جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية الموقر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اسمحوا لنا أن نتوجه لجلالتكم، وعبر هذا المنبر، بهذه الرسالة الحقوقية والإنسانية الصادقة ابتغاء لوجه الله، وإحقاقاً للحق، ورغبة في تجنب آثار كثيرة، ومدمرة، وعلى غير صعيد خاص وعام. فقد أثار تنفيذ حكم الإعدام القاسي، بحق كل من السوريين فراس الأغبر(30)عاماً, و فراس المكتبي(27) عاماً, و محمد عوض الخالدي، وذلك بفصل الرأس عن الجسد استناداً لحكم الشريعة الإسلامية بهذا الشأن، ضد ما يسمى "الفساد في الأرض"، موجة عارمة من الاستنكار والاستهجان والتنديد في صفوف جميع المواطنين السوريين في الوطن والمهجر، كما غيرهم ممن اطلعوا على مجريات هذا الفعل المروع الأليم. ولقي ذلك، أيضاً، تعاطفاً وجدانياً عميقاً مع ذوي أولئك الشبان المغدورين، من فئات عريضة، وغير محددة، شعبية ورسمية، إقليمياً ودولياً، وتحمل إدانات شديدة للطريقة غير الإنسانية أو الحضارية التي تم بها فصل رؤوس أولئك الشبان عن أجسادهم، وعلى الملأ، ودونما أية رحمة ولا شفقة، ولا اعتبارات لوشائج الأخوة العربية، وأواصر العلاقة الدينية والروحية الحميمة بين العرب والمسلمين، أو مراعاة لحرمة الضيف والمستجير، أو التفاتة لمشاعر وأحاسيس الأمهات الثكالي وذوي وأهالي الضحايا المكلومين، الذين أصيبوا بالصدمة والذهول والرعب، وهم يرون فلذات أكبادهم، وأحلام حياتهم الجميلة، وهم يقضون على ذاك النحو المروع المهين للكرامة البشرية، والغريب عن كل ما هو مألوف ومعتاد من مبادئ إنسانية وأعراف وتقاليد عربية وإسلامية معهودة بالعفو عند المقدرة، والذي هو ضرب من الكرم العربي، كما قال أحد شعراء العرب.
وقد بلغنا، مؤخراً، من ذوي بعض السجناء والضحايا، أن قائمة أخرى من السجناء السوريين وغيرهم، تقبع على قائمة الانتظار لتنفيذ نفس حكم القصاص الشرعي بها، وبالسيف، في تكرار مؤسف ومؤلم للمشاهد الأولى التي أذهلت المتابعين، وصعقت الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، بين مصدق وغير مصدق لهذا الفعل الشنيع، في الوقت الذي تم فيه سابقاً تبرئة، وإطلاق سراح متهمين من جنسيات غربية "بعينها"، وبنفس التهم، وأفلتوا برقابهم من مصير مشابه، مما جعل إحباطنا، وألمنا، وألم ذوي الضحايا المغدورين مضاعفاً، ولا يمكن تجاوزه تحت أية دعوى وحجة، أو ذريعة وتبرير.
إننا نناشد ونهيب بجلالتكم، ومن موقعنا المتواضع، ككتاب، ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وكأعضاء مؤسسين للمؤتمر الدولي للدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة ومقره في مدينة زيوريخ- سويسرا، وباسم أهالي وذوي وأمهات أولئك السجناء، وباسم الله وشفاعة لرسوله الكريم، ووفاء للشريعة السمحاء التي تقومون على خدمتها ورعايتها، التدخل فوراً، وبكل ما تملكون من سلطات ونفوذ وتأثير، وبما عرف عن جلالتكم من سماحة وكرم وطيب ولين، بإفساح المجال للتعقل والحكمة والتبصر والصفح والرأفة، وإظهار الجانب الناصع الوردي لشرع الله، لوقف زهق أرواح أولئك السجناء المساكين من سوريين وغير سوريين، بتلك الطريقة المنفرة التي لا تنعكس بالإيجاب على سمعة المملكة التي نحب، ولا على سمعة الشريعة السمحاء التي تتعرض للطعن والنقد والتجريح والتشكيك على أكثر من صعيد. وكلنا أمل ورجاء أن تستجيبوا لهذه الدعوات والمناشدات الإنسانية حباً بالله، وبرسوله، وتبرئة للشريعة الإسلامية السمحاء من كل ما يحاول البعض أن يلصق بها من سوء، وسهام، وتدنيس.
كاتب وناشط سوري في حقوق إنسان
نداء استغاثة: إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله.

نضال نعيسة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية