أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الموت جوعا في سوريا الأسد

سيتذكر المؤرخون الثورة السورية بكثير من الأوصاف والحوادث التي انفردت بها عن غيرها من الثورات في العالم، وهذا يعود في جزء كبير منه إلى فرادة نظام الأسد في الوحشية والقتل، وفرادة الشعب السوري في التصميم بالتخلص من نظام الأسد مهما كان الثمن. 

فتعددت أنواع الموت في المعتقلات والسجون الأسدية لكن أسوأها هو الموت تحت التعذيب لأنه الأكثر حطا بالكرامة الإنسانية وإذلالا لها عبر ممارسة السادية حتى الموت. والأسوأ من ذلك أن التعذيب مورس بشكل منهجي ليس ضد الذكور من البالغين فقط، وإنما ضد الإناث والأطفال، فحالة حمزة الخطيب وتامر الشرعي تقول الكثير عن وحشية الأسد وزبانيته، ويزداد الرقم يوما بعد يوم وفي كل مرة أقرأ عن حالة وفاة تحت التعذيب في سجون الأسد ازداد اشمئزازا ضد الأسد ونظامه في استعادته عصور القرون الوسطى في التعذيب وممارستها ضد الشعب السوري يوميا خلال ثورته. 

لكن الأسوأ من ذلك حصل وهو التجويع حتى الموت كما وجدنا يوميا في حالات في مخيم اليرموك والمعضمية، نجد أطفالا بعمر الورود والزهور تذبل رويدا رويدا حتى تنطفئ، العار كله ليس للأسد فحسب، وإنما للمجتمع الدولي الذي سمح لذلك بالحدوث، لم نجد حتى ضغطا سياسيا حقيقيا لوقف هذا العار الذي سيجللنا جميعا، ومن الصعب على ذاكرتنا نسيانه، أو محاولة التذرع بالنسيان، فسوريا بلد الخيرات والحضارات يموت فيها السوريون والفلسطينيون بسبب حصار الجوع من قبل مجموعة حاقده ما انتمت يوما لسورية أو حتى استحقت العيش فيها، وما انتسبت يوما للحضارة أو مرت بها، إنها تنتمي إلى عصور ما قبل الحضارة في الوحشية والدموية 
نمتلئ غضباً على الأسد وزبانيته، ونمتلئ غضباً على كذبة المجتمع الدولي التي تترك السوريين ليموتوا بأصناف التعذيب والتدمير بالبراميل والقصف والكيماوي وأخيرا الجوع، ما عساه يكون الموت الجديد القادم من الأسد وعصاباته؟

مدير المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية - من كتاب "زمان الوصل"
(123)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي