيمنة النظام السوري سابقاً، ورغم تطمينات الحزب فإن هذه التطمينات لا تزيل الهواجس لأن كل الناس تعرف حجم ورطته وتورطه وتعرف قاعدة أن الأبرياء يدفعون دائماً الثمن وأن شيئاً ما انكسر في وهرة أصحاب السلاح يستحيل تعويضه أو إيجاد بديل عنه … أقلّه على مدى السنوات العشر القادمة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(109)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي