كل اللذين راهنوا على الفوز الأرجنتيني قبل بداية المباراة النهائية لكوبا أميركا بين البرازيل والأرجنتين اعتمدوا على عروض منتخب التانغو القوية في هذه البطولة وتواضع أداء لاعبي البرازيل خصوصا أنهم أسماء غير مشهورة على الصعيد العالمي في حين المدرب الأرجنتيني استدعى كل نجومه بدون استثناء عاقدا العزم على الفوز باللقب القاري .
لكن للمباراة النهائية بأي بطولة حسابات أخرى فكل فريق يصعد إلى هذا الدور سيلعب حتما للفوز مهما كانت الترشيحات والتوقعات تصب لصالح الخصم .
وهذا ما قرأه جيدا المدرب البرازيلي الشاب كارلوس دونغا فبعد أشهر من الضغوطات الرهيبة الذي تعرض لها هذا المدرب وخصوصا في بداية البطولة جاءت المباراة النهائية والعرض البرازيلي الساحق ليمحو الصورة المهزوزة لراقصي السامبا ويجبر الجميع على رفع القبعة احتراما للمدرب دونغا .
أن تنتهي مباراة نهائية ب 3 / 0 فهذا أمر نادر الحدوث وانه يدل على انضباط تكتيكي عالي وارتكاب أخطاء قليلة جدا وغير مؤثرة وتماسك في الخطوط الثلاثة
هذا ما سعى لأجله منتخب السامبا منذ بداية المباراة حيث أرادوا ضرب منافسيهم بقوة كاسرين بذلك الحاجز الذي وضعه الإعلام ولاعبي الأرجنتين أنفسهم كنجوم وبين لاعبي السامبا كنجوم الصف الثاني وأنهم قادرين على حمل اللقب بسهولة .
أصحاب القمصان الصفر ومنذ الدقيقة الرابعة قالوا كلمتهم حيث افتتح بوبيستا لاعب ارسنال الانكليزي بنك أهدف فريقه بطرقة رائعة من فوق الحارس هدفا لا يرد ، احتاج راقصو التانغو لبضع دقائق لاستيعاب الصدمة والدخول في أجواء المباراة وكاد ريكلمي أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر لكن كرته ضربت القائم بدلا من الشباك .
ثم اصطدم مهاجمو الأرجنتين بدفاع منظم ومحكم الإغلاق وخط وسط برازيلي سريع ويجيد الهجوم والدفاع فلم يستطيع ميسي او تيفيز او فيرو أن يلعبوا ألعابهم
في حين كان ارتداد السامبا منظم وهجماتهم اخطر امام دفاع أرجنتيني بطيء نوعا ما يقوده لاعبين كبار السن هما ايالا وزانيتي وجاء الهدف الثاني بالدقيقة 18 كنتيجة لتفوق البرازليين بالسرعة حيث سجله كابتن الأرجنتين ايالا خطأ في مرماه .
الشوط الثاني وبعد أن زج مدرب الأرجنتين سباليتي بورقة ايمار بديلا لكمبياسو لم يظهر على المنتخب الأرجنتيني التصميم على قلب النتيجة ، في حين كان دونغا يعرف تماما أن هدفا ثالثا ينهي المباراة ويريح فريقه فكانت هجمات البرازيليين أكثر خطورة وكان لهم الهدف الثالث الذي سجله البديل الافيس من تمريرة رائعة في الدقيقة 70 ولتغدو الدقائق المتبقية عبارة عن مناوشات ارجنتينية وبعض الخشونة البرازيلية وتنتهي المباراة فوز برازيلي ساحق على نافستها اللدودة الأرجنتين وبثلاثية نظيفة ولتحمل اللقب للمرة الثامنة في تاريخها وليحترم العالم اجمع مغامرة دونغا بلعبه خطة هجومية بحتة منذ الدقيقة الأولى وليثبت للنجوم الكبار الذين اعتذروا عن البطولة أمثال كاكا ورونالدينو أنهم هم الذين خسروا كوبا اميركا وليس العكس وانه بحاجة ل11 لاعبا يلعبون من اجل القميص أو من قلب ورب كما يقال
لأن البرازيل لا تحتاج أحدا ، وكعادتها عندما تكون غير مرشحة لحمل الألقاب تضرب بقوة
أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية