زفّت مدينة حمص أمس الخميس أكثر من 50 شهيداً كانوا يحاولون الوصول إلى المطاحن لإنقاذ أهل المدينة المحاصرين منذ أشهر، وهلّلت مواقع النظام وإعلامه بهذا النبأ واصفة -كعادتها- الضحايا بالإرهابيين. وبثت صفحة يطلق عليها اسم "الدفاع الوطني لمدينة حمص وريفها" شريطاً مصوراً لجثث الشهداء الذين تم استهدافهم بالقرب من صوامع الحبوب –طريق حمص حماة، فتهاوت إحدى الكتل الإنشائية فوق رؤوس الثوار وبدت جثث الثوار ملقاة تحت الكتل الإسمنتية وقد غطاها الدم والغبار فيما راح بعض الشبيحة في المقطع المذكور يدسون أيديهم في جيوب الشهداء لسرقة ما كانوا يملكونه في مشهد يعكس مدى انحطاط المستوى الإنساني والأخلاقي لديهم.
وحول تفاصيل ما جرى وكيف تم استهداف هذا العدد الكبير من الشهداء في وقت واحد يقول الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي لـ "زمان الوصل": حاول قسم من الثوار المحاصرين بالتسلل عبر فتح ثغرة إلى المطاحن التي يوجد بداخلها مادة الطحين بعد ما نفد ما كان موجوداً منها لدى العائلات وأيضاً،بعد نفاذ جميع أنواع المؤن التي كانت الطعام الوحيد لهم داخل الحصار.
واضطر الثوار أن يقدموا عملاً يهدف للحصول على الطحين وإنقاذ الجوعى من الموت المحتم، وكانت هذه العملية التي تشبه الانتحار، وليست عملية عسكرية لأنهم استطاعوا الوصول إلى خلف مواقع عناصر النظام بالقرب من المطاحن بقوة وإرادة لا تقهر وليس بسلاح ثقيل ولا بأعداد كبيرة، إذ كان عدد الثوار قليلاً بالمقارنة مع قوات النظام وشبيحته وكان سلاحهم خفيفاً، وبعد أن اقتربوا من الوصول إلى هدفهم وهو المطاحن شعر شبيحة النظام الذين يتحصنون بالقرب منها بوجودهم فتم قصف المباني التي يتحرك بقربها الثوار بالصواريخ وسقط على الفور أكثر من 50 شهيداً من خيرة شباب حمص بعد أن تهدمت الكتل فوق رؤسهم، ومن هؤلاء الشهداء كما يقول الناشط بيبرس التلاوي"أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻡ، ﻣﻬﻨﺪ ﺍﻟﺪﺭﻭﺑﻲ، وشقيقا الثائر، عبد الباسط ساروت، "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ وﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺭﻭﺕ، أما عبد الباسط فنجى من الاستهداف، وﻣﺤﻤﻮﺩ ﺭﺳﻼﻥ، وبﺸﻴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ، وﺃﻳﻤﻦ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، وﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎر، وﺑﻼﻝ ﺧﻀﺮﻭ، وﺃﻳﻤﻦ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ، وﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، وﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ".
وحول تفسيره لاستهداف النظام للشهداء من بعيد دون الاشتباك معهم وجهاً لوجه يقول الناشط التلاوي قوات النظام وشبيحته خافوا من الاشتباك مع الشبان الشهداء بعد أن أطبق الكمين عليهم لخوفه من أن يكونوا لابسين أحزمة ناسفة لذلك "قاموا باغتيالهم بهذه الطريقة التي تدل على خسة وجبن ودناءة هذا النظام". بعد ما علم ثوار وعائلات حمص المحاصرة بأن كل من هم خارج الحصار يتاجرون بحصارهم وتيقنوا أن المنظمات الإنسانية ماهي إلا أداة يستخدمها الغرب كتمثيلية أمام المجتمع الدولي، وتأتي هذه العملية بعدما ناشد المحاصرون في حمص الجميع بأن يقدموا أي شيء لفك الحصار، ظهر -للأسف- أنه لا حياة لمن تنادي فالجميع -بحسب التلاوي- تخاذل عن نصرة حمص وأهلها المحاصرين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية