تشويش
التشويش لغة وكما ورد في المعجم الوسيط تعني: خلَّطَه وأساء تَرْتِيبه. ويقال: شَوَّشَ بينهم: فَرَّقَ وأفْسَدَ. وعبارة الجوهري: (التشويش: التخليط). وقيل: التشويشُ من كلام المولَّدِين، وأصلُهُ التَّهويشُ. (تَشَوَّشَ) عليهالأمرُ: اختلطَ والْتَبَسَ.
التشويشُ التخليط وقدتَشَوَّشَ عليه الأمر وفقا لما جاء في مختار الصحاح، إذا القصد من التشويش هو خلق حالة من الالتباس لدى المتتبع بهد ف حرف موقفه وتغيير آرائه إزاء حدث ما، يكون هو الأصل وما يدور حوله مجرد تشويش على الحالة الأصل.
من أهم عمليات التشويش التي تجري في عصرنا الحاضر، ما يقوم به النظام من خلق لعناصر متطرفة، أو القيام بعمليات إرهابية قذرة يلصقها بفصائل دينية متشددة في الثورة السورية، بهدف إحداث تشويش لدى المتتبع الداخل (المواطن السوري) والمتتبع الخارجي (شعوب العالم)، فينحرف مسار الاهتمام عن المجازر التي يرتكبها النظام، وعن جرائمه وعصابته، نحو التمسك بالقشور وتضخيمها وجعلها تبدو وكأنها الجسد الرئيسي في الثورة السورية.
ربما تكون بعض الفصائل المتشددة قد وصلت إلى مرحلة من التطرف بات القلق منها أمرا مبررا، ولكن الذي يدعم تلك الفصائل، لا يريد لها الخير مطلقا، كما أنه لا يريد النصر للثورة أيا كانت تلك الجهة الداعمة، سواء النظام أم حكومات إقليمية أرعبتها الثورة السورية فتعمدت تشويهها والتشوبش على أهدافها ومساراتها.
مشاهد شيّ الرؤوس، والذبح والقتل على الهوية، موجودة بالتأكيد ولا ينكرها أحد خاصة وأن من ينشرها هم أنفسهم من قاموا بها، وهنا علينا أن نتوقف للتفكير حول ماهية هذا المجرم الذي يقوم بجريمته وينشرها علانية للناس ..ولأي غرض؟ وهو يعلم تماما أن صداها عند الجمهور في الداخل والخارج لن يكون إيجابيا، ولن يلقى إلا في خانة تخويف الناس من الثورة، وحرف الدعم الخارجي للثورة ليصبح دعما للنظام على أنه الخندق الأول في مواجهة الإرهاب والقاعدة في العالم. فينسى العالم قاطبة، كل صواريخ السكود وكل الكيماوي وكل المجازر وكل الفظائع التي ارتكبها النظام منذ بداية الثورة وحتى الآن ويتمسك بتلك الصورة التي تصبغ السّنة كطائفة بصباغ التطرف والتشدد والقتل على الهوية.
لم يقم أحد بالتحقيق في أصول تلك الجماعات المتطرفة ولا في ماهية تفكيرها حتى، ولا بالتحقيق في حقيقة وجودها ككيانات منفصلة عن سياسات حكومات ما ...أي حكومات كانت.
القصد من وجود هذه الجماعات وانتشار أعمالها على النت ووسائل التواصل الاجتماعي له هدف واحد فقط، هو التشويش على الثورة في ذهن المتتبع المحلي والخارجي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية