WAR IN SYRIA | |
|
"أبو مازن الحمصي" يروي لـ"زمان الوصل" تفاصيل جديدة حول "معركة الطحين" في حمص

كشف الناشط "أبو مازن الحمصي" تفاصيل جديدة حول "معركة الطحين التي وقعت منذ أيام بالقرب من مطاحن حمص بين جيش بشار والثوار الذين كانوا يحاولون فك الحصار عن أهالي حمص وتأمين مادة الطحين لهم، والتي استشهد خلالها أكثر من خمسين ثائراً من خلال استهدافهم بمختلف الأسلحة الثقيلة والرمايات، ومن بينهم "كتيبة شهداء البياضة".
شهادة أحد المشاركين
"زمان الوصل" اتصلت عبر "سكايب" بالناشط "أبو مازن الحمصي الذي كان أحد المشاركين في هذه العملية في الخطوط الخلفية، فحدثنا عن مجرياتها وخفايا ماجرى، قائلا:
هذه العملية كانت جزءاً من عملية معقدة تهدف لفك الحصار عن حمص بعد سنة ونصف من المعاناة التي تنوء بحملها الجبال، وبعد أكثرمن 10 محاولات فاشلة لفك هذا الحصار.. كان هناك قسم من قوات النظام في منطقة التأمينات الاجتماعية الذي يضم إضافة إلى مركز المخابرات الجوية المطاحن الجديدة، وأنتم تعرفون أن أهالي حمص يعيشون حالة مزرية من الجوع تحت الحصار منذ شهور طويلة، وكان الهدف الحصول على كمية كافية من الطحين تنقذ أهالي المدينة حتى يأذن الله بفك الحصار، وما جرى أن الشبان الثوار استطاعوا التسلل إلى المنطقة المحيطة بالمطاحن بنجاح في بداية العملية.
ويتابع الحمصي: كان الدخول إلى المنطقة من خلال نفق تم حفره خلال شهرين وتسلل عدد من الثوار يقدر بـ100 ثائر حوالي الساعة الثالثة فجراً واستمرت المعركة حتى السادسة والنصف تقريباً، وخلال هذه الفترة استطاعوا السيطرة على المكان دون اشتباكات مع الجيش في البداية، وكان النفق ضيقاً بحيث لم يسمح بدخول أعداد كافية إلى المنطقة التي شهدت المعركة فكان الدخول بشكل فردي ومع ذلك استطاع الشبان المتسللون السيطرة على المنطقة، وانتشروا على مساحة 90 % من منطقة المطاحن والقيادة والكتيبة، وكان تسلّلهم إليها دون أن يحس بهم الجيش، لكن للأسف كان هناك جندي يمر بالصدفة من مكان تواجد الثوار فرأوه وأحس هو بهم ولكن لم يستطيعوا التعامل معه لكي لا يثيروا انتباه الجيش، فقام هو بإطلاق النار على عدد من الثوار، وقام أحدهم بقتله فأثار صوت الرصاص انتباه الجيش وانقلبت العملية من تسلل لاقتحام، والاقتحام عادة يحتاج إلى أعداد كافية من الثوار، وتنبه الجيش لمكان الفتحة التي كان يخرج منها الثوار فاستطاع السيطرة عليها من خلال قصفها بقذائف دباباته ورشاشاته فلم يعد أحد من الثوار يستطيع الدخول أو الخروج منها ،وكان عدد الثوار خارج النفق حوالي 100 مجاهد استطاع 40 منهم التراجع والانسحاب وبقية الثوار لم يستطيعوا التراجع بسبب قذائف دبابة أصابت حوالي 12 شاباً منهم، وانشغل بعض الثوار بإسعاف الجرحى فتحاصروا معهم.
150 قذيفة دبابة خلال نصف ساعة!
وعن حقيقة الروايات التي تقول أن أحد المباني تهدم فوق رؤوس الشهداء يقول الناشط الحمصي:
وُضع بعض الجرحى الذين أصيبوا في المعركة بمكان اعتبروه آمناً، لكن للأسف بعد الحصار والمناوشات ضرب جيش النظام حوالي 150 قذيفة دبابة خلال نصف ساعة فقط؛ فتهدّم أحد المباني على الجرحى فاستشهد عدد كبير منهم على الفور، وعندما رأى بعض الثوار أن دائرة النيران ضاقت عليهم تراجعوا وتحصنوا في مبنى آخر ولكن هذا المبنى تهاوى فوق رؤوسهم أيضاً من شدة القصف بعدة قذائف، وهناك أماكن انكشفت مما يفسر هذا العدد الكبير من الشهداء إضافة إلى انشغال الكثير منهم بالجرحى ومحاولة إخلائهم، كما ذكرت آنفاً.
وحول عوامل إخفاق هذه العملية وسقوط هذا العدد من الشهداء، وهل يتحمل أحد مسؤولية ما جرى، يقول "أبو مازن الحمصي": من عوامل إخفاق هذه العملية وجود الماء في النفق الذي دخل إليه الثوار حيث ترطبت حشوات "آر بي جي" ولم تعد صالحة للاستخدام ولو تم ضربها على عربة "بي إم بي" التي كانت تغلق فتحة النفق لاختلفت موازين المعركة، ولكن هذه إرادة الله، وقدّر الله وما شاء فعل، لذلك لا نحمّل المسؤولية لأحد.
استهداف غرفة العمليات
وفيما إذا هناك سوء إدارة من غرفة عمليات المعركة، أو وجود "طابور خامس" ساهم في إخفاقها -كما تذكر بعض الإشاعات-، يرد الناشط الحمصي قائلا:
غرفة العمليات عادة هي عبارة عن غرفة مركزية معروفة في الجبهات.وهذه الغرفة هي التي تصدر التعليمات وتوصل أخبار الجبهات، وهي التي تحرّك الصف الثاني أو المؤازرات والمساعدات الطبية، ويضيف الحمصي: أنا كنت موجوداً في غرفة العمليات قبل بدء المعركة إذ تم انتدابي من قبل "كتيبة الفراتي" لغرفة العمليات، وأؤكد لك أن هذه الغرفة لم يحصل فيها أي خطأ أو تلكؤ، ثم إن غرفة عمليات مثل هذه غير محصنة وليست مكاناً مخصصاً ولا تستطيع القيام بأكثر مما قامت به، فضلا عن أن إنشاء مثل هذه الغرفة في ظروف سرية هو أمر في غاية الصعوبة، خاصة أن الثوار ألقوا القبض منذ حوالي الشهر على شبكة مخبرين، ولذلك فالجانب الأمني في الثورة دون الصفر، حيث لا توجد لدينا أجهزة اتصال أو "مخابراتيين" على درجة عالية من المهنية، ولذلك لا يُستبعد أن يكون هناك اختراق من قبل جواسيس أو مخبرين أو كما يسمون "الطابور الخامس".
ويواصل الناشط أبو مازن: عند البدء بهذه العملية كانت غرفة عملياتنا عبارة عن بيت له حديقة، وكان عدد من شبان الثورة يقفون في الحديقة فسقطت عليهم قذيفة هاون فأصيب خمسة منهم وعندما حاول شبان آخرون إسعافهم أصيب أربعة منهم بقذيفة هاون ثانية.
ثم إن إنشاء غرفة عمليات ظاهرة للعيان أمر مستحيل في ظل الظروف الحالية، العملية لم يكن فيها أي تقصير، كان هناك نقص في الإمكانات ربما وهذا شيء طبيعي لأننا نعمل في أقسى الظروف وأكثرها سوءا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية