ماذا لو كان المحاصرون في أحياء حمص القديمة لايريدون السلل والمساعدات الغذائية بل الخروج سالمين من داخل الأحياء المهدمة والتي لا يتوافر فيها أي شروط للحياة منذ ما يقارب عام ونصف؟
سؤال برسم المجتمَع الدولي المجتمِع في جنيف، وبرسم فريق المعارضة المفاوض برئاسة السيد هادي البحرة.
هل يستطيع جنيف2 والقيّمون عليه ضمان إخراج 3972 مدنيا هم من النساء والأطفال والمرضى والشيوخ الذين تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً أم لا؟
وللعلم فقد تشكّلت منذ عدة أشهر لجنة للمفاوضات بين المحاصرين في حمص ولجنة تتبع للهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية التابعة لوزارة المصالحة التي يرأسها الوزير علي حيدر.
طيلة أشهر عدة لم تسفر هذه المفاوضات إلا عن إخراج ثلاثة أشخاص أعمارهم فوق السبعين عاماً خرجوا منذ حوالي أسبوعين، وهم سعاد الدادا العمر 75عاماً، سامي طرابلسي 70 عاماً وشقيقته المريضة إسعاف طرابلسي 65 عاماً.
ثمانية أشخاص ماتوا من الجوع خلال هذه المفاوضات ولم يحرك أحد ساكنا.
المجلس العسكري في حمص له شروطه للتفاوض والنظام له شروطه وهي تسليم المقاتلين لسلاحهم وتسوية أوضاعهم.
خلال أشهر كان البازار يجري بهذه الطريقة، ليسلّم خمسة أشخاص من أهل الوعر سلاحهم ندخل لكم عشر سلل غذائية، المجلس العسكري يصر على عدم تفتيش الخارجين من الحصار بينما يصر النظام على تفتيشهم ويقول سنؤمّن لكم سيدات لتفتيش السيدات وهكذا.
يجب على فريق المعارضة في جنيف2 بخصوص ملف حمص تحديداً أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه المفاوضات الجارية على الأرض، وأن لا يُخدعوا بوعود النظام حتى وإن كانت مكتوبة فلاشيء سيضمن تنفيذها مستقبلاً وسندخل في تفاصيل التفاصيل التي ستؤدي إلى تمييعها.
لايريد غالبية المحاصرين في حمص القديمة العدس والبرغل وحفوظات الأطفال بل يفاوضون كما أسلفنا منذ أشهر على ضمان إخراج المدنيين والجرحى والعاجزين..وهذه المفاوضات لم تسفر عن أية نتائج مرضية رغم أن الأب ميشيل نعمان راعي هذه العملية وجه عدة رسائل مباشرة يناشد بها ضمير بشار الأسد، فالرجل على مايبدو ما زال مؤمناً بأن لديه بقية من ضمير.
أيها السادة في جنيف2
فك الحصار عن حمص القديمة لايكون بإدخال المساعدات الإنسانية، فالمنطقة محاصرة ببحر من الشبيحة والأحياء الموالية وجيش النظام الذي أطبق سيطرته على المدينة.
كمتشائمة أقول إن أربعين وزير خارجية وكل شياطين العالم لن تجعل هذا المعتوه يرأف لحال حمص المحاصرة وغيرها...إلا بالقوة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية