تناقلت بعض الصفحات الإلكترونية الموالية منها والمعارضة ماحصل في ثكنة (سد العين) في السويداء بشكل مغاير للحقيقة, ومنحرف عن الواقع, الأمر الذي دفع ناشطي المدينة بمطالبة هذه الصفحات بنشر حقيقة الخبر كما أوردته تنسيقية المدينة بعد أخذها الإذن من المعنيين بالحادثة ولاسيما مشايخ الدين.
فبعد امتناع ما يقارب 8000 شاب عن الالتحاق بصفوف جيش النظام منذ بداية الثورة وحتى اليوم, ورفض شباب المدينة كل الأساليب التي حاول النظام اتباعها سواء عبر مراسيم العفو أو عن طريق وساطاته السياسية لشيوخ عقل الموحدين الدروز والتي تمثلت بزيارات وئام وهاب والأمير طلال إرسلان.
استغل النظام العاصفة الثلجية (ألكسا) وقام بنشر حواجزه على مختلف طرقات مدينة السويداء وقراها, وألقى القبض على 470 شابا، ومنهم عدد من الفارين من جيش النظام التحقوا طوعا مصدقين العفو الشكلي الذي صدر ولاسيما بعد تعهد قوات الأمن للجهات المختصة في السويداء, وخاصة مشايخ الدين بأن تكون خدمة أبنائهم داخل المحافظة.
وحسب الخبر الذي أوردته تنسيقية السويداء أن قوات النظام احتجزت الشباب الذي تم القبض عليهم في ثكنة (سد العين) منتظرة زوال العاصفة لترسلهم فيما بعد للقتال في صفوفها في المناطق المشتعلة.
وأكدت التنسيقية أن شيخ العقل (يوسف جربوع) أرسل مجموعة من المشايخ مع أسلحتهم الخفيفة إلى ثكنة (سدّ العيّن) يرافقهم عشرات الشباب، تحت ضغط الأهالي لإيجاد حلّ للمشكلة.
وكشفت عما حدث عند وصولهم الثكنة عندما حاول العقيد قائد الثكنة منعهم من الدخول، فأشهروا أسلحتهم في وجهه وبدأ بإطلاق الرصاص في الهواء محذرين من محاولة ردّهم. وتمكّن المشايخ ومن معهم من الدخول إلى قلب الثكنة وأطلقوا سراح الشباب المحتجزين البالغ عددهم 470 كما ذكرت.
وأشارت التنسيقية في توضيحها إلى أنه وبعد أن فشل العقيد وعناصره عن ردع مجموعة المشايخ، انطلقت صيحات الهتاف لبشار الأسد من العناصر العسكرية لحفظ ماء الوجه, فما كان من المشايخ إلا أن أسكتوهم بجوفيات الجبل الوطنية.
ونقلاً عن مصدر مطلع فإن الأمن قام باستدعاء قائد الثكنة للتحقيق معه حول ما جرى، وصدرت أوامر أمنية بملاحقة بعض المشايخ, وتوقيفهم لكنهم رفضوا الخضوع وأرسلوا رسائل قاسية لرئيس فرع الأمن العسكري (وفيق ناصر) حيث ساءت العلاقة بشكل كبير بين الشيخ "يوسف جربوع" وبين فرع الأمن العسكري بعد هذا الموقف من الشيخ جربوع اتجاه أبناء المحافظة.
وبحسب إفادة أحد المشايخ أن أحد أهم أسباب إصرار المشايخ على إخراج الشباب من المعسكر هو معلومة وصلتهم من داخل الأمن العسكري عن نية مبيّـتة للهجوم من قبل عناصر الفرع على الثكنة حيث يحتجز الشباب الـ 470 إبان العاصفة الثلجية, وإشاعة أن جبهة النصرة هي من اقتحمت الثكنة حيث يتم قتل شباب السويداء, واتهام الجبهة وحينها ستكون تداعيات الموقف كارثية لن يستفيد منها سوى النظام الذي سيحكم خناقه على السويداء أكثر.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل سيرد النظام على هذه الصفعة, أم هل سيترك للسويداء فرصة أن تصبح فيها قيادات شعبية تدافع عن حقوق الناس وليس عن مصالح النظام.
من البلد | |
|
سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية