أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التخبطات الإعلامية للنظام في جنيف ... بسام شحادات



منذ ان بدأت فعاليات مؤتمر "جنيف 2" وتوافدت الوفود السياسية والتقنية والإعلامية على سويسرا بدأت تظهر معالم تعدد الخطابات لدى النظام السوري كعادته، ولم يكن مستغرباً لدي ان تجتمع اراء زملائي الاعلاميين الثلاثة الموجودين في جنيف لتغطية فعاليات المؤتمر ان النظام السوري ومن خلال تصريحاته يتعرض لضغوط داخلية وخارجية اربكت خطابه الاعلامي وادائه التفاوضي في جلسات التفاوض مما بدى واضحا وجليا للاعلاميين الموجودين في جنيف للتغطية حتى اصبحت التسريبات هي المصدر الرئيسي للموقف التفاوضي وليس التصريحات الإعلامية الرسمية .
فالنظام كما المعارضة السورية يتعرض للكثير من الضغوط التي تحدد خطابه الاعلامي واهم التيارات الضاغطة على النظام هي الضغط الشعبي من قبل الشبيحة المؤيديين للنظام ويشكلون عصب قوة النظام الامنية في المدن والمناطق التي يسيطر عليها، بالإضافة الى ضغط من حلفائه الايرانيين واللبنانيين والعراقيين وضغط روسي صيني وفقاً لاتفاق جنيف 1 المقرر بالتزام اممي اقرت به روسيا، لكن المشكلة التي يعاني منها النظام أن روسيا والصين وقيادات الحلفاء يعرفون حقيقة وضع النظام المتهالك ويضغطون عليه لاتفاق سياسي يحفظ مصالحهم في المنطقة، بينما شبيحة النظام المؤيديين مشحونيين بخطاب اعلامي يظهر النظام متماسكا ويحقق انتصارات، وانكشاف حقيقة النظام امامهم ستؤدي الى انهيار ولائهم للنظام .
هذه الاسباب جعلت النظام يتخبط اعلامياً فهو يريد تلبية طلبات جميع القوى الضاغطة عليه مع تعارضها فلا يستطيع إلا أن يكمل البروباغاندا الإعلامية التي تظهره كمنتصر وفي نفس الوقت يجب أن يمتثل لرغبات روسيا والصين ويقر ببنود جنيف 1، وهذه هي السياسية متبعة لدى النظام منذ اليوم الاول للثورة فقد كان الخطاب الموجه لجمهور النظام عبر قنواته أن النظام يحارب امريكا واسرائيل وهو يمارس نضاله الممانع المقاوم منذ 40 سنة وأن مايجري ليس إلا جولة من جولات الممانعة، وفي نفس الوقت كان يظهر على الإعلام الغربي ليتحدث عن مكافحة الإرهاب وأن سوريا هي الضامن لاستقرار المنطقة وامن اسرائيل كما ورد حرفياً على لسان رامي مخلوف في بداية الثورة .
وفي جنيف وقبل الجلسة الاولى للمفاوضات صدرت تصريحات من عمران الزعبي وبثينة شعبان يؤكدان فيها ان موضوع الهيئة الإنتقالية مرفوض وقد ذكر الزعبي بالحرف في تصريح له " إن تجربة بريمر في العراق لا يمكن تكرارها في سوريا "، ثم ما لبثت ان تسربت من داخل قاعة التفاوض اخبار أن وفد النظام قد اقر ببنود جنيف 1 ووافق على مناقشة موضوع الهيئة الإنتقالية خلافاً لما صرح به أمام وسائل الإعلام، وفي اليوم التالي صدرعن فيصل المقداد تصريح للإعلام يقول فيه ان لا اطفال معتقلين لدى النظام وذلك في معرض سؤال عن مفاوضات الإفراج عن 2200 طفل معتقل في سجون النظام وبعد تصريح المقداد للإعلاميين تسرب ان المقداد قال للابراهيمي في الجلسة المغلقة ان الاطفال المعتقلين كانوا يتجسسون على الجيش النظامي ويعملون قناصين في الجيش الحر.
خبرنا هذه النوع من التخبط في التصريحات وتعدد الخطابات لدى النظام السوري سابقاً، لكن السؤال الآن، إن كان النظام يخشى من التصريح فيما هو قيد التفاوض امام مؤيديه الآن فكيف سيستطيع تنفيذ بنود اتفاق جنيف 2 إن تم الإتفاق، إن النظام السوري منتهي بجميع الحالات باتفاق سياسي أو تصفية عسكرية وهو في الاولى عاجز عن التنفيذ ويخوض المفاوضات كسباُ للوقت وهو يعلم ان نهايته في الثانية حكماً فليس ببعيد عنه ان يكون كصدام حسين او معمر القذافي وقد اقرت روسيا بذلك كما نقل عنها برهان غليون فلماذا تضييع الوقت في جنيف ووقت السوريين من دم .

(122)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي