أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل تتخلّى تُركيا عن الثورة السوريه .... جكو اسماعيل محمد



على الرغم من الدور الذي لعبته الحكومة التركيه منذ بداية الثورة السورية , و الإيجابية التي ظهر فيها الموقف التركي من حيث احتضان المعارضه السورية و القيادات العسكرية المنشقه عن الجيش السوري النظامي و استضافتها للنازحين السوريين على أراضيها ضمن معسكرات أو حتى توزعهم على كامل الجغرافية التركية و مدنها الكبرى , إلا أن تذبذب مواقفها السياسية الأخيرة و خاصة من مفاوضات جنيف2 وضغطها على المعارضة السياسية لأجل المشاركة بتلك المفاوضات , إنما ينّمُ عن حسابات أُخرى لدى السيد أردوغان و حكومته و ربما إمتداد القرار التركي خارج حدوده الجغرافية .
اتَّبعت تركيا في السنوات الثلاثة من عمر الثورة السورية سياسةً قائمة على إحداث توازُن في العلاقة مع المعارضةِ و الدول الداعمة للنظام السوري ، بحيث تدعم أنقرة علاقاتِها الخارجية مع جميع الأطراف، ومع تحسُّن العلاقات بين تركيه وإيران من جهة و تركيه وروسيا من جهة أُخرى، رأتْ تركيا أنه من الأفضل الاتجاه نحو سياسة التوازن في التعاطي مع مختلف الأطراف و مسك العصا من المنتصف؛ لمواجهة الرفض الذي تبديه بعض دول الإتحاد الأوربي بشأن مساعيها للإنضمام الى الإتحاد المذكور بشكلٍ ما .
و هنا لابد لنا من ذكر الخلاف الواضح بين المملكة العربية السعودية و دولة قطر بشأن دعمهما للمعارضة السورية كلٌّ حسب نظرته و مصالحه و الشخصيات السورية المعارضة التي يمكن لها أن تُجسّد مصالحها في حال سقوط النظام السوري و بالتالي التعويض المادي و السياسي للدولتين في سوريه المستقبل , و هنا فمن الملاحظ بأن النظام التركي لا يزال متأرجحاً بين الطرفين الداعمين للمعارضه المسلحة و السياسية و خاصة بأن الكتائب الإسلامية المُتشدّده و المدعومةِ من أحد الطرفين أصبحت تُشكّل عبئاً و خطراً على الداخل التُركي .
و من المعلوم بأن تُركية كانت المحطةُ الأخيرة لعناصر القاعدة التوجهة الى سوريه و وجود العديد من تلك العناصر على أرضيها مما يُحتّم على الحكومةِ التركية مراجعة موافقها الحالية من الثوار و تواجدهم على مرمى حجرٍ من أراضيها لما أصبحوا يُشكّلون تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي .
و من هنا يأتي الضغط التُركي على المعارضة السورية للذهاب الى جنيف و التوصّل الى حل سلمي للأزمةِ السورية إستباقاً منها لوقوع المحظور و إنتقال المقاتلين الى الداخل التركي أو إمتدادهم الى دول الجوار الإقليمي بحيث يصعب السيطرة عليهم , وخاصةً بأن حكومة أردوغان تّمرُ في مرحلةٍ حسّاسةٍ من تاريخ وصولها الى الحكم .
و ربما تُظهر الأيام القليلة القادمةِ حقيقة الموقف التركي و خاصةً بأ الإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضه السوريه قد اتّخذت قرارها بالموافقه بشأن مشاركتها في مؤتمر جنيف , متأمّلةً أن تتوّصل الأطراف الى إتفاق على إنهاء المعارك الداميه و الجلوس الى طاولة المفاوضات للتوصّل لإتفاق يفضي الى نقل سلمي للسلطه , و إلا سنرى تحوّلاً جذريّاً في الموقف التُركي قد يؤدي الى خروج جميع الهياكل و التنظيمات و أقطاب المعارضه من تُركيه لإيجاد البديل و الذي من المتوقع أن تكون الأردن .

عضو رابطة الكتاب السوريين
(125)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي