أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملابسات انسحاب كتيبة "الأطرش" من الميدان.. "نظرية المؤامرة" وحدها لاتكفي

هل هناك من يريد إجهاض العمل الثوري في السويداء لإبقائها موالية للنظام؟، السؤال الأهم الذي تبع نبأ تجميد العمليات العسكرية لـ"كتيبة سلطان الأطرش"، حيث حملت حقائبها ورحلت إلى الأردن بصمت ودون أي ضجيج، سوى بيان خرج على استحياء.

الكتيبة خرجت من دائرة المواجهة مع النظام، في الذكرى الأولى لاستشهاد قائدها ومؤسسها الملازم أول "خلدون زين الدين"، والمصادر العسكرية لا تقرأ هذا الحدث بطيب نية، فخلفه يحتمي الفاسدون، وأصحاب المصالح والولاءات.

كتائب من غير فعل
وليستقيم النقاش لابد من مراجعة الكتائب الدرزية التي تم تشكيلها من بداية الثورة، وقراءة واقع حالها اليوم، البداية كانت بكتيبة سلطان الأطرش، والتي أسس قائدها خلدون زين الدين المجلس العسكري لمحافظة السويداء، وها هي اليوم في الأردن، تلقي باللوم مرةً على هيئة الأركان وأخرى على تضييق المتطرفين.

وإلى الشمال كتيبة "كمال جنبلاط" في ريف إدلب تحت قيادة ثمامة شروف من أبناء مدينة السويداء، الرجل الذي حمل لقب "قاهر الدبابات" بعد ضربه لحوالي 46 دبابة تابعة للنظام، وهاهو اليوم لا يجد أي دعم، ولم يبق له أي صوت أو فعلٍ يذكر.

"لواء مازن الصاروخي" في مدينة حماة تحت قيادة الملازم مهنّد العيسمي، والذي يتواجد اليوم في إدلب "معرة النعمان"، وهو الآخر تم حجب الدعم عنه، ولا يمتلك سلاح.

وفي الغوطة الشرقية كتيبة "فدائيي بني معروف" وأصبح اسمها لاحقاً كتيبة "يوسف العظمة"، بدأت مؤخراً ببيع سلاحها لتكون قادرة على تأمين الطعام، على الرغم من أن تسليحها يوصف بالجيد وثلث ما تمتلكه هو أسلحة ثقيلة "مدافع هاونات ومضادات دروع"، لكنها غير قادرة على تأمين الطعام والذخيرة.

أما باقي الكتائب فلا تتعدى كونها تسجيل فيديو وبضع عبارات، خرج مؤسسوها خارج البلاد، مثل كتيبة الثورة السورية وتامر العوام وأسود السويداء، وفيصل قاسم. 

هذا حال الكتائب، أما " المجلس العسكري لمحافظة السويداء" فتتخمه الخلافات والمؤامرات الداخلية، حيث شهد سلسلة من الانسحابات مؤخراً، لا يمكن تفصيل أسبابها وواقعها في هذه العجالة.

قمة جبل الجليد
المصادر العسكرية في الكتائب الدرزية المقاتلة، تغمز من قناة التآمر على تواجدها ضمن الثورة، وأطراف المؤامرة من أبناء البيت الواحد إن صح التعبير، فهم من دائرة القيادات العسكرية الدرزية ذاتها.

"لقد تاجروا بنا" هذا ما يقوله مصدر عسكري فضل عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى سلسلة طويلة من القيادات التي ترغب بإبقاء محافظة السويداء "موالية للنظام".

والأخطر -حسب المصدر العسكري- وجود قضايا تتعلق بالفساد المالي، فهناك ما يزيد عن 120 ألف دولار، لا تعترف بها بعض القيادات، ولم تصل إلى الكتائب الفاعلة على الأرض، في الوقت الذي تصل آلاف الدولارات لمنشقين، رغم أنهم في تركيا أو الأردن، ولا يوجد لهم كتيبة على الأرض.

ولا ينفصل الحديث عن الفساد المالي ولعبة المصالح، عن أحداث التوتر التي حدثت بين الهيئة الشرعية في المسيفرة وكتيبة سلطان الأطرش، على إثر اختطاف اثنين من عناصر الكتيبة، واتهامهم بالعمالة للنطام، فردود الفعل على هذه الحادثة أتت لتؤكد وجهة النظر التي تقول بأن هناك من يريد إجهاض التواجد العسكري للدروز، ويستشهد المصدر العسكري بالبيان الذي صدر عن بعض الناشطين وطالبوا عبره الكتيبة بالخروج من درعا، ونفس القائمين على هذا البيان أصدروا بياناً آخراً يهددون عبره بانسحاب "الدروز" من الائتلاف، إذا لم يتم الإفراج عن المختطفين، ليبدو الأمر وكأنه إنهاء للفعل السياسي والعسكري بشكلٍ متواز.

أما المبالغ التي طلبها الخاطفون مقابل الإفراج عن العنصرين، فهي في حقيقة الأمر أموال عالقة بين الجهة الخاطفة والقيادات العسكرية "الدرزية"، لتكون القضية كلها مدبرة، وخروجهم من سوريا كان مرتبا بشكل مسبق، حسب المصدر العسكري.

ومع كل ذلك لا يمكن التسليم إلى نظرية المؤامرة بهذه السهولة، وما يقف خلفها من فساد مالي ومصالح وكل التساؤلات التي طرحها المصدر العسكري، ستبقى معلقة برسم القيادات في المجلس وهيئة الأركان، وأيضا في الائتلاف، وهي مطالبة اليوم بتوضيح كل تلك النقاط، وفتح تحقيقات شفافة وعلنية، على أمل أن لا تعجز القيادات عن غربلة الفاسدين، لإيقاف التضييق الذي تتعرض له الكتائب التي مازالت صامدة على الأرض، وحتى لا تصل إلى مرحلة حل تشكيلاتها.

زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل - خاص
(125)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي