أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مزاودة حتى آخر قطرة... د. عمار قربي*

منذ عام ونصف عقدت المعارضة بكل أطيافها بالداخل والخارج مؤتمرها الجامع لأول وآخر مرة في القاهرة فيما عرف بمؤتمر القاهرة، تحت رعاية الجامعة العربية، وكان المؤتمر وفقا لزخم الحضور وتنوعه والدعم الدولي الذي تلقاه فرصة ممتازة للخروج بجسم سياسي موحد يمثل المعارضة، لكن المصالح المتناقضة بين هيئة التنسيق من جهة والمجلس الوطني يمثلني "الأب الروحي للائتلاف" أجهضت تلك الجهود فخرجت عنه ورقتان يتيمتان تمثلان ملامح المرحلة الانتقالية وعهد وطني، لكن مع ذلك كانت تلك الوثائق هامة جدا ليس بسبب تبني المجتمع الدولي لهما وكونهما أصبحتا عهدة دولية، بل لأن المعارضة أجمعت أخيرا على شيء مشترك.

أعضاء من تيار التغيير الوطني قد شاركوا في أعمال اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الذي شكل لجنة صياغة من كل القوى والأطياف كان لي شرف ترؤسها، وأذكر أن الدكتور المختفي قسريا عبد العزيز الخير قد مثّل هيئة التنسيق والدكتور حازم نهار قد مثل المنبر الديمقراطي وأنس العبد ة قد مثل المجلس والإخوان المسلمين، إضافة إلى آخرين كان منهم السيدة سهير الأتاسي والتي استعانت بصديق هو ريما فليحان، واللتان نسيتُ فعلا جهة تمثيلهم لتعدد تلك الجهات عبر ثلاث سنوات بدءا من بيان الحليب "المسحوب" وانتهاء بوفد الائتلاف المفاوض في "جنييف2".

وقتها كانت عقدة المنشار في كل نقاشاتنا أن استثنينا بعض الخلافات في القضية الكردية هي موضوع "جنييف1" المولود حديثا آنذاك ونقاط كوفي عنان الستة.

أذكر وقتها أن السيدتين فليحان أتاسي عارضتا أي إشارة إلى "جنييف1" أو نقاط عنان تحت طائلة الانسحاب من المؤتمر مع من تمثلا من جهات ثورية وعسكرية وحراكية من تنسيقيات وشعيبيات،... ليس الموافقة، بل الإشارة فقط ولو بالرفض تقتضي الانسحاب، فكيف بالنقاش أو القبول؟!..ولم تنفع محاولات الدكترة من حازم والخير لإقناعهما تحت طائلة التخوين وكانت كلمة السر "الداخل".

النقاشات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى دون أي تقدم، الأمر الذي جعلني أستعين بالصديق الدكتور ناصر القدوة المندوب العربي لدى المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي حيث اجتمع معنا وبيَّن أهمية الاعتراف بالشرعية الدولية، وأن "جنييف1" يؤسس لسلطة حكم انتقالي لا مكان للأسد فيها، وأن قبوله من طرفنا يحرج النظام وروسيا من خلفه التي تنتظر هدية رفضنا، وشرح وفند.. لكن عبثا ..خيانة والداخل ..هذا هو الرد، فلجأت إلى الأستاذ نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية عساه ينجح فيما فشلنا به، لكنه أيضا وبعد اجتماع صميدعي حدثنا فيه عن أن تطبيق النقاط الستة لوحدة كفيل بإسقاط النظام،بل قال إن السماح بالتظاهر لوحده يكفي لإسقاط النظام ودعانا لتغليب لغة العقل من أجل حقن مزيد من الدماء ..الخ.. لكن الجواب كان "خيانة ..الداخل" .. فخرج المؤتمر دون الإشارة لا لجنييف ولا لعنان ونقاطه وسط استياء بالغ من الدكتور عبد العزيز الخير لإضاعة تلك الفرصة. 

وأذكر أنني نقلت للمجتمعين أن كوفي عنان اتصل بي حينها ليبلغني بتهكم استغرابه لعدم إشارة المؤتمر لجنييف من قريب أو بعيد وكأننا معنيون بقضية "التيبت" لا بسوريا! وختم بأننا "بدنا فت خبز كثير واننا تصرفنا برعونة طالبا من الله الا نتحمل وزر الدم القادم .

اليوم عبد العزيز الخير في سجنه بأحد أقبية النظام يدفع ثمن معارضته من قلب براثن الأسد، في حين أن من لايمثل أحدا سافر إلى جنييف ليفاوض من لايملك شيئا..لا بل ومن سخرية الأقدار أن من زار سوريا لفترة تقل بكثير عن فترة سجن عبد العزيز "الأولى" يفاوض عن الخير، وباقي الشعب السوري مطالبا النظام السوري بالموافقة على اتفاق جنييف !! وساق متحدثوه الإعلاميون "والذين لن تجد لهم تاريخا في جوجل قبل خمسة أشهر" الاتهامات للنظام بأنه يتهرب من تطبيق "جنييف1" ولا يريد تطبيقه، علما أن لا ورقة أو تصريح أو تلميح يفيد بأن ائتلاف المعارضة وابنه المجلس وأحفاده الإخوان قد قبلوا به !!

ولتستقيم المزاودة حتى آخر قطرة فقد رفعت زميلتا الأمس مفاوضتا اليوم صورة عبد العزيز الخير في جنييف بحركة استعراضية رخيصة لمطالبة النظام بإطلاق سراحه ..بل أيضا المطالبة بالتحاقه بوفد التفاوض الذي تسابق عليه كل الوظاويظ لاستبعاد كل الفهمانيين.

لكن، إذا كان النظام يتحمل مسؤولية اعتقال الخير الفعلية فمن رفض "جنييف1" وقتها يتحمل اعتقاله أدبيا ومنذ ذلك الوقت ..أليس هذا الموقف وسواه من تصرفات صبيانية يعتبر شراكة مع النظام في مسؤولية كل الدماء التي سفكت من ذلك الوقت طالما اعتبروا هم أنفسهم أن "جنييف1" هو الحل؟

البعض يشير بخبث إلى أن "الزهايمر" الذي يقود مفاوضات بقايا الائتلاف هو المسؤول، وكل جنييف وأنتم بخير!

*تيار التغيير الوطني وناشط حقوقي
(116)    هل أعجبتك المقالة (116)

متابع

2014-01-29

ليوم عبد العزيز الخير في سجنه بأحد أقبية النظام يدفع ثمن معارضته من قلب براثن الأسد، في حين أن من لايمثل أحدا سافر إلى جنييف ليفاوض من لايملك شيئا..لا بل ومن سخرية الأقدار .... الخ -- انتا غريب فعلا كمان جايينا عم تطبل بي صاحبك بل خير اختزال المعتقلين كلهم بها الرجل قمة الازدراء للثورة ومعتقليها بكل الاحوال لن ننساك وننسى بهية من كانت تطبل وتزمر والناطق الوحيد باسم المخابرات السورية تذكر جيدا نحن شعب لاننسى ابدا.


كامل

2014-01-29

فعلا دكتور عمار الشعب السوري لاينس وقفتك معه من اول يوم بالثورة عندما كان كل الموجودين حاليا في حضن الاسد والشعب السوري لاينس دفاعك عنه قبل الثورة ولاينس سجنك ومضايقاتك ومنعك من السفر ..ولاينس الشعب زوجتك التي كانت الوحيدة التي تنقل الخبر الصادق وتنقل هم الناس فحجبت مواقعها ولوحقت وهددت ومنعت من التغطية الرسمية واخيرا لم يقبلها اتحاد الصحافيين لصاحبه فلحوط الشعب يعرف ذلك واكثر.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي