كان آخر الضحايا على المدخل الشمالي لبلدة الحصن بريف حمص طفل في العاشرة من العمر، استشهد إثر إصابته بشظية قذيفة أثناء عبوره لما بات يعرف بين الناس هناك بـ"كوع الموت".
يومياً، ومن بلدات وادي النصارى المحيطة بالحصن يستهدف الشبيحة ومليشيا "الدفاع الوطني" المنطقة بمدافع عيار 57 و120؛ ما اضطر الأهالي إلى النزوح وترك منازلهم، لكن قذائف الموت لا تزال تنهمر بشكل عشوائي ومكثف على مدخل المدينة الشمالي، وخصوصاً على ما بات يعرف بـ "كوع الموت"، الذي يصل قلب المدينة بالقرى المجاورة.
استهداف الشبيحة و ميليشيا "الدفاع الوطني" لمنطقة "الكوع" بات برنامجاً يومياً، ويقف عليه شاهداً أحد منازل المدنيين الواقعة هناك، حيث بات بجدرانه المثقبة والمدمرة رمزاً لبشاعة ما يفعله النظام، يذكر كل المارين هناك أنهم في مرمى المدافع والقنابل، التي قد تخطف حياتهم في أي لحظة.
الناس في بلدة الحصن يعبرون "كوع الموت"، يومياً، راجلين وبسياراتهم، مجبرين على ذلك لتلبية احتياجاتهم، فلا مجال أمامهم بعد الحصار الذي فرضه النظام على البلدة إلا عبور هذا الطريق الذي بات بمثابة شريان يغذي الأهالي بمستلزماتهم، لكن الناس هنا غالبا ما ينكفئون ولا يعبرون الـ"كوع" مفضلين تأجيل أو حتى إلغاء أشغالهم، على أن يكونوا في خانة الموتى.
المشهد السابق ينقل جزءاً يسيراً من الصورة والحالة الإنسانية التي تعيشها بلدة الحصن، حيث الخوف والترقب يسيطر على مشاعر الناس من اقتحام قوات النظام مدعومة بمليشيا حزب الله للبلدة.
وبحسب ناشطين، فقد تجاوز عدد المقاتلين الذين تم حشدهم على أطراف الحصن حاجز 7 آلاف، مدعمين بمدرعات ومصفحات، ما زاد المخاوف من احتمال ارتكاب مجازر إن حصل ودخلت قوات النظام، فضلا عن ما يمثله انتزاع النظام لمنطقة الحصن، حيث يعطي له سيطرة شبه كاملة على محافظة حمص.
وتقتصر مهمة الجيش الحر في البلدة على حمايتها وتنظيم الأمور فيها، ومن أشهر الكتائب الموجودة فيه "أحرار الحصن"، بالإضافة إلى كتائب مستقلة مكونة من شباب البلدة.
وتقع بلدة الحصن فيما يعرف بوادي النصارى إلى الغرب من حمص المدينة بحوالي 60 كيلو متر، ويحيط بها أكثر من 30 قرية موالية للنظام، كانت ولاتزال مصدراً لقصف كل القرى التي انتفضت في وجه النظام.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية