على وقع مؤتمر جنيف2 وبعد أقل من شهرين على اكتشاف خلية المدعوة سناء القاسمي، كشف ثوار حمص عن عميل جديد للنظام كان يخطط مع شركاء له لاغتيال عدد من قيادات الثورة في حمص وعلمائها لكن خطته فشلت في اللحظات الأخيرة، فتم إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود بعد متابعة ومراقبة استمرت لأكثر من سنتين.
وفي شريط بعنوان (كشف الستر عن خيانة الوعر) بُث على شبكات التواصل الاجتماعي روى ناشطون قصة هذا العميل الذي تورط مع شقيق له يدعى "أدهم رجوب" بعلاقات مع الأمن تحت ذريعة تيسير المصالح ونقل الرسائل والوساطات فوقعا سوية في الفخ، حيث قام أحد قادة الكتائب بتجنيد شابين من شبابه للعمل مع ما تسمى (مجموعة بيت رجوب), وكسب الشابان مع مرور الوقت ثقة "مالك رجوب" الذي بدوره _أي مالك_ أخذهم إلى عبد الكريم السلوم رئيس فرع الأمن العسكري، وتمت هناك تسوية أمورهم الأمنية وتكليفهم بمهام, على رأسها تصفية بعض الأشخاص في حي الوعر منهم: الشيخ "حوري عثمان" و"أبو حيدر حاكمي" و"أبو بلال حنيش" و"أبو عمار حمرة" و"أبو عبد الله الصديق" ومن ثم باقي قادة الكتائب تباعاً ووعدهم "عبد الكريم السلوم" بكثير من الإغراءات المادية وما يطلبونه من إخراج أهاليهم وتأمينهم وتيسير أمورهم لدرجة أنه قال لهم: "نفذوا ما قلت وخذوا مكتبي".
خرج مالك رجوب مع الشابين من عند السلوم –بعد الحصول على صكوك غفران "وشهادة حسن سلوك من "يهوذا الأسخريوطي"، ثم توجهوا إلى عقاب رئيس فرع أمن الدولة فأكد لهم المهمة ووعدهم بما يطلبونه حال تمت المهمة, وبعدها سيطلب منهم مهمات أخرى. بعد خروجهم من فرع أمن الدولة ذهب العملاء الثلاثة إلى بيت (أدهم رجوب) في الإنشاءات فسألهم أدهم عما حصل معهم: فأخبروه بالمهمة التي كُلفوا بها وما وعدهم به كل من عبد الكريم السلوم وعقاب, فعلق أدهم قائلا: (ترى عبد الكريم السلوم زلمي هيك _وأشار بيده أي أنه مستقيم_ فكونوا معوا هيك بكون معكن نظامي)، ثم قام أدهم بأخذ الشابين إلى حي الوعر, وفي الطريق شكى الشابان من قلة البنزين في الحي وصعوبة الحياة بدون كهرباء وصعوبة التنقل, فقال أدهم: (ترى إذا عملتوا الشي يلي انطلب منكم راح تنفتح عليكم الدنيا وتقبروا الفقر).
وبعد مرور الوقت وعدم تنفيذ الشابين لمهمتم علماً أن كل تحركاتهم السابقة كانت بالتنسيق مع قائد الكتيبة وبعلم أيضا بعض الأشخاص الثقات في الحي وعلى رأسهم الشيخ حامد عسكر.
وعندما لا حظ "مالك رجوب" تأخر الشابين اتصل بهما من الإنشاءات مؤنبا إياهما على التأخير وعلى عدم الجدية في العمل, ثم قال لهم بأن الشيخ حوري يصلي العصر والمغرب في مسجد فاطمة وهو مكان مناسب للتصفية, وكذلك يجلس في البيت وحده مع أخيه فيمكن أيضاً أن يقتل هناك، وأمرهما بقتل كل من هو داخل المنزل.
وهنا رد الشابان بأن الأمر ليس بالسهولة التي يظنها بل هو صعب وفيه بعض التعقيدات, فقال مالك رجوب: (بتحبو جيب الخرسا)؟ ويقصد بها (القناصة مع الكاتم), فأجاب أحد الشبان الموكلين بالمهمة بأن ذلك سيسهل الأمر كثيراً, فقال مالك رجوب بأنها قادمة فقد تم طلبها من الشام.
وبعد يومين اتصل بهم مالك مبشراً بأن (الخرسا) أصبحت عنده وأنه سينقلها للوعر, وفعلا أدخل مالك القناصة مع الكاتم (الخرسا) إلى حي الوعر عن طريق الحاجز ببطاقة خاصة من فرع الأمن العسكري غير بطاقة السلاح المعتادة الخاصة بالكلاشن. (تنشر زمان الوصل صورتها مع هذا التقرير) علماً بأن هذا الكلام قام الثوار بتسجيله من خلال مكالمتين منفصلتين وسيتم بثهما قريباً، وقام "مالك رجوب" مع أحد الشابين بتفحص بعض الأبراج التي يمكن أن تطل على شقة الشيخ "حوري عثمان" والتي تسمح ظروفها بقنصه, فلم يجدوا مكاناً مناسباً, واستقروا على مكان محدد في برج مطل على مسجد فاطمة.
ويوم الأحد 19-1-2014 كَمَن مالك مع الشابين في البرج في الطابق السادس, ورصدوا المسجد لصلاة العصر، وإذ بالشيخ حامد عسكر يخرج من المسجد, فقال مالك: (شو رأيكم نصفّيه لحامد مبدئياً؟ ثم صوبّ القناصة عليه, فقال أحد الشابين: (يا زلمي هادا حامد لا تفتح العين علينا هلَّأ).
في تلك الأثناء جاء قادة الكتائب الذين أصبحت لهم دراية بالموضوع بعد دخول القناصة إلى الحي, وقاموا بأسر"مالك رجوب" بعد أن توفرت كل الأدلة على خيانته وخيانة أخيه أدهم.
في اليوم الثاني الاثنين 20-1-2014 جاء أدهم رجوب إلى حي الوعر بعد أن سمع باعتقال أخيه مالك ومن معه من المجموعة, وأخذ معه عناصر مجموعة من أصدقاء إخوته, وتوجهوا إلى مقر قائد الكتيبة الذي احتجز مالك يريدون اقتحام المقر وتخليص أخيه، فتفاجأ "أدهم رجوب" بأن أغلب كتائب الوعر كانت قد وضعت حماية للمقر, و"جعَّبت" عناصرها وأحضرت سلاحها, فقامت مشادة بين أدهم وأحد قادة الكتائب, ولكن انتهت بوضع السلاح من الطرفين وتأمين "أدهم رجوب" ومنع إطلاق النار عليه ومن معه حتى يتم التفاهم.
أخرج الموجودون من قادة كتائب الوعر الأدلة على تورط كل من مالك وأدهم رجوب, وتم إحضار الشيخ حامد عسكر ومعه مجموعة من المشايخ, وقام الشهود بقسم اليمين أمام الجميع وأمام أدهم, ونقلوا حرفياً كل ما حصل معهم من اتفاقات بين الأمن العسكري وبينهم بالتنسيق مع مالك وأدهم, وتم إظهار الأدلة للجميع بما فيها التسجيلات الصوتية, بالإضافة إلى القناصة والكاتم, والبطاقة الأمنية الخاصة بالقناصة, فما كان من الوجهاء وقادة الكتائب الذين جاؤوا مع أدهم إلا أن تبرؤوا منه, وأقسموا أيمانا بأنه لا علم لهم بهذا وأنهم إنما جاؤوا مصلحين, وظنوا أن الأمر مجرد عداوات شخصية وتصفية حسابات.
وتم اعتقال "أدهم رجوب" يوم الإثنين 20-1-2014 ومازال التحقيق جار معه الآن وذلك باتفاق كل قادة كتائب الحي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية