أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الناشط مهند الفياض يروي لـ"زمان الوصل" تفاصيل اختطافه من قبل الكتائب الإسلامية في الرقة

تعرض الناشط "مهند الفياض" منذ أيام قليلة لعملية اختطاف من قبل إحدى الكتائب الإسلامية في محافظة الرقة على خلفية معارضته للسلاح الفوضوي الذي انتشر في المحافظة دون تحقيق فعل لحد الآن، ونزولاً عند المطالبة الشعبية بإخراجه من المعتقل تم الإفراج عنه بعد ساعات، ولكن ذكريات تلك التجربة مثّلت مفصلاً هاماً في حياته ونشاطه الثوري وأعادت إلى ذهنه تجربة مريرة من الاعتقال تعرّض لها من قبل على يد عناصر من حزب الله أثناء عودته من الخليج إلى سوريا عبر تركيا.

ويذكر أن الناشط الفياض (30 عاماً) هو أحد وجوه الحراك الثوري الذين أعلنوا معارضتهم لهيمنة الكتائب الإسلامية كـ "داعش" و"النصرة" على شؤون الرقة ودفع الكثير من ممثلي هذا الحراك فاتورة معارضتهم سجناً واعتقالاً وقتلاً على يد هذه الكتائب، وهو كاتب مهتم بالعمل ضمن تحقيق أهداف الدولة المدنية في سوريا الجديدة. 

حول تجربة اختطافه من قبل إحدى الكتائب الإسلامية يقول الفياض لـ"زمان الوصل": 
بعد العديد من التهديدات مجهولة المصدر والتي بدأت منذ فترة بحق مجموعة من ناشطي الرقة ولما عُرف عني من معارضتي للسلاح الفوضوي الذي يعبث على جبهة مدينتي الرقة دون تحقيق فعل لحد الآن تعرضت لعملية اختطاف من قبل جهة مجهولة قبل ظهيرة يوم الثلاثاء الماضي بعد خروجي من منزلي الكائن في مساكن المعلمين -دوار أمن الدولة- متوجهاً إلى المقهى الذي أديره وبعد أن مشيت لمسافة بالقرب من الدوار وجدت سيارة نصف نقل "بيك آب دبل كمين" بانتظاري، ترجّل منها ثلاثة مسلحين ملثمين واصطحبوني إلى جهة غير معلومة، ويضيف الناشط الفياض: بعد أن تم اصطحابي في السيارة مسافة زادت عن عشر دقائق حيث لا أعلم بسبب عيوني "المطمشمة".. أنزلوني من السيارة وصعدت أدراجاً وأنا أستند لكتف أحدهم، فتحت عيوني وأنا في غرفة بدت لي أنها جزء من منزل، سألت عن السبب الذي أدى لاعتقالي فلم أجد إجابة، ومضت نحو تسع ساعات، وأنا على هذهِ الحال أستمع لأصوات.. 

ثم جاء صوت جديد يخبرهم أن عليهم إخراج المعتقل و يقصدني أنا لأن الموضوع بدأ يأخذ أبعادا كبيرة، و بعد شد ونقاش بينهم على اختلاف بين من يريد إطلاق سراحي وبين من يريدني أن أبقى معتقلاً، وكان أكثر ما أسمعه أن عليهم حصر الموضوع ضمن هذا الحد ويكفي، ثم دخل أحدهم إلي غاضباً وقام بتطميش عينيّ، وتم إرجاعي بذات الطريق إلى المكان الذي تم اعتقالي منه، ووجدت ما وجدت حينها من حالة الترقب في الشارع والسؤال عني ومادار من بيانات نفي و تندي .

*ملثمين بأوشحة !
وحول تعرفّه إلى المجموعة التي خطفته من خلال لباسهم أو لكنتهم يقول الناشط مهند الفياض:
لم أتعرف الى أحد منهم أو أي جهة يتبعون ولكن كانت لهجة اثنين منهما من أبناء المدينة والثالث يبدو من لكنته و كأنه من إدلب أو ريف حلب، كانوا ملثمين بأوشحة وليس أقنعة فيما عدا واحد يلبس القناع.

وعن كيفية معاملته من قبل الجهة الخاطفة وهل تعرض لعنف خلال ساعات الاعتقال يقول الفياض: 
لم يتعرض لي أحد فيما عدا مقاومة بسيطة مني حين اعتقلوني من أمام الدوار ولكن أحدهم قال لي حين أعادوني إلى مكان الاختطاف جملة لن أنساها أبداً "خلي المدنية تنفعك"، وهذه الجملة سمعتها من أحد عناصر الكتائب المسلحة الذي حاول دهسي منذ أيام أمام مقهاي الذي أمتلكه وأمارس منه نشاطي بعد مشادات لم أعرف لها سبباً من قبله، وفجأة واجهني بالسباب والشتم وركب سيارته وحاول دهسي إثر نوبة غاضبة منه ولولا أنني ارتقيت إلى الرصيف لكان من الممكن أن يؤذيني، وقال لي قبل أن يغادر المكان: "خلي الديمقراطية والمدنية تنفعكم". 

أخطاء فردية من عناصر !
وعن سبب عداء المجموعات الإسلامية للناشطين في الرقة والتصرف تجاههم بعدوانية يقول الناشط الفياض: 
هو ذات الوضع الحادث الآن بين شد وجذب بين التيارات المدنية.. والتيارات التي تدّعي الجهاد الديني وقعنا في الوسط بين عدائنا للنظام القاتل واستعدائه لنا وعداء هؤلاء الذي خلقوه من الوهم، وبحكم واقع الحال في مدينة الرقة التي تعتبر أول ظهور حضري لهم مسيطر على مدينة أعتقد ذلك، هي تصرفات تبقى غبية وحين تعرف الجهة المسؤولة تقدم الاعتذار تحت خانة أخطاء فردية من عناصر.

وفيما إذا كان يتهم جهة محددة باختطافه يقول الناشط العائد من الاعتقال: خرجت إشاعة من عدة مواقع داعمة للثورة تقول إنهم من عناصر "أحرار الشام" لكنني لا أتهم أحداً.

*بيد حزب الله !
ويسرد الناشط مهند الفياض بعض تفاصيل تجربة اعتقاله السابقة من قبل حزب الله فيقول: إثر قراري بإلغاء تأشيرة إقامتي في المملكة العربية السعودية والمضي في درب العودة كان من المقرر أن تكون رحلتي إلى أحد المطارات التركية حيث أدخل هناك لمدينتي من المعبر المحرر من النظام، فوجئت حين وصولي لمطار الرياض بمنعي من دخول الأراضي التركية بحكم الجواز المجدد من سفارة النظام في المملكة العربية السعودية، بقيت محتجزاً في مطار الرياض لمدة عشر ساعات اضطررت حينها للرضوخ لخيار التوجه للبنان، ومنحتني سلطات مطار بيروت تأشيرة دخول 73 ساعة وجدت أثناءها تعاطفا كبيراً من قبل الكثير من الأصدقاء الذين علموا بوصولي للبنان وحين زيارة أحدهم في المنطقة القريبة من الضاحية والتي من المفترض أنها خارج حدود سيطرة حزب الله. حصل انتشار أمني لعناصر الحزب و فوجئت برفقة صاحبي الذي أخذني للمكان أن أمامنا حاجز لحزب الله على أثره تم اصطحابنا لمقر لهم على أن يتم اجراء تحقيق روتيني و نخرج - كما قالوا- وكان بصحبتي جهازي المحمول "لاب توب"، فأخذوه وغابوا وعادوا بعد دقائق مسرعين وقام أربعة عناصر منهم بالتهجم عليّ وبدأت جولات من التحقيق الجماعي من قبلهم على شكل نوبات كل واحدة لمدة ساعة تحت تهديد رجال ذوي عضلات، تحقيق شمل معلومات منذ أن كنت طالباً في الابتدائية حتى خروجي من البلاد و تم سحب كافة الأختام على جواز سفري و انتمائي السياسي، ورأيي تجاه الثورة الحاصلة في بلادي، وبعد جولات ماراثونية من التحقيق المتعب امتدت لتسع ساعات تم إخلاء سبيلي مع رفيقي بعد جولة اضافية وختامية من الضرب والتهديد بالخروج من لبنان بشكل فوري، كان الوقت حينها فجراً فأخذت قراري بضرورة التوجه لسوريا رغم التعب الجسدي وبأي ثمن وبالرغم من رفض العديد من الأصدقاء ودخلت إلى سوريا من نقاط غير شرعية بمساعدة شباب من حمص.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(166)    هل أعجبتك المقالة (171)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي