صدق الصحفي الذي نشر في صحيفة النظام "تشرين" حين قال إن المواد المستعملة كانت تنتشر بخجل في بعض مناطق طرطوس وجذبت عدداً قليلاً من المستهلكين، بينما الآن صارت تنتشر بلا خجل.
لكنه لم يصدق حين أطلق على ذلك السوق الذي تنتشر فيه مسروقات أهل المناطق الثائرة بأنه "سوق المستعمل"، مشيرا إلى أنه في أماكن أخرى يسمى "سوق الحرامية"!
لم بعد خافيا على أي سوري وخاصة سكان المدن والأحياء الثائرة على النظام أن أثاث بيوتهم ومدخراتهم التي تمثل خلاصة "شقى العمر" لدى غالبيتهم العظمى، راحت في مهب حملات "التطهير" المنفَّذة بزنود "الجنود البواسل" ومؤازرة فرق السلب والنهب من مجموعات الشبيحة، معتبرين أن تلك الممتلكات غنائم حربهم على الإرهاب المزعوم!
نعم أسواق تنتشر بلا خجل فقط في مناطق الأمن والأمان، فقط لأنها موالية للنظام!
ويعرف معظم السوريين أن تلك الأسواق ما فتحت إلا لتفتح جرحا عميقا أكثر ما يعقّد اندماله مشاهد ممتلكات شهداء ومهجرين ومعتقلين موجودة لدى من يفترض أنهم إخوة في الوطن تحول الكثير منهم إلى تجار دم يقتلون القتيل ويعتقلون المعتقل ويهجرون النازح واللاجئ وينهبون ممتلكاتهم، وقد يبيعونها لأصحابها أنفسهم في مفارقة تجمع الكوميديا والتراجيديا ضمن مشهد أسوَد لم يشاهد إلا في سوريا.
"سوق المستعمل" المزعوم لم يخلق من العدم، ولا نظن أن في نقل الحقيقة تحريضا طائفيا، بل التحريض الفاضح حين يُقتل سوري ألف مرة ولا يسمح له بالصراخ!
هي سوق لا تجدها إلا في أماكن معروفة لكن اسمها بكل تأكيد ليس كما حاول صحفي النظام وصحيفته الترويج بأنها "سوق المستعمل"، فتشوا عن الاسم الحقيقي للسوق في "سومرية" دمشق و"عكرمة" حمص وفي "طرطوس" وتوابعها.
هناك بإمكان المستهلك أن يفتش في السوق عن البائع الذي لا يعرف اسم الجهاز أو الشي الذي يبيعه فيسمي جهاز "اللاب توب" أو "آيفون" أو "آيباد" من إنتاج شركة "أبل"، بأنه "جهاز أبو تفاحة مقطوطة"!
http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/307491
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية