ثلاثة تهديدات هاتفية وأخرى "فيسبوكية" كانت كفيلة لزرع الخوف في قلبي و سكوتي عن أسماء الخاطفين المجرمين بعد هروبي منهم, لم أكن خائفاً على نفسي, بل خوفي على عائلتي الصغيرة المؤلفة من زوجة وجنين في رحمها جعلني أنصاع لتهديداتهم، ولا أذكر أي شيئ واضح لأي جهة عن اختطافي وهذا ما سبب الشك لدى الكثير من الأشخاص بأن قصة اختطافي هي تمثيلية قمت بها لنيل الشهرة، معداتي ومسدسي وأوراقي الثبوتية بما فيهم جواز السفر "الذي أصبح استحواذه حلماً لسوري معارض لنظام الأسد" كانوا معلقين على شباك يطل على درب ترابي في مقرهم الكائن في منطقة بروما المتاخمة لمدينة إدلب كان السبب الآخر.
وصلت لمدينة أنطاكية التركية مرعوباً محطماً من أدوات التعذيب والضرب التي تعرضت لها بقبضات الأمير المبجل أبو صطيف، المعروف في المنطقة بـ"مازن الزير" وهو زعيم لعصابة قتل مأجورة تؤتمر من عدة جهات، جمع سلاحه من التشليح و الخطف والقتل، وهو مجرم برقبته دماء الكثير من الأبرياء و مقلع "الهبّاط" بما يحويه من جثث شاهد على ذلك، هذه العصابة التي تطلق على نفسها لقب كتيبة تابعة للواء "أبو كنجو" (لواء التوحيد في محافظة إدلب) والذي يتزعمه عبد اللطيف سيد عيسى المعروف بـ"أبو كنجو الإدلبي" وهو مبايع بشكل مبطن لدولة الإسلام في العراق والشام (داعش) ومشارك بغزواتهم وفتوحاتهم، لماذا مبطنة تلك المبايعة فهذا يرتبط بأمور الدعم والإغاثة التي تأتيه من تنسيقيات عدة وتنظيمات "إسلامية" (الشريك الخفي لداعش من تحت الطاولة).
كانت قنوات تلفزيونية عدة و منها أورينت نيوز وأخبار الآن والعربية تنتظر مني أي تصريح لأخبرهم عن الحادثة وتفاصيلها، كيف تمت ومن وراءها، وليعرفوا ما إذا كان نشطاء غيري في ذلك المعتقل، على الفور رن سكايبي الذي لم يهدأ حينها من الاتصالات التي كانت تأتي من الأهل والأصدقاء ومدراء منظمات المجتمع المدني ومدراء مواقع صحفية، كما كلّمني أحد الأصدقاء المقربين من لواء الجهة الخاطفة وطلب مني عدم البوح بشيء لوسائل الإعلام خوفاً علي وعلى أغراضي التي يقدر ثمنها بأكثر من 700 ألف ليرة سورية من كاميرات وكمبيوتر ومسدس الخ... سمعت بنصيحته منتظراً الوعد الذي وصلني من "أبو كنجو" بأن الاعتذار والأوراق والمعدات ستصلني في وقت قريب وأنه غير راضٍ عما حدث، بعد أيام أحضروا لي جواز سفري وجزء من معداتي واعتبروا الباقي غنيمة حرب من علماني كافر (حسب فتوى اللواء أو ربما الكتيبة المزعومة)، ولم يرسلوا لي أي اعتذار سوى تلفون رن عليًّ في العاشرة مساءً من شاب يبلغ من العمر 17 سنة يدعى فؤاد "وهو مسؤول ملف الدعم للواء" !! يبلغني بلفلفة القصة وطي صفحتها، كانت رسالة سخيفة من اللواء و قائده واستخفاف بما جرى، و بمعنى آخر مقامك والذي يليق بك هو ذو الـ 17 عاماً لا أكبر من ذلك (مع احترامي لفؤاد الشاب النشيط جداً).
*ناشط اعلامي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية