الجولاني يعلق لأول مرة على الاقتتال الأخير منتقدا أخطاء "الدولة"

وجه زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني كلمة صوتية، بعنوان "الله الله في ساحة الشام"، قال فيها إن الأمة "فجعت بما حل من اقتتال داخلي بين الفصائل المجاهدة في الأيام الماضية".
وتابع الجولاني: ونحن نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الأطراف الخائنة للحالة الراهنة، لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة.. وعليه فإننا نرى القتال الحاصل قتال فتنة بين المسلمين، وقد عظم الله تعالى حرم الدم المسلم تعظيما شديدا، فقد قال تعالى: [ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما]".
وفي التسجيل الذي استمعت له "زمان الوصل" وحررت أهم ما جاء فيه، أقر الجولاني بحصول "الكثير من الاعتداءات بين الفصائل المسلحة، وتجاوزات من بعض الفصائل"، لكن اللافت أن الجولاني أشار إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" بالاسم منتقدا إياه علنا، عندما قال "كما إن السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع، يضاف إليها عدم الوصول إلى صيغة حل شرعية معتمدة بين الفصائل البارزة تناصاع لها كل القوى لحل الخلافات العالقة".
ولأول مرة ذكر الجولاني صراحة "قضية أمير جبهة النصرة في الرقة"، مؤكدا أن "الدولة" هي من اعتقلته واتهتمه بالردة "ومصيره اليوم بين مجهول ومقتول".
وحذر الجولاني من أن هذا التراكم في التجاوزات "نجم عنه قتال على مستوى عال جدا، ستدفع ثمنه إن استمر الساحة (الجهاد) أولاً، ثم الدماء المعصومة المسلمة من كل الأطراف، وستدفع ثمنه الأعراض التي انتهكت والأسارى في سجون النصيرية، والأيتام والأرامل، والثكالى وكل مهجرن.. ستندفع ثمنه الجبهات في حلب، وطول صبر المحاصرين في حمص، وأهل دمشق والغوطة، الذي عولوا -بعد الله- على الشمال مددا وخيرا".
وحذر الجولاني كذلك من أن الثمن سيكون ضياع ساحة الجهاد العظيمة في الشام و"انتعاش النظام" بعد قرب زواله، فضلا عن أن الغرب سيجد له "موطئ قدم كبرى" في هذا النزاع إن لم يستدرك".
ورأى الجولاني أن وجود "العنصر المهاجر" في الساحة "ضرورة حتمية لإبراز لحمة الإسلام في هكذا صراع تاريخي".
وكشف الجولاني عن قيامه بطرح "مبادرة إنقاذ للساحة من الضياع"، تتمثل في "تشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة مع مرجح مستقل ويوقف إطلاق النار، ويقضى في الدماء وفي الأموال المغتصبة"، كما تنص المبادرة على الوقوف صفا واحدا وبالقوة أمام كل من لايلتزم بقضاء اللجنة الشرعية.
وقال الجولاني إن المبادرة تقضي بتبادل المحتجزين من كل الأطراف، وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى، وتفتح الخطوط للجميع.
وكشف الجولاني أن مبادرته قبلت بها بعض الأطراف، بينما ربط بعضهم موافقته بموافقة الأخرى، وماطل البعض في الإجابة، حسب تعبير الجولاني.
ووصف الجولاني مبادرته بأنها "طوق نجاة" لن يظلم فيها طرف على حساب طرف، مؤكدا أن "الفرصة لا تزال سانحة لإنقاذ الساحة بهذه المبادرة أو غيرها، أو عبر التعديل عليها".
وجدد الجولاني التأكيد على أن الاقتتال الأخير هو "قتال فتنة"، معلنا أن "النصرة" ستبقى محافظة على "خطوط رباطها ضد النظام"، بل وستحاول تعزيزها، مشيرا في الوقت نفسه إلى النصرة ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان يقع عليها من قبل أي طرف كان.
ودعا الجولاني عناصر الجبهة وعموم الناس إلى حماية من أوى إليهم من المهاجرين، معتبرا أن هذه الحماية "واجب شرعي لامنّة لأحد فيه ولا فضل".
وختم الجولاني موجها خطابه للمقاتلين القادمين من خارج سوريا: "والحذر إخواني المهاجرين من أن تستغل هجرتكم وجهادكم لغير الهدف الأعظم الذي نفرتم من أجله، أو يحيد قتالكم عن أولويات الصراع.. فالله الله في جهادكم وفي أهلكم، أهل الشام".
وعبر الجولاني عن ثقته في "زوال" الفتنة عما قريب، وفي "عودة الصفوف لترتص من جديد، وتوجه البندقية حيث ينبغي أن توجه".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية