أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فينغر- مورينيو.. الوجه الآخر للعداوة في ديربي لندن

عادة ما يكون التنافس الشديد بين الفرق أمراً طبيعياً خاصة إذا كان الفريقان ينتميان لذات المدينة، لكن ديربي لندن بين أرسنال وتشلسي أخذ منحى عدائياً منذ عام 2004 حين تعاقد الأخير مع المدرب البرتغالي المثير للجدل جوزيه مورينيو، فمنذ ذلك التاريخ باتت لقاءات قطبي العاصمة تلعب في الندوات الصحفية قبل المستطيل الأخضر.

قبل عام 2004 كان التنافس كبيراً بين مانشستر يونايتد وأرسنال وخاصة بين المدربين الفرنسي أرسين فينغر مدرب أرسنال والاسكتلندي سير أليكس فيرغسون مدرب يونايتد السابق، لكن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش تعاقد مع البرتغالي جوزيه مورينيو لتدريب تشلسي الذي كان يتحسس أولى خطواته نحو المجد، فكان حدثاً مفصلياً في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز.

مورينيو وبداية المشاكل مع فينغر

 

وصول المدرب البرتغالي لم يلفت انتباه أحد في بادئ الأمر رغم أنه قادم من تجربة ناجحة مع بورتو، توّج في ختامها بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب موناكو الفرنسي، لكن سرعان ما بدأ مورينيو في إثارة الصحافة الإنكليزية وجلب الأنظار إلى مؤتمراته الصحفية قبل كل مباراة، ففي أول لقاء صحفي له مع الصحافة الإنكليزية قال مورينيو: "أنا بطل أوروبا، لذا أعتقد أنني استثنائي"، ومنذ هذا التصريح بات لقب مورينيو في الصحافة العالمية "السبيشال وان".

واعتباراً من موسمه الأول مع "أسود لندن" لم يستهلك البرتغالي الكثير من الوقت ليحرز أول ألقابه مع تشلسي بعد غياب الفريق عن التتويج بلقب الدوري لـ 50 عاماً.

وفي خضم هذا التألق الملفت كان مورينيو لا يتوقف عن مهاجمة زملائه بطرق مباشرة وغير مباشرة، ولعل أكثر الثنائيات تصادماً في الدوري الإنكليزي هي ثنائية فينغر- مورينيو، فالمدربان أعطيا بعداً عدائياً متطرفاً لديربي لندن وأصبحت الجماهير اللندنية تردّد تصريحاتهما في مباريات الفريقين، حتى باتت وسائل الإعلام العالمية تنتظر مؤتمرات مورينيو وفينغر لتصطاد سخرية جديدة من هذا إلى ذاك والعكس صحيح.

وبدأ مورينيو بالهجوم على فينغر عندما أطلق تصريحاً مثيراً احتجاجاً على ما اعتبره تفضيل الحكام لأرسنال، وقال وقتها: "بعض الأندية تُعامل مثل الشياطين، والبعض الآخر مثل الملائكة، ولا أعتقد أن السيد فينغر بهذا الجمال حتى تعتبرونه ملاكاً".

وأضاف مورينيو: "هو شخص يحب النظر للآخرين، مثل أولئك الذين يكونون في بيوتهم ويأخذون المنظار لرؤية ما يحدث في البيوت الأخرى، حديثه عن تشلسي لا ينتهي".

وجاء رد فينغر قوياً أفعال: "إنه رجل يتصرف خارج النظام، غير متصل بالحقيقة وغير محترم، حين تمنح النجاح للأغبياء يزدادون غباءً".

وأدلى مورينيو بتصريح مستفز لفينغر تباهى فيه بتحقيقه دوري أبطال أوروبا قائلاً: "أنا مدرب عظيم، حققت دوري أبطال أوروبا،، وفينغر لم يحققها".

ولم يتأخر فينغر كثيراً ليرد الفعل بتصريح قوي أيضاً قال فيه: "كثيرون فازوا بدوري الأبطال ولا يتم اعتبارهم من كبار المدربين، عليك أن تنظر لمسيرة المدرب على امتداد 10 أو 15 عاماً".

وجاء هذين التصريحين قبل نهائي كأس الرابطة الإنكليزية بين الفريقين عام 2007.

ويبدو أن حدة التوتر بين الرجلين ظهرت لسببين، الأول أن فينغر عجز عن الفوز على مورينيو في 9 مباريات كاملة بين المدربين، أما الثاني فهو حرمان أرسنال تشلسي من التتويج بلقب الدوري الإنكليزي عندما تعادل الفريقان 1-1 موسم 2006-2007، ما منح مانشستر يونايتد اللقب على حساب تشلسي الذي تخلى عن لقبه بعد موسمين من التربع على عرش الكرة الإنكليزية.

ورغم رحيل مورينيو عن تشلسي، إلا أن التصريحات العدائية بقيت قائمة بينهما وكانت تظهر في بعض الأحيان، وكان أبرزها عندما كان "شبيشال وان" مدرباً لريال مدريد الإسباني، إذ انتقد الفرنسي أرسين فينغر لاعبي ريال مدريد لتعمدهم الحصول على بطاقات صفراء في نهاية دور المجموعات أمام أياكس الهولندي.

وجاء الرد ساخراً كالعادة من جانب المدرب البرتغالي إذ قال: "بدلاً من الحديث عن ريال مدريد يا سيد فينغر، اشرح لنا كيف خسر فريقك من براغا البرتغالي الذي يشارك في دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه".

لكن عند رحيل مورينيو عن تشلسي قال فينغر: إنه أمر محزن لأن مورينيو موهبة تدريبية كبيرة، ورحيله ليس بالنبأ السار لكرة القدم".

 

وأخذت العلاقة بين جوزيه وفينغر منحى ودياً العام الماضي إذ أدلى مورينيو بتصريح يحمل الكثير من الاحترام للخبير الفرنسي قال فيه: "دائماً كنت أحترم أرسين فينغر، من الطبيعي أن ننتقد بعضنا البعض لأننا ندرب في مدينة واحدة ودوري واحد".

وقال فينغر" مورينيو يستحق كل الثقة والاحترام، لأنه من الصعب تحقيق الفوز في إنكلترا، لم نكن على وفاق تام لكن علاقتنا تحسنت مؤخراً".

وعندما اختار رئيس نادي تشلسي رومان أبراموفيتش إعادة مورينيو إلى ملعب ستانفورد بريدج عادت التصريحات المثيرة لتظهر في الأفق بين المدربين، حيث علّق فينغر على عودة مورينيو إلى تشلسي بطابع ديبلوماسي قائلاً: "بالطبع عودته إلى تشلسي حل رائع بالنسبة لهم، مورينيو أحد أفضل المدربين في العالم".

لكن مورينيو فضّل أن يبدأ عهده الجديد مع تشلسي بالحديث ساخر عن الغريم أرسنال، إذ قال "السبيشال وان": "الشيء الوحيد الذي لم يتغير حتى الآن في الدوري الإنكليزي هو أن أرسنال لم يحقق أي لقب".

كلام مورينيو قد يجعل خلافات الماضي تطفو من جديد، ورفع درجات التأهب لدى الصحافة الإنكليزية التي تنتظر "ديربي لندن" لتنقل التصريحات الدسمة لمورينيو وفينغر.

أرقام الديربي

 

لا يعرف البرتغالي جوزيه مورينيو طعم الهزيمة عندما يواجه غريمه أرسين فينغر، إذ تقابل المدربان في 9 مباريات آخرها في ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية عندما فاز تشلسي 2-صفر في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو الفوز الثاني لمورينيو على أرض أرسنال بعد انتصار 18 كانون الأول/ديسمبر 2005 بذات النتيجة، لحساب الدوري الإنكليزي الممتاز، والخامس على المدرب الفرنسي مقابل 4 تعادلات.

لكن أرقام مورينيو أمام فينغر لا تنسحب على مواجهات الفريقين، فديربي لندن يشهد سيطرة "المدفعجية"، غير أن بداية الحوارات بين العريقين في موسم 1907-1908 آلت لمصلحة "الأسود" 2-1، في ملعب ستامفورد بريدج وأمام 65 ألف متفرج وهو رقم قياسي في الدوري في ذلك الوقت.

في مجمل لقاءات الفريقين في الدوري الإنكليزي، تقابل عملاقا لندن في 158 مباراة، فاز أرسنال في 61 منها، وعاد الفوز في 46 مباراة للبلوز، فيما حسم التعادل مباريات الفريقين في 51 مباريات.

تفوق أرسنال الكبير في ديربي لندن شمل عدد الأهداف المسجلة في مباريات الديربي، إذ تملك "مدافع لندن" أسبقية واضحة على "أسود" المدينة، فمنذ أول مباراة بين الفريقين سجل أرسنال 225 هدف مقابل 204 أهداف لمصلحة تشلسي، وباحتساب النقاط التي جناها كل فريق في مباريات الديربي فقد جمع أرسنال 229 نقطة، فيما جمع تشلسي 199 نقطة.

أكثر مباراة بين الفريقين شهدت بطاقات حمراء كانت في عام 2007 بمجموع 3 بطاقات (2 لآرسنال، 1 لتشلسي)، وشهدت نفس المباراة البطاقة الحمراء الأخيرة في مواجهات الفريقين وكانت من نصيب الهولندي خالد بولحروز مدافع تشلسي السابق.

أكبر انتصار لآرسنال على تشيلسي يعود لموسم 1930-1931 بنتيجة 5-1، لحساب الدوري، أما أكبر انتصار لتشلسي على غريمه اللندني كان في موسم 1998-1999 بنتيجة 5-0، لحساب كأس الرابطة الإنكليزية.

أكثر مباراة شهدت أهدافاً هي مواجهة الفريقين في الدوري موسم 1957-1958 و انتهت بفوز أرسنال 5-4.

أسماء لعبت للفريقين

لعل الفريد في عداوة أرسنال وتشلسي هو كثرة اللاعبين الذين لعبوا للفريقين، إذ أن 25 لاعباً خاضوا تجربة مختلفة مع الفريقين وكان الاسكتلندي ساندي ماكفارلاين أول لاعب يلعب للعريقين وكان ذلك عندما لعب لأرسنال موسم 1896-1897 وتشلسي موسم 1913-1914، أما آخر لاعب من قائمة الـ 25 فهو يوسي بن عيون الذي لعب لتشلسي موسم 2010-2011، ثم انتقل لأرسنال موسم 2011-2012.

ما من شك أن مباراة ديربي لندن بين أرسنال وتشلسي تعد واحدة من أهم حوارات الكرة في العالم، لكن مواجهة مورينيو وفينغر منحت الديربي نكهة خاصة ميّزته عن بقية مباريات "البريمييرليغ"، فهل تحمل مباراة الاثنين الفوز رقم 62 لأرسنال والـ 37 على أرضه والأول لفينغر على مورينيو، أم هو الفوز 29 لتشلسي والـ 24 على أرض الغريم والسادس لمورينيو على فينغر؟.

الجزيرة الرياضية
(78)    هل أعجبتك المقالة (42)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي