تضاربت الأنباء حول قرارا انسحابنا من الائتلاف وكثر اللغط عن أسبابه، وبدأت الاتهامات والتخوينات تنهال علينا حتى ابتعدت عن المسببات الحقيقة.
لقد بدأنا بتشكيل هذا الجسم السياسي مرتكزين على مقومات الثورة السورية من حرية وكرامة وعدالة، وهدفنا إسقاط نظام الأسد وأركانه، وتعاهدنا على الحفاظ على هذا النهج ونكون صوت الحق في الخارج و مرآة للداخل.
مالبث هذا الجسم أن تضعضع وفقد البوصلة وبدأ بالتنازل بشكل تدريجي عن المبادئ التي اجتمعنا لأجلها وتعاهدنا على تنفيذها، حتى وصل الأمر إلى إرسال رسالة فردية من قبل رئاسة الائتلاف إلى الأمم المتحدة تفيد بقبول جنيف2 دون شروط مسبقة، ونقض المواثيق والعهود والتلاعب بالقوانين الداخلية لتتناسب مع الإملاءات الخارجية، وكان آخرها التصويت بـ 58 صوتاً من أصل 121 لتمرير قرار مصيري يغير مسار ثورة شعب بأكمله.
لم نرفض جنيف2 ولم نطعن بأهمية الحل السياسي، ولكننا ربطنا الذهاب إلى جنيف بوضوح الصورة والمحددات، وبتحقيق أشياء ملموسة على الأرض بعد خذلان المجتمع الدولي لنا وعدم تنفيذه لأي من الوعود التي جاء بها سابقاً.
كنا نسعى ليكون قرار مشاركتنا بجنيف مشترطا بفك الحصار عن حمص، وإطلاق سراح المعتقلين من النساء والأطفال على أقل حدّ كبرهان على مصداقية النظام والمجتمع الدولي في الوصول إلى حل، ولكن تصرف الائتلاف الإقصائي والبعيد عن التشاركية في صنع القرار وعدم اكتراثه بوجود ممثلين عن القوى الثورية والعسكرية معه على الطاولة السياسية أضاع الفرصة من أيدينا.
هناك عتب كبير على إخوتنا في الائتلاف لانصياعهم للأوامر التي أمليت عليهم وقبولهم بأنصاف الحلول متجاهلين ما تعاهدنا عليه في وثيقة الدوحة، ونأمل منهم إعادة النظر بتصرفاتهم والعمل على إعادة الثورة لأصحابها، والرجوع إلى سكة الصواب للسير ضمن المسار المطلوب خوفا من الانجرار نحو الهاوية.
عبد الاله فهد - مجلس محافظة حمص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية