"السلْمية" في السجون ...والنظام يحاور نفسه في جنيف

تناقل الناشطون تسريبات مصدرها أروقة مكاتب المخابرات عن نية النظام السوري شن حملة اعتقال واسعة تطال الناشطين الساسيين والميدانيين.
وكشفت التسريبات أن أجهزة المخابرات ستبدأ في تكثيف حملة اعتقالات الناشطين من بداية هذا الشهر الأول 2014 حتى تاريخ 22 منه حيث يتزامن هذا الموعد مع التاريخ المصرح به لعقد مؤتمر "جنيف2", مافتح الأسئلة والتحليلات حول مقصد النظام من وراء هذه الحملة.
من المعروف أن أجهزة الأمن والمخابرات السورية لم تتوقف عن اعتقال الناشطين منذ بداية الثورة, ولكن من الملاحظ أن حالة اعتقال الناشطين التعسفية قد بلغت حدا مرتفعا في الخمسة أيام الماضية خصوصا في دمشق, ومن الجدير بالذكر أن المعتقلين ينتمون إلى أطياف ومشارب سياسية مختلفة، ولا صفة مشتركة بينهم أو تجمعهم إلا نشاطهم السلمي.
يرى بعض المحللين أن خطة النظام هذه تهدف إلى تفريغ الشارع السوري من الوجه المدني السلمي للثورة السورية، ما يمنحه إمكانية أكبر لإظهار المشهد الميداني في الحراك الثوري السوري داخل قاعة مؤتمر "جنيف2" على أنه يحارب التطرف والإرهاب ليس إلا.
بينما يرى آخرون أن القناع قد سقط عن وجه النظام, ولم يعد بحاجة لإظهار هذا الوجه أو ذاك, إنما يأتي هذا الفعل على قاعدة تقوية شروطه التفاوضية بجعل المعتقلين إحدى أوراق الضغط والمساومة.
ويذكر أن معظم المعتقلين من الناشطين السلميين من الذين يتركز نشاطهم ضمن الإطار المدني والنشاط الاجتماعي, كالعمل الإغاثي لنجدة اللاجئين من المناطق المنكوبة, وتأمين أقل احتياجاتهم الحياتية في حين يعمل بعضهم الآخر في مجال الدعم النفسي وتنمية مقدرات التواصل الاجتماعي.
كما طال اعتقال أجهزة الأمن ناشطين سياسين برزوا في الحراك السوري كأشخاص وسطيين منفتحين على الرأي الآخر ما يشكل تغييبهم عن الساحة السياسية خطراً حقيقيا من حيث إفراغ الشارع السوري من الصوت السياسي الوسطي المعتدل.
وثمة من يطرح تساؤلا مشروعا: إذا كان النظام يعيد ويكرر في كل مناسبة بأنه لن يحاور العصابات المتطرفة أو حملة السلاح, وفي المقابل يقوم باعتقال أهم وجوه العمل السياسي السلمي, ويضعهم في السجون كأعضاء هيئة التنسيق وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز الخير, وإذا كان لايعتبر المعارضة الخارجية المتمثلة بالائتلاف أنها تمثل الشعب السوري فالسؤال: من سيحاور النظام في جنيف إذاً؟!.
ويعتقد البعض بأن النظام قد صنع معارضة على مقاسه متمثلة بالدكتور قدري جميل وعلي حيدر، فهل ستحاور هذه المعارضة النظام متمثلاً بعمران الزعبي على سبيل المثال؟! ,على هذا النحو إنما يسعى النظام للتحاور مع ذاته.
سارة عبدالحق - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية