مازالت الدولة الإسلامية في العراق والشام"داعش" من الألغاز التي كثرت حولها التكهنات والانقسامات، فما حدث في أنبار العراق أخيراً ومحاربتها العشائر السنية و"احتلالها" الفلوجة، وكذا في سوريا، إن لجهة دخولها المناطق المحررة ووضع يدها على آبار النفط، أم لجهة اعتقال الصحافيين وقتل المثقفين ومحاولات بسط "شريعتها"بالقوة، وابتعادها عن خطوط النار ومناطق المواجهة، أعادها للضوء من جديد ووضعها على مفترق"تكون أو لا تكون" وأخص بعد إعلان الجيش الحر والألوية في سوريا، بما فيها الإسلامية، محاربتها وطردها من "الشام"... فمن هي "داعش" وهل هي أداة الأنظمة وتنظيم إيراني كما يقال.
*بداية القول
تقول المراجع إنه بعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004 وتلى ذلك مبعايته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وكثف التنظيم من عملياته إلى أن أصبح واحدا من أقوى التنظيمات في الساحة العراقية وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق إلى أن جاء في عام 2006 ليخرج الزرقاوي على الملأ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبدالله رشيد البغدادي, بعد مقتل الزرقاوي في نفس الشهر جرى انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم, وفي نهاية السنة تم تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.
وفي يوم الاثنين الموافق 19/4/2010 شنت القوات الأمريكية والعراقية عملية عسكرية في منطقة "الثرثار" استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معا وتم عرض جثتيهما على وسائل الإعلام.
وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الإنترنت بمقتلهما وبعد حوالي عشرة أيام انعقد مجسل شورى الدولة ليختار أبا بكر البغداداي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.
وبعد اندلاع الثورة السورية واضطرار الثوار لحمل السلاح تحت ضغط ودفع النظام، بدأ تكوين الفصائل والجماعات لقتال النظام السوري وفي أواخر العام 2011 تم تكوين جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني حيث أصبح الأمين العام لها واستمرت الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخباراتية عن علاقتها الفكرية والتظيمية بفرع دولة العراق الإسلامية.
بعد ذلك أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة المنظمات الإرهابية, وبتاريخ التاسع من أبريل ظهر تسجبل صوتي منسوب لأبي بكر البغدادي يعلن فيها أن جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن فيها إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية تحت مسمى واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
بعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني يعلن فيها عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية لكنه نفى شخصيا أو مجلس شورى الجبهة أن يكونوا على علم بهذا الإعلان، فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تظيم القاعدة في افغانستان، وعلى الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية و جبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة، بل ودعا الجولاني قادة"داعش" للاتحاد كي يخرجها من مأزقها التي تعيشه اليوم.
* الاتحاد لمحاربة "داعش"
لقيت "الحرب على الدولة" شبه إجماع من الفصائل المسلحة، بل ومباركة من المعارضة السياسية وعلى رأسها الائتلاف، الذي أعلن دعمه "الكامل" للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الجهاديين المنتمين إلى تنظيم "القاعدة" الذين كانوا قد تحالفوا معهم سابقاً.
واعتبر "الائتلاف" في بيان أنه "من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات رأس النظام السوري بشار الأسد، وقوى "القاعدة" التي تحاول خيانة الثورة.
أما لجهة القوى المقاتلة فقد كان "جيش المجاهدين" الذي تشكل قبل يومين من عدد من التنظيمات المسلحة في غرب حلب، أول من بادر إلى خوض معركة مع مقاتلي "داعش" بعد اقتحامهم مدينة الأتارب آخر خطوط الإمداد بين معبر "باب الهوى" قرب حدود تركيا وحلب. كما انضم إلى الصراع ضد "داعش"، تنظيم جديد اسمه "جبهة ثوار سوريا" الذي تشكل برئاسة جمال معروف من 14 فصيلاً مسلحاً في شمال غربي البلاد.
وعلم ان تجمعاً شبيهاً بـ "جيش المجاهدين" تشكل في ريف اللاذقية غرب البلاد، أطلق عليه "حركة شباب اللاذقية الأحرار" ضم كتائب وفصائل عسكرية في اللاذقية، ذلك بهدف "محاربة تنظيم داعش الذي عاث فساداً في سوريا". وتم الاتفاق على تشكيله لـ"استكمال الخطوة التى بدأها جيش المجاهدين في الشمال"، وأصدر جيش المجاهدين بيانا لمن يشكك بانتمائه وأهدافه قال خلاله "إلى من يسألون عن تاريخ جيش المجاهدين فليسألوا عن تاريخ كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية ولواء الأنصار ولواء الحرية الإسلامي و لواء أمجاد الإسلام وتجمع فاستقم كما أمرت وحركة النور الإسلامية و لواء جند الحرمين، فتاريخنا هو تاريخ كل تلك الفصائل الإسلامية المجاهدة والمشهود لها من الناس والعلماء بالصلاح والنزاهة. وليسألوا في المقابل عن تاريخ تنظيم " العراق والشام " الذي سخر نفسه لقتال المجاهدين وإحداث الفتن، وليس له ارتباط بالقاعدة ولا يتجاوز عمره ستة أشهر.
إلى من يسألون عن سلاحنا الذي نقاتلهم به من أين حصلنا عليه, فقد حصلنا على السلاح من مستودعات هذا التنظيم التي رأيناها فيه بشحمها ونحن نتلظى للحصول على رصاصة لقتال عصابة الأسد, نعم لقد حصلنا على السلاح من مستودعاتهم التي سرقوها من المجاهدين.
إلى من يسألون عن سر الاتفاق على قتالهم على كامل الأراضي السورية, فلم توحدنا المؤتمرات والمؤامرات، ولكن وحدنا ظلمهم وسفكهم للدماء وبغيهم على جميع المجاهدين دون استثناء.. وحدتنا سرقاتهم وخطفهم وسفكهم للدم الحرام.
إلى من يكذب ويدعي قتالنا للإسلاميين, فهل قام الأسد بحربنا وحاربناه إلا لديننا؟!! وهل ابتعدت أكتافنا عن أكتاف جميع المجاهدين في جميع خطوط الجبهات؟!!
إلى من يدعون حربنا للمهاجرين, فلا زلنا نقاتل جنباً إلى جنب مع جميع المجاهدين المهاجرين في جبهة النصرة وأحرار الشام وكتائب الأنصار".
* بين بين
ثمة تنظيمات في سوريا لم تحسم موقفها من"داعش"بعد، فرئيس الهيئة السياسية للجبهة الإسلامية حسان عبود قال: "نحن كجبهة لم نتخذ قراراً بطرد الدولة الإسلامية في الشام والعراق؛ ولكن من أقدم على هذا كان له أسبابه، ولعلنا نبين أن ثقافة الاستعلاء لدى جماعة الدولة الإسلامية، مع رفضهم الإقرار بالواقع، وأنهم فصيل من الفصائل، ورفضهم – التحاكم للمحاكم الشرعية المستقلة، ومهاجتمهم لطيف واسع من الفصائل، وسلبهم أسلحتهم وغصبهم مقراتهم، والاعتقال التعسفي ضد الناشطين والثوار، وممارسة التعذيب ضد المعتقلين كل ذلك راكم في نفوس الناس عامة غيظاً متزايداً ضد جماعة الدولة؛ فأقدم قسم منهم على اقتحام بعض مقرات الدولة وقد كانت الدولة سباقة في هذا في عدد من الأماكن.
وتابع عبود في تصريحات صحافية: نقول لإخواننا المهاجرين وإخواننا في جماعة الدولة أن يتقوا الله فيمن جاؤوا ينصرونهم، أليس هؤلاء هم من حرر مسكنة والأتارب وريف حلب الشمالي؟ ، فلا تؤجِّروا عقولكم يا إخوة ولا تعيشوا وهم أن كل من خالفكم أنهم صحوات! ويتربصون بكم الدوائر !! ..... نحن لا نراهم إلا فصيلاً وهم لايرون أنفسهم إلا دولة !؟ يجب عليهم أن ينتهوا من هذا الوهم الذي جعلوه مسلمة وباتوا يتعاطون مع الآخرين، وفقه وبعد ذلك قد يكون هناك توافق"
*خلاص "داعش"
أيمكن لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أن ينتهي عبر انتفاضة الثوار السوريين، أم ثمة قوى داخلية وخارجية لا تسمح لهذا التنظيم بالتلاشي، ببساطة لأنه الذريعة لتدخلها وتملصها من استحقاقاتها، إن لم نقل أنه يمثلها وينوب عنها في بعض المهام.
وسائل الإعلام قالت عن رسالة بعثها الشيخ الفاتح أبو محمد الجولاني عبر وفد إلى الإخوة في قيادة الدولة الإسلامية في العراق والشام لطرح مبادره جديده يُسعى لها وهي توحيد جبهة النصرة والدولة الإسلامية تحت راية وقيادة واحدة ومسمى واحد وهو "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام" ويكون الدكتور أيمن من يقرر تعيين الأمير على هذا التشكيل الجديد.
وقد يكون الخلاص بحسب ما تسرب ليل أمس عن الإتفاق ببن الدولة الإسلامية في العراق والشام والجبهة الاسلامية والنصرة والشيخ المحيسني وجاري إبلاغه لباقي الأطراف للحصول على موافقتهمـ الوقف الفوري لكل أنواع النزاع من إطلاق النار واقتحام المقرات والاعتقالات واعتراض مواكب الطرف الآخر.
2ـ تحرير الأسرى فوراً ومن الطرفين سواء الذين أسروا مجدداً أو الذين تم أسرهم من قبل وكان سبب اعتقالهم انتمائهم.
3ــ محاكمة ومعاقبة كل من يستغل هذه الفتنة لاستهداف اخوتنا المهاجرين، فهم أهلنا وعزوتنا وهم منا ونحن منهم.
4ـ سحب الحواجز الجديدة من قبل الطرفين والتي لم تكن موجودة قبل الفتنة، والتي من شأنها اثارة الشحناء والتوتر.
5ـ التحاكم إلى محاكم شرعية مستقلة حصراً لا يهيمن عليها فصيل، ويتمثل فيها الشرعيون من الجميع مع أصوات مرجحة حيادية يتفق عليها كل الفرقاء، تقوم هذه المحاكم بفض الخصومات ورد المظالم الحاصلة، وتعزز بقوة لانفاذ أحكامها.
6ـ لا يقوم أي فصيل كائنا من كان بطرح نفسه كجهة مهيمنة يتبع الآخرون لها ويأمر من خارجها ببيعتها.
7ـ مهمة مطاردة اللصوص والسارقين لايقوم بها فصيل بعينه، ولا تتخذ حجة للهيمنة، وانما تقوم بها الهيئات الشرعية المشتركة في كل منطقة والتي تتمثل بها كل المجموعات، ومن يرغب عن الانضمام للهيئة الشرعية لا يحق له بمفرده القيام بذلك.
8ـ مهمة تطبيق الحدود، أو تأجيلها بسبب الحرب، أو كل مايتعلق بالأحكام الشرعية والنظام العام في المناطق المحررة، تقوم به حصراً الهيئات الشرعية المشتركة في كل منطقة، ومن يرغب عن الانضمام لهذه الهيئات الشرعية لايحق له بحال من الأحوال القيام بذلك.
9 ـ الفصل بين الخصومات الطارئة بين الفصائل لا يتم في محكمة خاضعة لفصيل طرف في الخصومة، وانما في محاكم شرعية مستقلة تتمثل فيها الأطراف مع أصوات محايدة مرجحة وومقبولة من الجميع.
10ـ الأصل في أهل الشام، وفي كل مجموعاتهم المقاتلة هو الإسلام ما لم تظهر كفراً بواحاً لا يختلف عليه عالمان.
*من هي "داعش"
قد لا يكون من شك في نوايا مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، القادمين من دول إسلامية من مختلف أصقاع العالم، أو معظمهم على الأقل، لكنهم مأمورون وينفذون ما يطلب إليهم تحت تأثير "وعد الدولة" ليس إلا، ولكن، من هي العقول المدبرة ومن يقف وراء "داعش" وهل هي تنفذ ما يطلب إليها من طهران.
أحد الضباط الأسرى من "داعش" قال بحسب ما نشرت وسائل إعلامية، إن الدولة منظمة إيرانية بامتياز وضعتها إيران في العراق سابقاً لزعزعة الأمن وخدمة مصالح إيران تحت غطاء طائفي.
و يقسم مقاتلوها إلى:
1- سجناء خطرون سابقون كانوا في العراق وإيران منذ زمن صدام
2-حديثاً انضم لصفوفهم أوكرانيون وروس سجناءكانوا قد قضوا مدة السجن
3-ضباط إيرانيون يتحدثون العربية بطلاقة
4-أوكرانيون مطلوبون سابقاً للأنتربول الدولي وللمحاكم الدولية كمجرمي حرب واغتيالات
5- وفي الصفوف الأولى مراهقون جهلة معدومون مادياً.
واعترف الضابط الأسير أن مهمة "داعش"في سوريا:
1- اعادة احتلال ما تم تحريره من قبل الجيش الحر واعتقال القادة الثوار والنشطاء وإعدامهم أو تسلميهم للنظام حسب ما تأتيهم الأوامر الإيرانية.
2- غطاء ديني عميل للنظام ليلتف على الثوار
3- تأكيد الرواية الزائفة التي اطلقها النظام للمجتمع الدولي عن وجود عصابات الارهاب و من جهة اخرى اخافة ماتبقى من الشعب السوري ان من سيحكمكم مجموعة تكفيرية
4- إخافة حكومات وشعوب دول الجوار من بديل النظام.
ويؤكد الضابط الأسير على غنى داعش بالمال والعتاد وأنها تعطى رواتب كبيرة ومكافآت عن كل عملية يقومون بها.
*بعض أفعال"داعش"
إن لم نأت على تبني الدولة الإسلامية في الشام والعراق لتفجير الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية أخيراً، والذي رأى فيه بعض المحللين طوق نجاة قدمته إيران وحزب الله لها وقدمته لهم، كي ُتسوّق أنها تحارب طهران ومن يساعد الأسد في حربه على شعبه، وتزيد من مبررات تدخل "الميليشيات الشيعية" في سوريا. فقد قامت "الدولة"بالعديد من الأفعال المستهجنة من منظور الثوار خصوصاً، والمجتمع السوري المعتدل بشكل عام، إن بدأت تلك الأفعال عند فرض اللباس ومنع بعض العادات وهدم الأضرحة والمعالم التاريخية، لا تنتهي عند مهاجمة فصائل ومستودعات الجيش الحر.
وهناك أفعال بمثابة نقاط ارتكاز قامت بها "الدولة" بالتناغم مع الأنظمة، إن في بغداد أو في دمشق، منها:
في 2013/3/05 قام النظام السوري بتسليم مدينة الرقة بالكامل لجبهة النصرة وفي وقت لاحق في صيف سنة 2013 أصبحت مدينة الرقة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل كامل.
في 2013/4/09 تم إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام مع كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة.
في 2013/7/27 سلم النظام السوري بلدة خان العسل في ريف حلب للدولة الإسلامية في العراق والشام وتم قتل العشرات من جنود الجيش السوري أثناء المعارك وتم أيضاً أسر العشرات من الجنود الذين تم إعدامهم لاحقاً.
قبل عام بالضبط وبتاريخ 21/7/2012 أعلن البغدادي خطة هدم الأسوار وبتاريخ 21/7/2013 يحرر جنود الدولة الإسلامية آلاف المقاتلين الأسرى في سجون الحكومه العراقيه في سجن التاجي سجن بغداد المركزي.
في 2013/8/5 الاستيلاء على مطار منغ العسكري على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام بتدمير المبنى الرئيسي في المطار بعملية انتحارية.
في 2013/9/29 قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام باستهداف مقر الأمن العام "الأسايش" في مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق) بسيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.
*خلاصة القول
ليس من اعتقاد أن السوريين انتفضوا على النظام لأسباب دينية، فمشكلتهم كانت مع العصابة الحاكمة، ولم تك مع الله أو الأديان، رغم أن نظام الأسد، والأب على وجه التحديد، حد وأعاق وحاصر تأدية الفرائض ومنع ممارسة الطقوس الدينية، وعلى نحو خاص، بعد أحداث ثمانينات القرن الماضي ومجزرة حماة وجسر الشغور، بيد أن ثورة 2011 انطلقت على الظلم والقهر وخرجت تنادي بالحرية والكرامة، وضمت كل الأطياف والطوائف السورية،رغم أنها خرجت من المساجد.
أما أن تأتي "داعش" ومن لف لفها، لأسلمة الثورة واختصار مطالب السوريين بمسائل روحانية، بل وأكثر، أن يسعى "المهاجرون وبعض الأنصار" إلى النداء بدولة إسلامية وإمارات، فذلك لا يخرج عن روح ثورة السوريين فحسب، بل هو المشتهى للنظام الذي حول الثورة "لحرب على الإرهاب" ولبعض"الكبار" الذين تنصلوا من وعودهم والتزاماتهم لثورة السوريين اليتيمة، بحجة أنها "إرهاب".
وهذه الاستنتاجات، تشكك بأهداف الدولة الإسلامية في الشام والعراق، هذا إن لم نأخذ أفعالها، من وضع اليد على الأسلحة وعدم المشاركة في جبهات القتال، بل وقتل قادة الثورة والتمثيل بالجثث واعتقال الكفاءات، والتي-مجتمعة – تدلل على أنها شوكة زرعت في خاصرة الثورة السورية وسماً يسقى للشباب بهدف جنوحهم وتسطيحهم وجعل سوريا ملجأً للإرهاب، ما يبقيها في موضع احتراب واستنزاف ربما لعقود.
عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية