أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وانطلقت الثورة العميقة ... محمد عزت الشريف


ليس استباقاً أو مزايدة ..
بل دماءً مبذولة و رهاناً مدفوعة ـ على عبقرية أخرى جديدة مضافة ..
تسجلها ثورة يناير المستمرة هذا العام 2014 متمثلة في عدة مظاهر، وحقائق تأتي في مقدّمتها موجة الإعتذارات الجريئة التي يسجلها ـ هذه الأيام ـ رموز وتكتلات ثورة يناير في حق ثورتهم التي تكالب عليها تحالف قوى الأشرار و الفجار ممّن أتَوها من كل عميق حفرة و سافل درك .

العبقرية هنا .. 
أن الثوار امتنعوا عن أن يقدموا إعتذاراً واحداً لغير ثورة يناير.

نعم ..كانت الإعتذارات عبقرية و موعدها كان عبقريّاً حدِّيَّاً سبق موعد إحياء ذكراها الثالثة بأيام.

العبقرية الأهمّ هنا..
أن الذكرى الثالثة تلك التي تنطلق بعد ساعات من مولد فجر 25 يناير 2014 ستكون بعون الله وبإرادة الثوار طوراً جديداً فاعلاً، وإنطلاقة مباركة للثورة العميقة التي يدشنها الثوار بعد ساعات لتكون أساساً متيناً تُبنى عليه ثورة عبقرية عملاقة مستمرة تعمل من الأساس على التغيير الجذري لأنظمة الحكم العسكري التي روجت لها أميريكا في العالم سيادةً لحكم القوة و الطغيان و الجبروت.

لا ثورة تشبه ثورة يناير العميقة التي أعدّ الثوار لها عُدّتها منذ 6 شهور (هي كل عمر الإنقلاب العسكري الغاشم على ثورة يناير) . 
ست شهور لم تهدأ المظاهرات فيها يوماً واحداً صيفاً جدباً قائظاً، و شتاءً صقيعاً زمهريراً ..
ست شهور شهدت من المجازر و المذابح و من حالات الدهس، و القنص، و الحبس، و السحلِ ما لا رأته عين، ولا سمعته أذنٍ، و لا عرفه بشر، ولا احتمله حجر.. 

لا ثورة تشبه ثورة يناير التي قامت سلطات الإنقلاب الغاشمة بنفي عشرات من أهم رموزها من المحللين المنظرين و المفكرين العباقرة..
وحبس واعتقال آلاف من قادتها الميدانيين سواء من تيار الإسلام السياسي أو من رموز اليساريين والإشتراكيين والقوميين أو من الليبراليين و العلمانيين..

عبقرية ثورة يناير التي انطلقت لأول مرة في 2011 كانت ـ ولا زالت ـ في أنها لم يكن لها قائد من بني البشر أو من الملائكة أو الشياطين أو الحجر..

ثورة يناير في طورها الأول كان قائدها هو الهدف؛ قلناها في حينها و نقولها اليوم: ستنتصر ثورة يناير في طورها العميق ـ هذه المرة أيضاً ـ حتى بدون قادتها الميدانيين المنفيين و المعتقلين؛ لأن قائد هذه الثورة العبقرية دائما هو الهدف؛ مهما تغيّر أو تطور ذلك الهدف الذي هو الآن : "يسقط يسقط حكم العسكر في العالم".

نعم .. من حقائق عبقرية الثورة العميقة أنها تدرك أنّ أمنها الإستراتيجي يبدأ من أقصى نقطة في العالم يتولى حكمها عسكريّ ..
يسقط يسقط حكم العسكر ـ الذي هو منطق القوة و البطش و الطغيان 
ولتحيا حرية الإنسان كل الإنسان أينما حلّ و حيثما كان.

"يسقط يسقط حكم العسكر" ليس مجرد شعار ـ فحسب ـ بل الأرضية المشتركة والفَرشة التي يقف عليها كل الثوار على اختلاف مشاربهم و تَنَوّع مرجعياتهم وتوجهاتهم.

ثورة يناير العميقة نضجت واستوت تجربةً، و خبرةً بما يُمَكّنها من تَخَطي كل عقبات مستقبلية محتملة على الأرض، و هذا ما حدا بتحالف دعم الشرعية لأنْ يُطلقَ تصريحَه بأنّ الأرضَ للثوار الأحرار؛ يقودون العمليات عليها بخبرتهم في الحركة و التكتيك. 

ولا أخفي قلقاً من أنّ البعض من الثوار أصبح له الآن ثوابت و توازنات وإلتزامات حزبية قد تطفو على السطح في لحظة ما عند الشعور بحسم الموقف، و كسر إرادة سلطة الإنقلاب و دحره..
فهل تتخطى الثورة تلك العقبة الكؤود التي كانت من بين أهم أسباب نجاح الإنقلابيين في إختراق الثورة وثوارها بمساعدة العسكر الباطشين و فلول و منتفعي النظام المباركي الفاسد؟!..
ولكن ـ و بذات الخصوص ـ أليس من عبقرية الثورة أن أكثرية ثوارها لا يزالون أحراراً من كل إنتماء حزبيّ أو تصنيفٍ فكريّ إلا إنتمائهم الثوري رغم مرور ثلاث سنوات على رحيل النظام المباركي الفاسد؟!

ثورة 25 يناير العبقرية في طورها العميق تنطلق الآن و لن تهدأ حتى إجتثاث كل مفاسد الدولة النفعية العميقة في مصر .. و في العالم !!

(124)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي