من الأسعد إلى الزعبي سلسلة استهدافات قادة "الحر"... إمارات الحرب أم اختراقات؟

لم تتوقف سلسلة استهدافات قادة الجيش السوري الحر رغم تكرار المشهد بأكثر من جغرافيا سوريا بدءا من الشمال واستهداف العقيد رياض الأسعد وأبو فرات وحجي مارع وعشرات غيرهم، وصولا إلى الجنوب السوري مع استهداف موكب قائد لواء اليرموك بشار الزعبي اليوم.
استهدافات بعضها أزهق الأرواح وأخرى عمقت الجراح وثالثة أثارت أسئلة الحيرة والوجع مجددا، هل نحن أمام إمارات حرب يصفي أمراؤها بعضهم بعضا، سيما وأن ما يدعم هذا الافتراض أن غالبية التصفيات تحدث في المناطق المحررة أم أن حجم الاختراقات الأمنية تصعب السيطرة عليه، فيتكرر المشهد هنا أو هناك، وهو ما يُعتبر الأرجح، سيما جبهة النصرة في درعا والتي راحت تفرض حواجزها وتدقق حتى في هويات أبناء المناطق المحررة تحسبا ربما من حجم الاختراقات.
ففي صباح أمس تحركت سيارة قائد لواء اليرموك من الطيبة باتجاه صيدا، وفي العودة تم استبدال السيارة، لكن هذه الإجراءات لم تمنع محاولة الاغتيال فزرعت عبوة ناسفة كبيرة على الطريق بين بلدت صيدا والطيبة بالقرب من بئر الماء على الشارع الرئيسي وتم تفجير العبوة من بعد محدثة انفجاراٌ هائلاٌ مترافقا مع إطلاق صاروخ موجه وانهمار الرصاص من الأسلحة الرشاشة وبدأت أسلحة الحواجز القريبة من لواء اليرموك بالاشتباك فوراٌ وإطلاق رشقات من مدافع 23 أصيب بعض المرافقين واستمرت الاشتباكات والبحث جار".
استهدافات أخرى حققت هدفها فارتقى العبود والحريري في مناطق حوران المحررة، ومثلهم الخوصة وغيرهم لا يعرف أقرباؤهم إن كانوا قتلى أم أسرى جرّاء استهدافهم تعددت الأسباب والرؤى والنتيجة واحدة.
"أبو تيم محمد الخطيب" ناشط ميداني وطبي يقول:"الاغتيالات يقف وارءها عدة أسباب إما مؤجورون يتبعون للنظام ويقتلون مقابل المال، وذلك لخلق زعزعه بالمنطقة وإحداث خلل وخرق في أقوى الألوية بحوران وهناك وقائع بدرعا وتم القاء القبض على بعضهم.
وإما مصالح شخصية فمثلا أحد الشخصيات بالمنطقة يريد أن يكون هو الوحيد فيها ولا يريد قوة أخرى غيره، وهذا هو مفهوم أمراء الحرب، وقد يكون الثأر أيضا أحد الأسباب، فمثلا أحد القادة في المنطقه ألقى القبض على عميل للنظام، وقاموا بقتله بعدما ثبتت عليه التهم فيقوم أحد إخوته بالقتل لتحقيق الثأر".
وبالرغم من خسارات جسيمة في صفوف الجيش الحر في مواجهته اليومية لقوات الأسد وحلفائه، إلا أن الأكثر ألما واستفزازا للقوى الثورية والأوساط الشعبية هو حالة الاستهداف التي تمر من هذا المكان، أو ذلك.
ولعل ارتفاع المخاوف مرده لرفض هذه القوى تصديق حالة أمراء الحرب التي تروج لها الكثير من الأوساط الإعلامية خصوصا المتحالفة مع النظام السوري فيما تكشف وسائل إعلام محايدة وجود خبراء إيرانيين أسندت لهم مهام الاغتيالات لقادة الجيش السوري الحر باختلاف المناطق وسبق لـ"رويتر" أن قالت في أحد تقاريرها: "إن قوات حزب الله في سوريا تتضمن فرق اغتيال مهمتها استهداف القادة العسكريين للجيش الحر، كما عزز حزب الله وجوده في شتى أنحاء العاصمة دمشق والمناطق الحدودية ومدينة حمص، ومناطق ساحلية مؤيدة للأسد، ونقاط حدودية لمنع دخول السلاح من لبنان إلى سوريا".
"عباس الديري" صحفي من درعا يذهب إلى أسباب تتعلق بواقع المعارك اليومية في الجبهات:"يخوض الجيش الحر في هذه الأيام معركتين الأولى مع عدو خبروه وعرفوه من عامين ونصف، والمعركة الثانية مع مجموعات تدعي أنها إلى جانب الثورة، وتعتبر نفسها الوصي الأمين للثورة والشعب المظلوم، ومن خلال متابعتي لما حدث البارحة من اشتباكات تفاجأت بشريط الأخبار على تلفزيون النظام يقول اشتباكات تجري بين فصائل مسلحة على الحدود السورية الأردنية، وأؤكد أن الخبر قد ظهر على شاشة الإخبارية السورية قبل حتى كل التنسيقيات وحتى اقرب المقربين للفصائل المرابطة على الحدود وهذا يعزز احتمال الاستهداف غالبا من قوى مناوئة للثورة وكتائب الجيش الحر".
وينفي "الديري" أن تكون مشاحنات أمراء الحرب قد تجذرت ووصلت إلى مناطق حوران:"في كل يوم تحدث مشادات بين الكتائب على بعض الأخطاء وهذا يعتبر شيئا منطقيا، ويعتبره أغلب المتابعين بالخلاف الإيجابي".
ويحذر من مخططات يراها تهدف لتدمير الثورة وانتصاراتها من خلال استهداف قادتها ورموزها وهو ما يمكن أن نلحظه مؤخرا في أكثر من منطقة في سوريا سواء سياسيا أو عسكريا بحسب "الديري".
عمان (الاردن) - محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية