خُذل صحفيو اللجوء مرة جديدة بعد غياب مؤسسات تحتضن أملهم في تغطية صحفية تليق بثورتهم، فيما ضاقت بهم السبل مجددا فوجدوا بالمناشدات لبوس الجريح الصامت.
وقال صحفيو قناة "18 آذار" بعد أن خابت حتى آمالهم بالحصول على حقوقهم المالية بعد نصف عام وخفف الصحفيون الموقعون من لهجة الألم والصدمة التي تذروهم رياحها بالقول:
"نحن الموقعون أدناه العاملون بقناة 18 آذار نناشد الجهات الداعمة/ السعودية والإمارات والأردن/ بالاستجابة السريعة لإنقاذ القناة قبل إغلاقها باعتبارها منبرا إعلاميا من أصوات الثورة والتي حرصت على أن تكون صوتا لكل سوري، بعيدا عن التحريض الطائفي والتطرف الذي يحاول البعض إذكاءها.
إننا نناشدكم بدءا من مديرة القناة السيدة سميرة المسالمة مرورا بالجميع لدعم منبر ديمقراطي يكاد يغلق ... سيما وأن أجور العاملين لم تسدد منذ شهور متسائلين في الوقت ذاته عن غياب الجانب السعودي والذي أرسل مستحقات ثلاثة شهور، وتوقف عن الدعم دون أية مبررات، ولم نبلغ من أية جهة أن القناة ستغلق ولم نتلقَّ أية إشعارات أن الدعم توقف وما سمعناه من الجانب الأردني عبر جهات التواصل أنهم استلموا مبلغ /530/ ألف دولار مصروفات القناة خلال ستة أشهر، بما فيها رسوم اشتراك القمر الصناعي.
وأضاف الصحفيون في بيانهم إنهم يتوقعون من الجانب الأردني أن ينظر إلى واقع احتياجاتنا، ويقوم بتسليمنا مستحقاتنا المالية في أسرع وقت شاكرين له تعاونه معنا لتأمين رواتب العاملين من الدول الداعمة.
ومن أبرز الموقعين "سميرة المسالمة" مديرة القناة والمدير التنفيذي مراد الناطور والصحفيون "علي عيد، ومحمد العويد رؤساء الفترة الإخبارية والصحفيون نبيل شوفان و مؤيد ابازيد ومحمد الحمادي وايلاف قداح"، إضافة إلى زملاء آخرين في مجال إعداد البرامج والتقارير والنشرات الإخبارية ومذيعين عملوا في القناة.
وفيما تمضي الوعود قدما فإن معاناة الصحفيين تتزايد يوميا وصولا لترحيلهم من بيوتهم بسبب التأخر في دفع أجور منازلهم.
يقول السيد مراد الناطور المدير التنفيذي لقناة "18 آذار": بينما استمر فريق القناة بالعمل على رسالته الإعلامية الواعية ولم ينجر مع حالة الشد المتزايدة في المشهد السوري عموما والإعلامي خصوصا، محاولين فعل شيء لحالة التشويه الإعلامي الذي تتعرض له الثورة السورية, غير مكترثين لحالة الحاجة المادية والضيق الذي يعانون وحاولوا التمسك بالمشروع حتى آخر رمق, آملين بأن يقوم الممولون بتنفيذ وعودهم التي لم تنقطع لتزويد القناة باحتياجات الحد الأدنى, للأسف هذه الوعود لم تترجم لا على صعيد الرواتب ولا حتى تسديد الفواتير (الإنترنت, الكهرباء, العقار..) والمصاريف التشغيلية المنقطعة منذ شهور, وضيعوا القضية بين وعود الممول وقنوات توصيل التمويل, وقد تزايد التجاهل بعد انعطافة الكيماوي إلى أن وصل الأمر لفصل الإنترنت والكهرباء عن القناة على سبيل المثال.
وتابع بأن الإعلاميين العاملين في القناة يقعون الآن بين الحاجة والعوز لتحصيل رواتبهم على الأقل، وبين رغبتهم باستمرار هذا المنبر الإعلامي والدور المنوط بهم والممنوعين عنه والمضغوط عليهم به".
من جانبه قال الصحفي "محمد الحمادي" أحد العاملين في القناة لـ"زمان الوصل": "خُذلنا كما أبناء شعبنا السوري حتى في أسماع صوتنا المعتدل عبر إعلام يحترم عقل المشاهد لافتا إلى أنه لا يعرف ما الذي يجري سوى أننا نعيش أكثر من ستة أشهر بلا رواتب واصفا الوضع بأنه"مصيبة".
ويؤكد الحمادي أن بعض الزملاء الصحفيين تم ترحيلهم من منازلهم لعدم قدرتهم على تسديد أجور المنازل مشيرا إلى أن الوجع أكبر من مناشدات لكنها حيلة المحاصر".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية