أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالحمصي الفظيع.. شخصية العام في سوريا 2013

لو منحنا السوريين ترف اختيار أهم شخصية للعام المنصرم، فإن الحيرة ستستبد بمعظمهم، ليصبح أهل الداخل أمام شخصيتين هما "البرميل"، و"داعش"، وفي الخارج سيجد غالبية السوريين أنفسهم أمام شخصيتين أيضا وهما "الخيمة" و"الائتلاف"، ولكل من الشخصيات الأربع مقومات الفوز بهذا اللقب.

الخيمة صارت مكوّنا أساسيا في حياة السوري، فهي المأوى الوحيد للملايين وخط الدفاع الأول والأخير أمام تجمّد الأجواء ولهيب الأنواء في ظل ضمائر غائبة ومستترة تتراوح بين الجمود وسريع الذوبان!

أما الخيمة الأكبر التي تنافس على لقب شخصية العام فهي الائتلاف الذي يفترض أن يؤوي آمال السوريين بامتهان سياسة تخفف آلامهم، مع التركيز على أن كلمة "امتهان" في اللغة العربية تحمل نفسها معنيين متناقضين تماما، فهي "احتراف" و"احتقار"، وللسوريين الحكم في تحديد المعنى المناسب بعيدا عن اللحية الممشطة وتبويس الشوارب!

وفي الحديث عن اللحى تقفز "داعش" إلى المخيلة بعد تصدرها المشهد السوري خلال 2013 بممارسات تضعها بكفة واحدة مع النظام، والأمثلة تتجاوز إمكانيات الإحصاء في هذا المقام!

ورغم ثقل وزن الشخصيات السابقة في التأثير بمسار حياة أو موت السوريين، إلا أن "البرميل" يبزّهم جميعا ليفوز بلقب الشخصية الأهم في العام الماضي!

قد يقود الخيال بعضنا إلى الظن بأن وزيرا في حكومة النظام هو شخصية العام بعدما دأَبَ الناشطون على وصفه بالبرميل، ولكن السوريين يعرفون جيدا أن الدور الذي يؤديه هذا الوزير أو ذاك لا يتعدى كونه مجرد بيدق صغير على لوحة شطرنج طغى الأحمر على مربعاتها السوداء والبيضاء!

وربما ظن البعض الآخر أن المقصود بشخصية العام هو برميل المازوت الذي صار نجما خافتا، فلا يلمسه إلا المدنَّسون بواسطات التشبيح، والراسخون في رمال القيادة الحكيمة التي وجّهت بإشباع جوف الدبابات لمشاركة باقي الأسلحة من طائرات ومدافع وبرد وجوع وحصار في قتل السوريين!

كما لن يكون الحديث هنا عن برميل الكيماوي الذي بثته شاشات "اللبن الأسود" بعد مجزرة الغوطة، وقد صكت عليه مخابرات الإعلام "دليل براءة" النظام من دم أطفال الغوطة بجملة "صنع في السعودية"!

وليس برميل المونة الطافح –سابقا- بالطحين والبرغل، وزيت الزيتون وووو، هو شخصية العام بكل تأكيد، إذ إن ذاك البرميل كان سريع الانصهار بنيران القصف، وإن كتب له البقاء فلن ينجو من صواريخ الشبيحة العابرة للحارات!

نعم..البرميل المتفجر النازل من "سقف الوطن" هو الفائز لدوره في إرسال آلاف الضحايا إلى بطن أرض الوطن نفسه من داخل الأبنية السكنية وأمام الأفران والأسواق الشعبية، ليتربع فخر الصناعة الروسية كأهم شخصية سورية تفوّقت على منافسي الداخل والخارج من حيث المجازر المرتكبة كمّاً ونوعاً!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(159)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي