ترددت "نسرين" كثيراً قبل أن تضع شجرة عيد الميلاد في غرفتها التي استأجرتها مشاركةً مع فتاةٍ نمساوية، في أحد حارات اسطنبول القديمة، ولكن في النهاية قررت "نسرين" الاحتفال بعيد الميلاد، بطقوسٍ حزينة تشبه أخبار وطنها.
توضح "نسرين": احتفلت وحيدةً بأن أشعلت شمعة للشهداء، وشمعة للحرية".
وبنظر "عبد الإله" يجب أن يحمل عيد الميلاد في هذا العام الكثير من القيم التي نادى بها السيد المسيح، ولذلك حرص على وضع شجرة للميلاد في منزله في اسطنبول، ليذّكر أطفاله أن مستقبل سوريا، سيكونُ أخضر مثل شجرة الميلاد.
يقول عبد: لولا التسامح لما تمكّن العالم من الاستمرار، مضيفا: نحن السوريين يجب أن نتحلى بالأخلاق التي دعى إليها السيد المسيح حتى نتمكن من متابعة حياتنا بشكل طبيعي قدر الإمكان.
إذ يرى عبد أنه بعد الذي جرى ويجري في سوريا سيكون من المحال علينا التعايش مع بعضنا إن لم نتصف بالحد الأدنى من التسامح.
وعلى الرغم من أن "ناديا" تقضي سهرة عيد الميلاد في المطعم الذي تعمل فيه كنادلة، إلا أنها حرصت على تزيين شجرة المطعم بعلم الثورة السورية، دون أن يزعج ذلك زملاءها الأتراك، فمن وجهة نظر "ناديا" لا عيد طالما أنها بعيدة عن سوريا، وتقول: يكفي أن أشعر بالفرحة كلما رأيت علم الثورة متدليا من على الشجرة.
* الأتراك يعايديون أخوانهم
ولم ينسَ الأتراك إخوانهم السوريين في عيد السيد المسيح، ولذلك دعت عائلة "أكُن" جارهم السوري الشاب "إلياس" لقضاء سهرة الميلاد معهم.
ويقول إلياس: شعرت العائلة أنني سأكون وحيداً في هذه الليلة ولذلك أصروا على أن أكون في هذا اليوم بينهم، ويضيف: خلال السهرة صلّت العائلة ليعم السلام في سوريا، وقالوا لي إنهم لن يرتاحوا طالما أن إخوانهم السوريين يُقتلون كل يوم.
ويقول الشاب "إبراهيم" المقيم في اسطنبول منذ شهر: لاشك أن أعيادنا لم تعد أعياداً.. لكن كل ما نستطيع فعله في هذه الأيام المجيدة هو الصلاة لتعود سوريا أجمل مما كانت، وليهنأ أطفالها بالسلام.
افتتاحيات | |
|
لمى شماس - اسطنبول - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية