أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السيسي يبحث عن المبايعة في استفتاء الدستور المصري الجديد

بدأت صباح اليوم الثلاثاء في مصر عمليات الاقتراع في استفتاء على الدستور الجديد يريده عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة والرجل القوي في البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي، مبايعة علنية له.

وقال الفريق السيسي السبت إنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة "إذا طلب الشعب" وإذا ما أيد الجيش ترشحه، وذلك بعد ستة أشهر من قيامه بعزل مرسي الذي كان أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في مصر.
وفي القاهرة تشكّلت صفوف من الناخبين منذ الصباح الباكر أمام مكاتب الاقتراع التي أقيمت في المدارس فيما انتشرت أعداد كبيرة من رحال الشرطة وجنود الجيش المسلحين أمام مكاتب الاقتراع.

وفي مكتب اقتراع أقيم في مدرسة جمال عبد الناصر في الدقي بالجيزة (غرب القاهرة) وقفت عشرات السيدات في صف طويل ورفعن أعلام مصر وكانت ترددن هتافات مؤيدة للسيسي والجيش.

ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في بعض المحافظات.

وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل شخص في محافظة بني سويف (120 كيلومترا جنوب القاهرة)، حسبما أفاد مدير مشفى ناصر الحكومي بالمدينة فرانس برس عبر الهاتف. 

في بلدة الحوامدية (جنوب محافظة الجيزة) أشعل مؤيدو جماعة الإخوان النيران في سيارة شرطة كما فرّقت الشرطة تظاهرات لأنصار الجماعة في الاسكندرية، بحسب مصدر أمني.

وقبل ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع في الساعة التاسعة (7,00 تغ)، وقع انفجار بعبوة بدائية الصنع أمام محكمة في منطقة "أمبابة" بالجيزة (غرب القاهرة) من دون أن يسفر عن وقوع إصابات أو ضحايا، بحسب مسؤول في وزارة الداخلية.

وقال مصور من "فرانس برس" في موقع الانفجار إنه أسفر عن تهشم الواجهة الزجاجية للمحكمة وقسم من واجهة محل وزجاج بنايتين مجاورتين.

وأضاف أن عشرات من أبناء الحي تجمعوا بعد وقوع الانفجار وكانوا يحملون صور السيسي ويرددون "حننزل .. حننزل" في إشارة إلى تصميمهم على المشاركة في الاستفتاء.

غير أن الناخبين أمام اللجان أكدوا أنهم نزلوا لأسباب عدة فبعضهم يريد "الخلاص من الإخوان" بينما يرغب آخرون في "تحقيق الاستقرار" بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات أدت إلى أزمة اقتصادية وارتفاعا مضطردا للتضخم. 

وقالت وجدان الحناوي وهي مديرة شركة انطلقت من هاتفها المحمول أغنية "تسلم الأيادي" (التي أعدت لتحية الجيش بعد عزله محمد مرسي في تموز/يوليو) "هذه أسعد لحظة في التاريخ، نحن نصوت للدستور الذي تستحقه مصر".

الطبيبة حنان جاب الله محمد التي حملت علم مصر قالت "هذه خطوة هامة للخلاص من الإخوان. هذا استفتاء من أجل عودة مصر لمسارها الطبيعي، نحن هنا لا نبايع السيسي نحن هنا نختار دستورا جديد".

وفي حي السيدة زينت الشعبي قالت منى صلاح وهي ربة منزل كانت تنتظر دورها للإدلاء بصوتها "سأقول نعم للدستور، نعم لكي تقف بلدي مرة أخرى على قدميها".

وقام الفريق الأول السيسي بتفقد أحد مكاتب الاقتراع في مصر الجديدة (شمال القاهرة) بعد بدء التصويت لتفقد الحالة الأمنية وتحدث إلى الجنود قائلا "شدوا حيلكم، نريد تأمينا كاملا للاستفتاء".

كما أدلى الرئيس المؤقت عدلي منصور بصوته ودعا المصريين إلى المشاركة مؤكدا أن "التصويت ليس لصالح الدستور فقط ولكن لصالح خارطة المستقبل كلها فيجب أن يكون فى البلاد برئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضا".

وأضاف "لا بد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئا وأنه مصمم على النزول دائما".

وقال رئيس الوزراء حازم الببلاوي بعد أن اقترع إنه "يتوقع أن يقبل المصريون بقوة على المشاركة ليؤكدوا أن ثورتهم تسير على الطريق الصحيح" مضيفا أن "بلادنا تحتاج كل صوت".

ويقول الخبراء إن السلطة الجديدة ترى في هذا الاقتراع وسيلة للحصول على مبايعة شعبية.

وأكد "أندرو هاموند" الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إنهم بحاجة إلى اقتراع شعبي بالثقة يتيح للفريق أول السيسي الترشح للرئاسة إذا ما قرر ذلك".

ويرى اسكندر عمراني مدير إدارة شمال افريقيا في مجموعة الأزمات الدولية أن الاستفتاء "اختبار لنظام ما بعد مرسي أي للنظام الجديد القائم".

والفريق أول السيسي وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء، إضافة إلى كونه قائد الجيش هو الأكثر شعبية في مصر الآن وصوره معلقة في الشوارع وعلى أبواب المحلات وفي بعض الإدارات. 

لكنه العدو اللدود للإسلاميين المؤيدين لمرسي الذين يتهمونه بأنه دبر "انقلابا عسكريا" ويدعون لمقاطعة الاستفتاء.

وكان السيسي هو الذي أعلن في الثالث من تموز/يوليو إقالة مرسي وعين في اليوم نفسه رئيسا انتقاليا وتلا أمام الكاميرات خارطة الطريق التي تقضي بإجراء انتخابات "حرة" في النصف الأول من العام 2014.

ومنذ ذلك الحين قتل أكثر من ألف شخص في عمليات القمع وتم توقيف آلاف من الإخوان المسلمين من بينهم الغالبية العظمى من قيادات الجماعة. ومثلهم مثل مرسي، يحاكَم هؤلاء القياديون بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين اثناء توليهم السلطة وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وعند عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو استند السيسي إلى نزول ملايين المتظاهرين في الشوارع في 30 حزيران/يونيو للمطالبة برحيل مرسي بعدما اتهموه بالسعي إلى أسلمة المجتمع بوتيرة متسارعة وبالفشل في إصلاح اقتصاد على وشك الانهيار.

ولم يتردد السيسي في خطابه السبت في الربط بوضوح بين دعوته للمصريين للمشاركة بكثافة في الاستفتاء والتصويت ب "نعم" للدستور وبين مستقبله السياسي. وقال قبل يومين من الاستفتاء إنه سيترشح للرئاسة "إذا طلب الشعب".

ومشروع الدستور الجديد حذفت منه المواد التي كانت تسمح بأكثر التفسيرات تشددا للإسلام والتي كانت أضيفت إلى دستور أعد تحت حكم مرسي ولكنه وسع صلاحيات الجيش.

ويقول هاموند إن "المصريين ليسوا مدعوين في الحقيقة إلى الاقتراع على نص ولكن المطلوب منهم منح دعمهم لنظام تموز/يوليو".

وأعلن الجيش أنه سينشر 160 ألف جندي لتأمين قرابة 30 ألف مكتب اقتراع في البلاد فيما قد يبقى العديد من الناخبين في منازلهم خوفا من اعتداءات محتملة مماثلة لتلك التي تعددت منذ عزل مرسي.

الفرنسية
(112)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي