تصادف غداً الذكرى السنوية الأولى على اختطاف 18 شاباً مدنياً من السويداء لدى جبهة النصرة في محافظة درعا, تم اختطافهم على حاجز نصبته عناصر من الجبهة على طريق (الثعلة –السويداء) إثر حادثة ضرب حاجز قرية "المجيمر" المتاخمة لحدود درعا.
وأفادت المصادر المختصة بمتابعة ملف المخطتفين "زمان الوصل" بفشل كل المساعي التي قام بها وجهاء السويداء, وحوران وقيادات المجالس العسكرية في المحافظتين, وشخصيات معارضة معروفة داخل سوريا وخارجها بالتوسط لدى جبهة النصرة لإطلاق سراح المخطوفين المدنيين.
وقالت المصادر نفسها إنّ جبهة النصرة لم توفر أسلوباً من أساليب المساومة لإطلاق سراح المختطفين وما إن يتحقق شرط من شروطها حتى تنكث بوعدها وتعود لمطالب مادية وعسكرية غير واقعية ولايمكن تحقيقها.
في حين صرح أحد الناشطين الميدانيين أن المخطوفين مازالوا على قيد الحياة وهم في سجن محصن تابع للجبهة في منطقة اللجاة، بينما هناك تشكيك من البعض ظنا بأن جبهة النصرة قامت بتصفية بعض منهم.
ولم تتوقف تطاولات جبهة النصرة على اختطاف مدنيي السويداء, والذي وصل عددهم خلال هذا العام إلى خمسين مختطفا أو مفقودا في درعا لم يعرف حتى الآن مصيرهم حسب تصريحات ناشطي المحافظة, بل تجاوزت ذلك إلى اختطاف عناصر من كتيبة "سلطان باشا الأطرش" والتي غالبية أفرادها من أبناء الطائفة الدرزية المقاتلين جنباً إلى جنب مع صفوف الجيش الحر في السهل والجبل.
وصرح ناشطون لـ"زمان الوصل" بأنّ النصرة عرّضت المخطوفين العسكريين لأبشع أنواع التعذيب وانتزعت منهم اعترافات مصورة على أنهم عملاء للنظام السوري, وقدمتهم للمحكمة الشرعية في بلدة "المسيفرة"، ما أثار حفيظة مقاتلي الجيش الحر ليس في حوران وحسب, وإنما في كل أنحاء سوريا, وقدموا شهادات تشيد بنضال وتضحيات المخطوفين مؤكدين زيف ادعاءات (النصرة).
كما تم توجيه العديد من النداءات لإطلاق سراح المخطوفين العسكريين والمدنيين، منها مناشدة كتيبة "بني معروف" العاملة في ريف دمشق إلى هيئة أركان الجيش الحر على كل الأراضي السورية.
وكان للناشطين والمعارضين السلميين وقفة حق أمام هذه الظاهرة فانطلقت حملات التوقيع المدنية والحقوقية والاجتماعية التي طالبت جبهة النصرة بالكف عن هذه السلوكيات التي لا تخدم إلا النظام في تكريس الفتنة والفرقة بين أهل السهل والجبل، وبالتالي لا تتطلع لتضحيات الشعب السوري الذي ثار ضد الظلم لا لتكريس الظلم.
فما كان من جبهة النصرة إلا وردت باعتقال "فضل زين الدين" قائد تجمع كتيبة "السهل والجبل" وشقيق الشهيد "خلدون"، والذي كان ضمن الوفد المشكل من معظم قادة الكتائب المقاتلة في حوران وشيوخ ووجهاء العشائر.
وردا على سلوكها الذي لا يرتقي لأخلاق الثوار قام عناصر الجيش الحر بمحاصرة المحكمة الشرعية المستقبلة للوفد واعتقلوا اثنين من الموجودين في الوفد كما وضعوا الحواجز في مدينة "الحراك" وهددوا الجبهة حتى تمكنوا من إطلاق سراح "فضل زين الدين".
في حين صرحت مصادر لـ"زمان الوصل" بأن جبهة النصرة لاتملك أي دليل على إدانة المخطوفين العسكريين، وإنما تقوم بالمفاوضة عليهم لقاء (20) ألف دولار عن كل مخطوف وقد كشفت المصادر اتصالات سرية للجبهة تطالب بهذه المبالغ بعد أن مضى على اختطافهم 27 يوما وقبل أن تعرضهم على المحكمة الشرعية.
سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية