أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السلفية الطائفية وأثرها على ثورة سورية ... جعفر الوردي



كتب المحلل السياسي والباحث الإسلامي الأستاذ مهنا الحبيل مقاله الأخير عن داعش وتداعيات الفكر السلفي الطائفي في الثورة السورية، وما تسبب به مؤخرا من الاقتتال بين الأخوة في الصف الواحد، ووفرّ بذلك بشار الأسد رجالا وذخيرة ووقتا.!
ركّز في المقال على عدة نقاط غاية في الأهمية والحساسية، ولعل أكثرها واقعية، هي ما تمخضت عنه السلفية الطائفية، ووسْمُها بالطائفية واقعي جدا ويضع اليد على محل الداء.
حيث تحولت فكرة السلفية من فترة زمنية مباركة إلى مذهب إسلامي ثم تطور مؤخرا حتى غدا طائفة تقوقعت على نفسها، وكفّرت كل مَن ليس من طائفتها، وفعلت تماما ما تفعله النصيرية والرافضة من القتل باسم الطائفة وباسم الفرقة الناجية.
حتى طلعت علينا السلفية الطائفية بفتوى قتل كل من لم يبايع أميرها ولم يتخذْه ولي أمر وحاكما شرعيا..!
كل ذلك تضخم واستفحل على حساب الأرض السورية والمدخرات السورية بل والأرواح السورية.
لا ينقص السوريون مزيدا من الجراح ولا مزيدا من التشريد والقتل، فما فعله ونكّل به نظام المجرم الطائفي الأسد، يكفي ويزيد لهم ولذراريهم قرونا عديدة.
تمثلت هذه الطائفية في الفكر السلفي بتنظيم داعش (دولة الإسلام في العراق والشام) حيث دخلت لسورية بحجة نصرة أهل الشام وقتال النصيريين الكفرة حسب تعبيرهم.
ما فتأ الأمر إلا وانقلب رأسا على عقب، فتحولت النصرة إلى حكم وبيعة وفرض قوانين وإقامة حدود، فجأة ومن دون نذير ولا بشير، مما أثار سخط العامة أجمع، من هذا السلوك المنحرف الذي فعلته داعش.
وزاده فحشا قتلها وتنكيلها بالمجاهدين وأرباب التاريخ الحافل بمقاومة الأسد الفاجر.
حتى إن الكثير من الناشطين والمجاهدين الذين لم يستطع أن يصل إليهم الأسد بصواريخه وبراميله وطيرانه، استطاعت داعش أن تصل إليهم وأن تخدمه في ما يريد دون أدنى تكلفة.
وجب أن يلوّح العلماء وخاصة –علماء السعودية- إلى خطورة وفحش هذه الطائفية المقيتة في الفكر السلفي، والذي تضررت منه السعودية نفسها، التي تعتبر مصدر الفكر السلفي، حتى حاربته وجرّمته قانونيا.
طفْرةُ هذا الفكر يُخشى أن تتفاقم وتمتد للعديد من الدول مما يجعل منها حربا أهلية، تخدم كل أعداء السنة.
ولا يُكتَفى بالتنديد بهذا الفكر والتحذير منه –إن لم يقف عند حده- بل على الجميع الدعوة لقتاله ومحاربته؛ لأنه ما عاد يمثل إسلاما ولا أخوة، بل أصبح خطرا يهدد السنة جميعا، ويشق عصاهم ويسرُّ عدوهم.
على مَن تبنّى هذا الفكر، ومن روّج له بداية الأمر، أن يتحمل تكاليف كل ما وصل إليه من طائفية قذرة، وعليه أن يسارع إلى لمّ الشرخ قبل اتساعه؛ لأنه في نهاية الأمر إما أن يُقتل هو لأنه موالٍ لهذه الطائفية السلفية، أو تقتله هذه الطائفة؛ لأنه خارجي عنها، فأحلى الأمرين مرّ.

(121)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي