لقي التقرير المروع عن 55 ألف صورة لنحو 11 ألف مواطن سوري قضوا في المعتقلات تحت تعذيب المخابرات العسكرية، اهتماما واسعا من قبل وسائل الإعلام العالمية والعربية.
ويعتبر فرع المخابرات العسكرية أو الأمن العسكري واحدا من أجهزة الأمن السيئة التي يعتمد عليها نظام الأسد في قمع معارضيه.
لكن الناحية التي غفل عنها الكثيرون أن التقرير يتحدث عن ضحايا التعذيب القادمة جثثهم إلى المشافي العسكرية من فرع واحد فقط، هو فرع الأمن العسكري لأن الشرطة العسكرية تحيل فقط إلى فرع الأمن العسكري وربما يصل إلى المشافي العسكرية من بقية الأفرع الأمنية وربما لا يصل!!
ويعلم معظم السوريين أن فرع الأمن العسكري ليس الأسوأ بين الأفرع الأمنية، بل سيكون "رحيما" إذا ما قارنّاه بفرع المخابرات الجوية على سبيل المثال، فقد علقت بذاكرتهم مشاهد لانتهاكات لا تُنسى من قبل الفرع الذي استأصل حنجرة الناشط السلمي ابن داريا "غياث مطر" واتصل رئيس الفرع الذي مازال على قيد القتل بذوي مطر ساخرا منهم بأنه سيعمل من حنجرة ابنهم "شاروما"، رغم أن الكثيرين يعلمون حقيقة النشاط السلمي لمطر.
المخابرات الجوية
وإذا كان لأقوال أهل المخابرات الجوية تقشعرّ الأبدان، فما بالكم بأفعالها؟!
ذلك الفرع الذي لم يستثنِ حتى المعارضة المتهمة بالتواطؤ مع النظام، فاختطف -ركزوا على اختطف وليس احتجز أو اعتقل- د. عبد العزيز الخير مع قيادي آخر من هيئة التنسيق، دون أن يعترف النظام بذلك.
وإذا كان هذا الجهاز سيئ الصيت ذراع الأسد القوي وأحد الأدلة على أن من يحكم سوريا عصابة وليست نظاما، إلا أنه ليس الوحيد بين أذرع القتل الأسدي، فهناك أمن الدولة والأمن السياسي، والأمن الجنائي، وتلك أفرع معروفة لدى السوريين قبل الثورة، لكن أحدا لم ينتبه إلى مراكز الاحتجاز غير النظامية، والتي قد يتجاوز عدد ضحاياها مثيلها في الأفرع النظامية كون الحد الأدنى من المحاسبة إن وجدت هناك، فلن توجد هنا فلا من يحاسب ولا هم يحزنون!!
مجزرة ومجازر
فأهل درعا يعلمون جيدا بالمجازر التي حصلت في ملعب المدينة الرياضية هناك، ولم ولن تكون المقبرة الجماعية المكتشفة بداية الثورة لجثث تعود لأبناء درعا وخاصة عائلة "أبازيد"، الأخيرة.
وأهل اللاذقية يعلمون ما كان يحدث في مدينتها الرياضية أيضا، وأهل حمص على دراية تامة بمصير معتقلي ملعب "الباسل" في باباعمرو، وكذلك ملعب العباسيين الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية ومعتقل، لتنعكس مقولة مؤسس النظام الأسد الأب "إني أرى في الرياضة حياة" فصارت الرياضة موتا حقيقيا.
وعلى قساوتها قد تُصنّف الأفرع الأمنية لدى نظام الأسد بأنها "لطيفة" قياسا إلى فرق الشبيحة التي ارتكبت مجازر بأشنع الطرق وأفظعها، أثناء الاقتحامات التي كانت تنفذها مع الجيش النظامي بداية الثورة، ثم انفردت بالاقتحامات متعاونة مع ميليشيات قدمت من خارج الحدود لتتفنن بقتل السوريين!
ورغم وصول تلك الصور وغيرها الكثير إلا أن أحدا لم يتحرك لإنقاذ شعب تمارس بحقه أبشع جريمة جماعية ترتكب في العصر الحديث بعد اقتراب عدد الضحايا من 200 ألف، فضلا عن عدد يماثله من المعتقلين ومثلهم من الجرحى والمعاقين، ناهيك عن ملايين المهجرين والنازحين.
من البلد | |
|
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية