أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف تفاوض في ألف عام بوليد.. المعلم

انتهت سكرة النصر الإعلامي في اليوم الأول من موقعة جنيف، التي حققها أحمد الجربا بكلمته التي اعتبرها كثيرون مقبولة ومتقنة، وتعادل برميلاً من الأسى. ربما جاءت ثمرة لارتفاع نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية والغلاصم والكريات الصفراء و ثاني أكسيد الكذب في كلمة وليد المعلم الطويلة. انتهت السكرة وحان وقت سقوط برميل الفكرة.

إعلام النظام تباهى بطول كلمة المعلم، واعتبرها عقاباً للنظام الدولي وإكراهاً له على سماع ما لا يحب أن يسمع. اعترف الإعلام ضمناً بأن الخطب البعثية عقاب جماعي غير محرم دولياً!

لكن الكلمة في النهاية ثمرة للخطاب المدرسي البعثي الخشبي، ربما كان سبب مرارة وثقل الكلمة هو الانتظار في مطار أثينا بسبب منع السلطات اليونانية تزويد الطائرة بالغذاء وعصير العنب المعتق من كروم أثينا. 
بدأت مفاوضات شاقة ومرهقة، والنظام المتخرج من المدرسة الاسرائيلية بمعدل امتياز، في "حرب لا صوت يعلو فوق صوت الميكرفون"، و التفوق في مادة "فن المفاوضة والمقاومة والممانعة إلى الأبد"، وهو الآن يطالب وفد الائتلاف بأسماء المعتقلين واحداً واحداً! بالأسماء الثلاثية، وهذا يذكرنا بطرفة شهيرة عن لجنة مسابقات طلبت من متسابقة جميلة "لا نعرف طائفتها الكريمة" اسم بلد المليون شهيد؟ أما المتسابق الذكر" الذي لا نعرف اسم طائفته" أيضاً، فطلبت اللجنة عدّ أسماء المليون شهيد! 

فضائل اختيار جنيف على موسكو أو طهران أو دمشق "تحت سقف الوطن" كثيرة ...فالوفد في منجى من القصف بالبراميل عن طريق الخطأ، وفي منجى من التهديد والوعيد والاعتقال والصدم بالسيارات أو الاختفاء القسري على "أيدي الجماعات المسلحة" كما جرى لعبد العزيز الخير الذي خانته موسكو وبكين والقرداحة، وهم في منجى أيضاً من دسّ الفياغرا في الطعام، مع أن أعضاء الوفد المفاوض الكريم بغنى عن عقار الحبة الزرقاء الفياغرا، بمن فيهم الذين بلغوا الثمانين! لكن المشكلة هي في فياغرا الإغراء الحي والمباشر الذي قد تأتي من مجاهدات متعة ونكاح، فهن يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به، ويكسرن الظهر! وهم أيضاً محصنون من كاميرات سرية في الحمام، تصورهم عراة وتبتزهم أو تفضحهم. وهم في حصن حصين من مظاهرات مؤيدة تعيق السير، أو من الانتحار بطلقتين في الرأس مثل الزعبي.. 

يمكن أن نتذكر القول المأثور للمقبور، بعد تعديل بسيط : "إني أرى في المفاوضات حياة" ويمكن أن نتذكر قول امرئ القيس وهو يقول لرفيق النضال:

بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه وَأيْقَنَ أنّا لاحِقَانِ بسويسرا

وربما نتذكر مع القارئ طرفة المعارض المحكوم بالإعدام، والذي قبل أن يعلم حمار الملك الكلام في خمس سنوات ولما ذُكِّر بأنّ تعليم الحمار الكلام مستحيل! أجاب متذاكياً: إما أن يموت الحمار، أو أن يموت الملك، أو أن يموت هو. نذكر القارئ أنّ معدل عمر الحمار عشرين سنة، ويمكن أن يطول إلى مائة في بلاد العرب، وإلى الأبد، لأن الدساتير العربية خير علف للحمير، طال عمرك.

النظام سيفاوض على طريقة ملحم بركات "أووووووا أوووا اووا" .. وهي أغنية طويلة ضحك بها بعثي على شيطان طلب منه أن يحمل كل واحد منهم الثاني مدة أغنية، فغنى الشيطان "طقطوقة" وكليب، ونزل من فوق ظهر البعثي، بينما استمر البعثي – الذي نجهل اسم طائفته الكريمة- أغنية المطرب المقاوم ملحم بركات السالفة، ولما سأله الشيطان: ألن تنتهي أغنيتك الطويلة. كسرت ظهري. قال: أغنية؟ هذه "اوووا وووا وا". تليها أغنية: "ليلي ليلي الليل الليل يا لليل يا عين ياليل. للمطرب المقاوم والممانع صباح فخري. والمعلم يعمل ويتكلم ع "البطيء"، وهو أطرش من سماع الأجراس والنواقيس وأعمى القلب من دم الشعب، وأعتقد أنه هو الذي جعل امرئ القيس السوري يبكي لما رأى الدرب دونه..!

من كتاب "زمان الوصل"
(60)    هل أعجبتك المقالة (59)

2014-01-28

سمك لبن.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي