قبل الثورة كان حي المزة الدمشقي، واحداً من الأحياء الراقية المحسوبة على النظام، كون شريحة واسعة من سكانه من الضباط والمسؤولين، وخلال الثورة صار الحي يلفظ ألوانه النظامية، متشوقاً للالتحاق بألوان الحرية، وكانت عملية حرق بساتين الصبارة التي أراد بها النظام ترويض سكان الحي، "الشعرة التي قصمت ظهر البعير"، وأعلنت انشقاق الحي الذي شارك بعدها بكل أشكال الثورة بدءاً من المظاهرات إلى الكتابة على الجدارن مروراً بتوزيع المناشير.
إنها قصة حي المزة مع النظام حسب ما يرويها الناشط عمر.. إلا أن انتقام النظام يكون دائماً -حسب عمر- مضاعفاً، فالحواجز المنتشرة بكثافة في الحي تمارس هوايتها باعتقال الشباب بشكل عشوائي؛ ليُكمل بعدها السجانون المهمة في المعتقل.
ويقول الناشط: أكد عدد من المعتقلن المفرج عنهم، أن تعذيبهم يتضاعف عندما يعلم السجان أنهم من حي المزة.
ويدلل عمر على حديثه بأن النظام سلم مؤخراً قائمة لشيوخ الحي ووجهائه، فيها 40 اسما لمعتقلين من الحي، وطُلب من الشيوخ الإعلان يومياً عن اسمين فقط، على أنهما توفيا في سجون النظام بالسكتة القلبية.
ويتابع عمر: عندما سأل الوجهاء فيما إذا كان النظام سيُسلم جثث المعتقلين جاء الجواب بالنفي، مما يعني أنهم توفوا تحت التعذيب، وتسليم الجثث سيفضح ذلك عبر الآثار التي تحملها.
كما أكد الناشط أن المعتقلين الواردة أسماؤهم في القائمة لم يمضعلى على اعتقالهم سوى شهرين تقريبا، ما يُضعف أمل الأهالي الذين اُعتقل أبناؤهم قبل ذلك، بخروج معتقليهم أحياء سالمين.
وختم عمر حديثه متسائلاً: هل مازال هناك من يعتقد أن دمشق، مدينة هادئة؟!
لمى شماس - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية