أفاق بعض الرجال من نوم طويل عميق ليباغت كل واحد منهم بأنه قد أصبح رئيس دولة من الدول العربية، فبادر صحافي فضولي إلى سؤالهم عما سيفعلون، فكانت أجوبتهم مختلفة غير متشابهة.
جواب الرجل الأول ( وهو هزيل أكثر من المهاتما غاندي، وهوايته منذ أن كان طفلاً هي جمع الصور الفوتوغرافية لمختلف أنواع الأطعمة ) : سآكل حتى أموت شبعاً وتخمة، ويكتب اسمي بمداد من ذهب ونور في سجل الخالدين من عظماء التاريخ، فلا عاش من وافق على الإستمرار في الحياة جائعاً، ولا نامت أعين أصحاب المعد الفارغة.
جواب رجل ثان ( حياته شديدة الشبه بالإعلام العربي الرسمي، ومطربه المفضل الأوحد هو المرحوم فريد الأطرش ) : لقد بكيت وحدي كثيراً، وآن أوان الثأر من الظالمين، وآن أوان أن أضحك وحدي فقط، وأحرم الآخرين الضحك.
جواب رجل ثالث ( يتأبط دائماً كتباً تحكي عن الثورات التاريخية ) : لن أوافق على أن أصبح رئيساً إلا إذا ثارت الأمة بأسرها واختارتني بالإجماع رئيساً لها مدى الحياة، أما الذين يعلنون الحرب عليّ خفية أو علانية، فسيضطرون إلى عضّ الحديد والخشب ندماً وحسرة وأسى.
جواب رجل رابع ( تاجر يستطيع إقناع فرنسا ببيع برج إيفل كي يحصل على نسبة من العمولة ) : أن أكون رئيساً هي مهمة وطنية إنسانية تتطلب مني التضحيات الجمة، وسأضحي وأهب خزينة الدولة كل ما في جيوبي من أموال حتى إذا ما أخذت منها فيما بعد أكون قد استرجعت أموالي فقط مع الفائدة التي أقررها.
جواب رجل خامس ( مثقف متحمس لكل ما هو يساري ويميني ) : سأشتري بقرة برجوازية، وأذبحها تطبيقاً أميناً للمثل الشعبي الذي يحض على ذبح القط ليلة العرس، وما يقوله الشعب محترم لديّ، مقدس، مطاع.
جواب رجل سادس ( عدو شرس للغرور، وذو وجه يقنع بأنه هو وحده قاتل الحسين ) : لن أسمح لأيّ إنسان بأن يعلق صورتي على حائط غرفة نومه إلا بعد أن يدفع ثمنها، فمن ينشد الزواج من أجمل الجميلات ينبغي له ألاّ يساوم حول المهر.
جواب رجل سابع ( أستاذ جامعي، دائم التفاخر بدوره الطليعي في تخريج أجيال من المثقفين الملتزمين بالمثل العليا) : سأعمل كل ما بوسعي حتى يظفر كل مواطن بحريته كاملة غير منقوصة، فيستطيع التشاجر مع جيرانه متى شاء وكما يشاء، ومن دون أن يحاول أحد منعه.
جواب رجل ثامن ( صحافي ذو قلم غاضب باستمرار، ورافض للحلول الاستسلامية ) : لن أدع العدو المحتل يستسلم ثانية واحدة للراحة، وسأكلف الطائرات الحربية بنقلي من زوجة إلى زوجة حفاظاً على سلامة الوطن وأمنه واستقلاله ووحدة أراضيه.
جواب رجل تاسع ( موظف يبجل القوانين، ويتكلم باستمرار عن تفانيه في سبيل المصلحة العامة للبلاد ) : سآمر المواطنين أجمعين بالنوم في الليل وفي النهار من غير أية يقظة، فالنائم يستطيع في أثناء نومه أن ينال كل ما يرغب فيه من دون أن يكبد الدولة أية نفقات لا داعي إليها، وحينئذ سيسرّ المواطنون، وتسرّ الدولة، والدولة أنا، وأنا الدولة.
جواب رجل عاشر ( يحس بأنه متزوج منذ ألف سنة ) : سأطلق زوجتي العتيقة فوراً وتواً وحالاً وبغير تردد ومن دون تفكير، ثم أقدم استقالتي، ولن أتراجع عنها إلا إذا سارت الجماهير في مظاهرات ضخمة، باكية، متوسلة، متـضرعة، ملوحة بالرايات السود.
جواب رئيس جمهورية أجنبي : ليتني كنت رئيساً في بلاد العرب!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية