باتت مواقع وصفحات محسوبة على مليشيا حزب الله لاتتورع عن نقل أسماء قتلى المليشيا في سوريا مرفقة بصورهم، في خطوة تؤشر إلى مرحلة جديدة، يبدو أن المليشيا اتخذت فيها قرارا بنشر تلك البيانات والصور لـ"تعويد" جمهورها على مقتل أولادهم وأقربائهم.
وفي الأيام العشرة الأخيرة رصدت "زمان الوصل" بطرقها الخاصة نشاطا غير مسبوق في نقل أسماء وصور قتلى المليشيا الشيعية، خلافا للكتمان الشديد الذي كان يعامل به هذا الملف من قبل، ويبدو أن هذا الإجراء يهدف لما يعرف في علم النفس بـ"كي الوعي" الذي يقوم على امتصاص تفاعل الناس وغضبهم تجاه قضية ما عبر كثرة عرضها، وهو مبدأ معروف ومعاين في الواقع الإنساني بوضوح، لاسيما فيما يخص الأزمات والكوارث والحروب، وأقرب مثال عليه النزاع في سوريا، الذي كانت مناظر الشهداء في بداياته -على قلتها- تثير حنق السوريين والمتعاطفين معهم، ثم خفت مستوى هذا التفاعل حتى كاد يتلاشى، مع تكرار مناظر المجازر، التي تعب الكثير من عدها وإحصاء ضحاياها فصاروا يكتفون بعبارة "عشرات القتلى" دون أي رقم محدد، أو تفاصيل إضافية، كما كان عليه الحال بداية حرب نظام بشار الأسد على الشعب السوري.
ومع إن خسائر مليشيا حزب الله تصاعدت في سوريا، نتيجة انخراطه الكامل في القتال إلى جانب حليفه بشار في مختلف مناطق سوريا، فإن ارتفاع مستوى هذه الخسائر لايمكن أن يكون المبرر الوحيد لنعي مرتزق أو اثنين في اليوم الواحد، كما رصدت "زمان الوصل"؛ فمليشيا حزب الله تستطيع الاستمرار في التكتم على حجم خسائرها البشرية إن هي قررت ذلك، وهو خلاف ما أقدمت عليه قبل حوالي 10 أيام، حين بدأت تسمح للمواقع والصفحات الناطقة باسمها والمناصرة لها بنشر أسماء القتلى وصورهم، لتدخل المليشيا نقطة "اللاعودة" في مسارها الانتحاري، الذي اختطته لنفسها من يوم أن وطئت قدم أول مرتزق يقاتل تحت رايتها أرض سوريا.
وفي وقت كانت معرفة نبأ مقتل عنصر من المليشيا الطائفية أمرا صعب المنال، فضلا عن معرفة اسمه ومكان مقتله والاطلاع على صورته، باتت هذه الأمور "متيسرة" هذه الأيام، وقد أحصت "زمان الوصل" خلال أسبوع واحد وفي صفحة واحدة تابعة للمليشيا، أسماء ما يزيد عن 10 قتلى من المليشيا سقطوا في سوريا مع صورهم، ما يدل بشكل قاطع على تضخم خسائر مليشيا نصر الله ودخولها مرحلة حرجة، استدعت منها المقامرة بكل ما تملك من أوراق.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية