"حيدونا.. حيدونا" شعار رفعه المعتصمون في العديد من البلدان للتضامن مع أهلهم المحاصرين في مخيم اليرموك منذ سبعة أشهر، لكن مبادرة "تحييد المخيمات"، ما زالت عالقة بين إرادة النظام بعرقلتها، وواقع مأساوي لما يزيد عن 40 ألف محاصر داخل المخيم.
وفي ظل حملات التضامن وثورة الجوع، بدأت المساعدات الغذائية بالوصول إلى مخيم اليرموك، "بالقطارة" إن صح التعبير، فبالأمس دخلت 200 سلة غذائية، واليوم ينتظر المحاصرون دخول 500 سلة جديدة.
تسارعت الأحداث خلال اليومين الفائتين، حيث خرج بيان شديد اللهجة عن أهالي المخيم بعد مجزرة البراميل المتفجرة، طالبوا فيه "جميع العناصر المسلحة بالتوجه إلى أماكن الحرب (الجبهات) وعدم الاختباء بين المدنين"، "رافضين قبول المساعدات التي تحاول إذلالهم وتصويرهم على أنهم متسولون".
وعقب ذلك وصول أول قافلة من المساعدات، حاول النظام خلالها إرسال رسائل "الإذلال" للمحاصرين، حيث دخلت السيارات إلى نقطة تسيطر عليها القيادة العامة والأمن السوري وهناك يتم تسليم المساعدات، واحتشدت آلاف النساء ممن أجبرن على المشي في منطقة وقف الاشتباك وسط الدمار الهائل لاستلام المساعدات.
واليوم من المتوقع دخول 500 سلة أخرى، تزامنت مع خروج أول دفعة من المصابين والحالات الصحية الحرجة من المخيم "حوالي 100 حالة"، يتم نقلها بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، وسيارات الأنروا بعد نقلها بسيارات الإسعاف التابعة للقيادة العامة من داخل المخيم إلى خارجه.
أين مبادرة التحييد؟
ومع كل هذه الأحداث، هل يمكن الدخول حقاً في هدنة مع النظام الذي لطالما عطل الوصول إلى حل؟، وأين هي مبادرة تحييد المخيمات اليوم؟.
مطر اسماعيل الناطق الرسمي باسم قيادة الجبهة الجنوبية، ييجبنا عن التساؤل بالتأكيد على إمكانية ذلك لكنه في الوقت ذاته ينوه إلى أن الأمر يحتاج إلى ضغط دولي عام وإيراني خاص، لأن إيران هي من يمكنها الضغط الحقيقي على النظام، كما تحتاج لموافقة ونوايا حقيقة وصادقة من طرف النظام، وميليشيا أحمد جبريل وفتح الانتفاضة بعيداً عن عقلية التلاعب والنفاق السياسي.
والنفاق السياسي الذي أكد عليه اسماعيل، هو الذي دفع البعض للتأكيد على أن الفصائل الموالية للنظام تريد تسليم المخيم، مفرغاً من كل قوته، ومهزوماً، وإمكانية ترك المدنيين لمصيرٍ مجهول في مواجهة النظام، إلا أن الناطق باسم قيادة الجبهة الجنوبية، له رأي آخر، فهو يرى أن القيادة العامة مستميتة في العودة إلى مخيم اليرموك والتربع على عرشه، بالإضافة إلى أن النظام ليس من مصلحته الدخول إلى المخيم مرة أخرى في ظل الوضع العسكري العام، والضغوطات الكبيرة عليه في باقي الجبهات لذلك من مصلحته تسليم المخيم إلى القيادة العامة وهي فرع أمني مخابراتي تابع للنظام بكل حال.
خيارات الحر
وفي ظل الموت اليومي الذي يعيشه المخيم المحاصر، وارتفاع عدد شهداء الجوع إلى أكثر من 57 شهيدا، تبدو خيارات الجيش الحر لإنقاذ المخيم محدودة والبعض يراها شبه معدومة، وهذا غير واقعي، لأن للجيش الحر خيارات مفتوحة ومتعددة.
وفي هذا الإطار يقول الناطق الرسمي باسم قيادة الجبهة الجنوبية: "الحلول الحالية خلال الظرف المتغير بشكل يومي تشير إلى عدة نقاط منها كسر الحصار بعملية واسعة للدخول إلى دمشق، أو انسحاب الجيش الحر وبقية الفصائل الثورية من مخيم اليرموك وتشكيل قوة أمنية لحماية المخيم من جيش التحرير الفلسطيني بتوافق بين الفصائل دورها حماية المخيم وأهله وناشطيه دون دخول النظام".
ولا يخفى على أحد أن النظام كان قادراً على حل أزمة المخيم بدقائق، لكنه يريد استثمارها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في ابتزاز الناس والفصائل، حسب ما يشير اسماعيل، ويؤكد أن كل الطرق مسيطر عليها من قبل النظام، لذلك فإن الحل إما بالهدنة أو إدخال مواد غذائية.
زينة الشوفي - دمشق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية