أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المحيسني يعلن رأيه في الاقتتال.. "قتال فتنة" ينبغي اعتزاله

بعد مرور قرابة أسبوع على المعارك الأخيرة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وعدد من الفصائل، أعلن الشيخ عبد الله المحيسني رأيه الشرعي في القتال الدائر، معتبرا إياه "قتال فتنة" ينبغي اعتزاله وعدم المشاركة فيه.

ويعد المحيسني من أبرز علماء الدين الذين الذين التحقوا بالمجاهدين في سوريا، وتنقلوا معهم على الجبهات، وخالطوا كثيرا من فصائلهم. 

وأصدر المحيسني بيانا صوتيا ومكتوبا، قال فيه: إننا ندينُ الله سبحانه وتعالى أن القتال اليوم في الشام بين الفصائل المجاهدة إنما هو قتال فتنة بين المسلمين، وموقفنا من هذه الفتنة الذي ننصح به كل مجاهد: هو الاعتزال وعدم رفع السلاح في وجه أي مسلم، فلا يخفى أن المتقاتلين اليوم من المسلمين، وفيهم الصالحون السابقون، وفيهم المفرّطون المقصرون، والكل من المسلمين، وإن تخلل ذلك من عُرف عنه تواطؤ مع العدو و رِدّة من أوباش وسُرّاق ومتآمرون ونحوهم، إلا أن المعروف والغالب في المتقاتلين اليوم أنهم من فئات المسلمين، ولذا فهي فتنة على المسلم أن يعتزلها، وأن لا يرفع سلاحه فيها، وحينما اعتزل سعد بن مالك، سعد بن أبي وقاص، وعبدُ الله بن عمر رضي الله عنهم الفتنةَ قال علي رضي الله عنه: "للهِ دَرُّ منـزلٍ نَزلَه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، واللهِ إنْ كان ذنباً إنه لصغير مغفور، ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور".

وتابع المحيسني: واعتزال الفتنة والهرب من أهلها أصل عظيم من أصول هذا الدين؛ لمصلحة العبد وصيانة دينه، وسلامة يده ولسانه من دماء المسلمين وأعراضهم، ولمصلحة الأمة بإخماد الفتنة، وتقليل الخسائر فيها، وجمهور الصحابة رضي الله عنهم اجتنبوا الفتن.

قال محمد بن سيرين رحمه الله تعالى: "هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما خَفَّ فيها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين".

وقال الشعبي رحمه الله تعالى: "لم يشهد الجمل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار إلا علي وعمار وطلحة والزبير، فإن جاؤوا بخامس فأنا كذاب".

واستدرك المحيسني: إن دعوتنا أيها الأخوة لاعتزال الفتنة لا يُفهم منه أن المرء لا يُدافع عن نفسه، فالخوض في الفتنة شيء، والدفاع عن النفس شيءٌ آخر، فليس ذلك من الفتنة في شيء، ولقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال : فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتِلْه. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار" رواه مسلم.

وهذا يدخل في باب دفع الصائل، وإن مما ينبغي أن يُعلَم أن الواجب دفع الصائل بالأخفّ فالأخف، فلا يجوز قتله إن كان يندفع بما دون ذلك، فإن لم يمكن دفعه إلا بالقتل جاز قتله، ولا إثم على القاتل.

قال شيخ الإسلام في المنهاج: "وفرقٌ بين من تُقاتله دفعاً وبين من تقاتله ابتداء".

فلا نقول: ليُسلّم الإخوة أنفسهم ورقابهم للقتل، لا والله!! بل يعتزلون الخروج والانخراط في هذه المعارك التي ستجرُّ الأمة وتجرُّ ساحة الشام إلى ويلات وكوارث لا يعلم مُنتهاها إلا الله، وأما الدفاع فيُدافعون عن أنفسهم متى اعتُدي عليهم أو صال عليهم صائلٌ كما سبق!
وتابع المحيسني: وإني أُذكّر أخوتي في الله المجاهدين الصادقين بعظمة الجهاد، وأقول: لا تدخل في قتال شبهة تلقى الله سبحانه وتعالى وقد خسرت دنياك وأُخراك، ولا تنسَ أنك خرجت من دارك وأهلك وكان نصب عينك نصرة هؤلاء المستضعفين من الرجال والنساء، والسعي لجنةٍ عرضها الأرض والسماء! وأكد المحيسني أن ما يدور من قتال "فتنة" اليوم لن يثنيه عن البقاء في "أرض الجهاد"، في إشارة إلى سوريا، قائلا: أما ما يتعلق بمسألة رجوع إخواننا عن أرض الجهاد فأقول: والله ما نفرنا من ديارنا لنعود إليها إلا منتصرين بإذن الله، فأنّى لنا الرجوع ولم يذُقْ منّا النظام النصيري الويلات، بل إننا نقول: آن أوان الجهاد آن الأوان لندُكّ معاقل النصيرية بالصواريخ الراجمات، والمفخخات المرهبات.. آن الأوان يا ليوث الاسلام لنعتزل الفتنة.. آن الأوان لتتّحد الصفوف وتجتمع الكلمة وتُنبذ الخلافات وراء ظهورنا، وننطلق إلى ثغور المسلمين فننصر المستضعفين، ونُعلي راية الدين التي هاجرنا من أجلها.

وختم وإني وإخواني في "مركز دعاة الجهاد" ومن شاء أن يشاركنا - بإذن الله - ساعون للصلح غير متوانين فيه، حتى يتم الله هذا الأمر فإذا رأينا أن الأبواب في وجوهنا قد أُوصِدتْ والمساعي – والعياذ بالله – قد خُيِّبتْ، وأننا حيث قد أعذرنا إلى الله في ذلك؛ فإننا منطلقون بإذن الله إلى الساحل وحمص وغيرها من ثغور الشام، لنُضرمها على العدو نيراناً، ونفجّرها عليه بركانا.

ويعد وصف "المحيسني" للاقتتال الحاصل بين تنظيم "الدولة" وغيره من الفصائل بأنه قتال "فتنة" مغايرا لرؤية تنظيم "الدولة" الذي يصر على أنه يقاتل "مرتدين" و"صحوات" تآمروا عليه؛ ولذلك فلا سبيل لردعهم سوى تفجيرهم و"قطف" رؤوسهم.

زمان الوصل
(208)    هل أعجبتك المقالة (221)

منى

2014-01-12

يا شيخ، حل عنا من شان يلي خلقك، جاحش مفسدون في اﻷرض من صنع النظام ، إذا كنت لا تفهم بالسياسة لا تتفلسف و تقول إنها فتنة، حلوا عن سمانا، لا بدنا سلفيين و لا وهابيين ببلادنا، مليون مرة حكينا بدنا سلاح ما بدنا رجال.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي