أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا نحن فقط ... انس الشبك


ما يحدث الآن تم الترويج له منذ فترة طويلة من قبل النظام ومن المعارضة سواء من أفرزهم أو وظفهم وقد انتظرناه طويلا وأملنا أن لا يحدث, لكن كان أملا فقط فما حدث سيحدث ولو كان الشعب من الملائكة بالنظر للجهود المبذولة من قبل الأصدقاء قبل الأعداء من أجل تعليق كل ما يعلق برحل انتفاضة الشعب التي لم ينفع معها استعداد النظام ومن يدعمه خمسين سنة قبل حدوثها.
ما حدث هو أننا كمثل من صرخ فأر في بيتي فهرع جيرانه وأطلقوا له قطا في البيت ولما صاح قط جلبوا له كلبا فلما استغاث جلبوا له دبا أملا في أن يجلبوا له فيلا ليعودوا ويخرجوه بالفأر وليأنس بعدها بالفأر .
لقد ثار الشعب ثورة سلمية واستنسخ ثورة تونس ومصر قبل الانقلاب متناسين كارثة الثمانينات التي أكلت زهرة شباب شباننا ونخبة مجتمعنا ورسخت عبوديتنا للطائفيين ثم استنجدنا بهذا وذاك وقلدنا الليبيين ثم اليمنيين من مجلس و بعده ائتلاف وأركان ..حكومة ظل..دولة منفى ..لا أقصد الحراك الشعبي بل أقصد النخب الراكبة على ظهره على نحو لا يناسبه تعبير العربة أمام الحصان بل سيارة سبق تجر كل أنواع الأحصنة . لقد غفل أو تغافل جمع من سموا أنفسهم نخب عن أن الحالة السورية حالة منفردة لا يمكن تشبيهها بأي من غيرها فكيف استنساخ التجارب!!..كان مطلوبا على الأقل طرح شعار العودة لشرعية ودستورية 1963 التي انقلب عليها عساكر البعث الأمر الذي لا وجود له عند بقية الثورات في أقطار بعضها لم تكن دولا في الأصل ..نحن مجتمع فريد انتقلنا من الاستعمار للديمقراطية والدولة المدنية والحياة الدستورية في حين كانت اسبانيا تحت إرهاب فرانكو وبقية أوروبة تنفض عنهاغبار الفاشية ..والراحل الملك فيصل كان سيتركنا باستقلال ذاتي نظر لتقدمنا الاجتماعي..أغلب المعارضين تعوزهم الثقافة التاريخية والوطنية أو أنهم لا يفكرون إلا بامتيازاتهم" السلبطجية" التي فاتتهم عندما كانوا يسعون إليها عند نظام الأسد.
لقد تحدث أحد المندسين في المعارضة بعدما "خلصت الخرجية" بأن النظام سلح أعدادا غفيرة من الحثالات وأطلقهم في المناطق المرشحة للخروج عن سيطرته دون مهمة لهم لكنهم سيهرعون إليه عند الطلب لانعدام الحافز الذاتي لديهم ولا بد لهم ممن يأمرهم ويوجههم !!كان هذا منذ ما يقرب السنتين . في حين كان غيره يتحدث عن تحويل البلاد لساحة تصفية لكل الشباب غير المرغوب فيه من العرب السنة خدمة لمشروع الشرق الأوسط الكبير في القرن الحادي والعشرين بنفس السيناريو الذي حدث على يد حزب تركيا الفتاة في الحرب العالمية الأولى تمهيدا لسايكس بيكو وقيام إسرائيل..!! هم يتحدثون عن مئات الألوف من "حربجية" لبيبيا والسعودية وغرب العراق واليمن وطبعا منا, وما تحقق منا فقط مع الأسف .إن صـــــــح الـــحديث بحذافيره فــــــــــهذا يـــعني أن عـــشر ما تم التخطيط لــه فـــقط وعــــلى الأكثر هـو الــــــذي حـــدث.لنأخذ مثالا تنظيم الدولة المعروف كذلك داعش استمر ثماني سنين في العراق وحــيّد الأنبار وقد عجزت عنها كل المليشيات الشيعية وقوات المارينز انكشفت, أوراقها تماما بعد ثماني شهور فقط , وبعدما صار منظروهم يقولون نحن ننتظر الوقت المناسب وقد وجدناه لن يسقط الأسد ولكن سيضعف وسيقاسمنا التوازن الجديد ونحن قاب القبان أو بيضته وها قد انكسرت بيضتهم وكل بيضهم الذي زعموا أنهم وزعوه بعناية بين مشهد و ميرنشاه ونهر البارد وبعقوبة وكفرسوسة..لقد انكشف الغطاء بعد أن هددوا تهديدا من كعب الدست بالانسحاب من الجبهات مع الأسد مذكرين الشعب بدور جيش الأسد في الجولان , من كان يترقب نهاية التهديد وقد اعتاد عنترياتها يتوقع تهديدا بسحق الفصائل الخارجة عن دولة أمير المؤمنين لا حرد دب عن كرم عنب لكن الصدمة وصلت لدرجة "بلع الصوت".الحقيقة التي أريد لها ان تكتشف بعد عقدين عرفها الصبية السوريون من الآن , لقد خلق وعي لم يكن بقدرة أحد من المنورين ليشكله وفتحت عقول تحتاج جيلا كاملا وتحت التوجيه والتثقيف ..لكنها المحنة هي التي أنبتت بذور التميز الكامنة وعُمِل على قتلها في هذا الشعب بعد أن ظن كثيرون أنها ماتت, سمعت الأستاذ زهير سالم يقول الرجل الأمي في هذا الشعب لديه وعي رجل حكيم عند شعب آخر.
ما ذكرته آنفا من اعتبار فيصل بن الحسين بلاد الشام طليعة العرب يفسر كثيرا مما يجري ولماذا قرر الغرب وإسرائيل عكس الدومنو الناتج عن الربيع من سوريا وانزلق به لسان رئيس العصابة الطائفية وحتى الثورة المضادة في مصر تمت "بفضل" إذنهم وسماحهم بما يحدث في سوريا وعلى رأسها الضرب عرض الحائط باتفاقيات جنيف ومعايير الحروب واستهداف لكل شيء واستباحة كل شيء لإطلاق مرحلة جديدة من الهمجية غير المسبوقة في التاريخ التي يتحدث عنها البروتوكول الخامس عشر لبروتوكولات حكماء صهيون.
الرسالة واضحة من نخب الغرب الاقتصادية والاستخبارية المشبعة بمشاعر العصبية والكراهية وحب الصراع , وما فوكوياما وهنتنغتون إلا مفرزان لهما؛مفادها أن الطغاة ما بعد الاحتلال الغربي للمنطقة لا يمكنكم المساس بهم إنهم نحن خرجنا من الباب وعدنا من الشباك. والواثب من الشباك يفعل ما لا يستطيع فعله الداخل من الباب , الدخول من الباب له أصوله أما غير ذلك فلا التزامات و لا قيم, والغرب يقول لنا لا عدالة ولا هناء ولا رفاه لكم فذلك ضد أمننا و رفاهيتنا نحن بخير طالما غيرنا بشر وخصوصا أنتم, تلك طبيعة نخبويتنا لهذا العالم وللأسف الـ"أنتم" يعني العرب المسلمين اعتبروا بلاد الشام طليعتهم في مرحلة من تاريخهم لذلك لا وألف لا مغمسة بدماء الملايين لتحرركم من نير تحكمنا.
عندما كنا في بداية الثورة قد نكون قلنا نصبوا لنا أي عميل غير هذا, لكن بعد أن دمرتم بلادنا و شردتم نخبنا وجئتمونا بكل شذاذ آفاق الأرض كي نرضخ لمن تنصبوه علينا!.هيهات فليس كل ما تخططون له ينفّذ.

 512014


(112)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي