أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سيرة ذاتية لبراميل بشار الأسد

أنواع البراميل

حصدت البراميل المتفجرة خلال سنين الثورة آلاف الشهداء، وخلفت دمارا هائلا في كل مكان أصابته، وفي جنبات الأحياء السورية كثير القصص عن آثار تلك البراميل على أجساد البشر وأرواحهم وجدران منازلهم.

أحد المحللين العسكريين يؤكد أن تلك القنابل التي تسمى بالبراميل المتفجرة، ليست كما يعتقد البعض بأنها مجرد خزانات تسخين مياه دائرية الشكل تملأ بالمتفجرات والشظايا من مختلف الأنواع وتلقى من المروحيات, بل هي عبارة عن سلاح درس وصمم ليناسب العقلية العسكرية لأضخم جيوش العالم خلال مرحلة الحرب الباردة وهو الجيش السوفيتي ولا تزال تلك القنابل جزءا من الترسانة العسكرية للجيش الروسي.

تسمية البراميل الحالية جاءت فقط من شكل خزانات تسخين المياه تلك, وهي إحدى مفرزات العقل الإجرامي, حيث عمد النظام إلى استخدام وإلقاء كل شيء يمكن إلقاءه من الطائرات، فصنع خبراؤه قنابل ترمى حصرا من داخل المروحيات لأن الخصائص الايروديناميكية للبرميل لا تسمح له أن يعلق أسفل طائرة نفاثة تسير بسرعة فوق صوتية.


هذه البراميل تأتي بحجم اسطوانة الأوكسجين ترمى من الطائرة بعد إشعال فتيل مربوط بها, وهناك كم من الفيديوهات توضح العملية, وهذه القنابل لا تندرج تحت أي بند أو نطاق سوى الأسلحة المرتجلة، والتي يبدو أن النظام لجأ إليها خلال فترة شح في الذخائر.

أما النوع الأصلي لتلك القنابل والتي أسماها السوريون بطريق الخطأ براميل, فهي تعرف باسم سلسلة قنابل "fab" سوفيتية التصميم و الصناعة, ومرت تلك القنابل بمرحلتين أساسيتين من التطور "46-54" لتصلنا بشكلها الحالي الفتاك.

وهي عبارة عن قنابل طائرات غير موجهة تستخدم الزعانف وحلقة دائرية للتوازن أثناء سقوطها الحر، وهي تستخدم تقنيات وعقيدة عسكرية موروثة عن الحرب العالمية الثانية، ترمى من الطائرات المروحية والثابتة الجناح، وتستطيع معظم الطائرات السوفيتية الصنع حملها ورميها، ويختلف العدد لكل طائرة فالميغ 21 تحمل أربعة فقط، أما سوخوي 22 تحمل بعض نسخها 18 قنبلة منها، وتحمل الميغ 23 ستة منها، وقد صممت النسخ الأساسية لتلك القنابل لتكون قابلة للرمي من ارتفاعات تبدأ من 500 متر وتصل لأكثر من 10 كيلو مترات. 

بالنسبة لهذه القنابل فهي توصف بأنها من القنابل ذات الاستخدام العام، فهي عبارة عن غلاف معدني سميك قد تصل سماكته في بعض الأنواع إلى مئة ملم، وبداخله كمية كبيرة من المتفجرات غالبا ما تكون "tnt" أو أنواع أكثر فاعلية في النسخ الأحدث، وآلية التفجير والتي تتكون من صاعق واحد (صمام طرقي) ينفجر عند الاصطدام بالأرض أو أكثر، حسب النوع وقد يكون الصاعق في مقدمة القنبلة أو في مؤخرتها عند قاعدة الزعانف، والذي يعزى إليه فشل الكثير من القنابل بالانفجار عند اصطدامها بالأرض. 


لهذه القنابل اسم واضح يدل على مواصفات القنبلة يتكون من اسم السلسلة "fab" مرفقا برقم يدل على وزن القنبلة ثم 46 أو 54 (سنة النموذج)، فمثلا القنابل الأكثر استخداما في سوريا من قبل النظام هي قنابل "fab500" ," fab250" ومن الواضح أن وزنها هو على التوالي 250 و500 كغ ويكون نصف وزنها من المتفجرات، وتوجد أحجام متعددة حسب الحاجة ابتداء من fab100 مرورا ب fab1000 وصولا الى fab9000 وهناك قنابل وزنها تسعة أطنان، وقد استخدمت سابقا خلال الحرب العراقية الإيرانية من قبل العراقيين ضد المنشآت الإيرانية الثابتة كما استخدمت الأنواع الأخرى خلال مختلف الصراعات والحروب التي استخدم فيها سلاح الطيران ذو المنشأ السوفييتي.

يتراوح الضرر الذي تسببته هذه القنابل بحسب وزنها وطبيعة مكان سقوطها، فهي تسبب عند انفجارها موجة ضغط شديد مترافقة بلهب وحرارة عالية، مع كم هائل من الشظايا الناشئة من جسم القنبلة، ومن الأجسام المحيطة بالقنبلة والتي تتفتت نتيجة الضغط الهائل الناشئ عن الانفجار، ويتراوح نصف قطر دائرة الخطر واحتمال الأذية بين 7- -250 مترا حسب وزن القنبلة.

هذه القنابل مثلها مثل كل الأسلحة غير الموجه، يزيد معدل الخطأ في الإصابة نظرا لأخطاء التسديد والعوامل المؤثرة على مسار المقذوف من سرعة رياح ولزوجة الهواء ... ومن ثم فإن استخدامها بطريقة دقيقة غير ممكن عمليا، فهي مناسبة فقط لضرب التجمعات السكنية، و الأرتال العسكرية، وغير مفيدة في استهداف أبنية صغيرة محددة أو أهداف متحركة.

لذلك يقوم النظام باستخدامها كسلاح عقاب جماعي ضد المناطق الثائرة لأن لها، إضافة إلى الأثر التدميري المرعب، أثرا نفسيا هائلا يمكن أن يتجلى في صدمات نفسية دائمة أو مؤقتة وبالأخص على الأطفال، كما أن لها فاعلية عملياتية أكبر من صواريخ السكود التي تحمل نفس وزن الرأس المتفجر والذي يصل لألف كيلو غرام.

زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
(179)    هل أعجبتك المقالة (200)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي