أعلن السفير الأميركي في سوريا "روبرت فورد" في مقابلة مع قناة العربية الأربعاء أن الجبهة الإسلامية التي تشكلت مؤخرا في سوريا رفضت الاجتماع بمسؤولين أميركيين.
وقال "فورد" غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" إن اللقاء مع الجبهة الإسلامية "ممكن"، إن "الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك".
وأضاف "نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا".
وكانت عدة مجموعات إسلامية غير مرتبطة بالقاعدة اتحدت لتشكيل "الجبهة الإسلامية" التي باتت أكبر فصيل معارض للنظام في سوريا مع عشرات الآلاف من المقاتلين.
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنها لا ترفض إجراء لقاءات مع "الجبهة الإسلامية".
وأقرّت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف بوجود "شائعات" عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين أميركيين وممثلين للجبهة الإسلامية.
ومن دون أن تؤكد أي شيء في هذا الصدد، أقرّت هارف بأن حكومتها "لن تستبعد احتمال (حصول) لقاء مع الجبهة الإسلامية".
وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت سبعة تنظيمات إسلامية تقاتل النظام السوري وغير مرتبطة بالقاعدة انضواءها في تحالف "الجبهة الإسلامية" في أكبر تحالف لمقاتلي المعارضة منذ بدء الأزمة السورية آذار 2011.
والأسبوع الفائت، أعلنت واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على منشآت لهذا الجيش عند الحدود التركية السورية.
لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن الأحد أن المساعدة الأميركية بالمعدات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا قد تستأنف "سريعا جدا".
والأربعاء، أعلنت دمشق أنها "تستغرب" عزم واشنطن إجراء مباحثات مع "الجبهة الإسلامية"، متهمة الأخيرة بانها تنظيم "إرهابي"، وهي الصفة التي يطلقها نظام الأسد على كل مقاتلي المعارضة.
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) عن ناطق باسم وزارة الخارجية أن الأخيرة "تستغرب ما ورد على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية والناطقة باسم الخارجية الاميركية مؤخرا الذي اكد عزم الولايات المتحدة إجراء مباحثات مع تنظيم "الجبهة الإسلامية الإرهابي".
واعتبر الناطق أن "هذا الموقف المستهجن (...) يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة بوصفها عضواً دائما في مجلس الأمن الدولي، عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها".
وأضاف "لا ندري كيف ستبرر الإدارة الأميركية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سوريا، في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك (في 11 أيلول/سبتمبر 2001)، وكيف ستبرر موقفها هذا أمام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب".
ورأى أنه "كان الأجدر بالولايات المتحدة أن تقرأ ميثاق "الجبهة الاسلامية" قبل أن تقرر الحوار معها"، مذكرا بأن هذه الأخيرة تهدف إلى إقامة "إمارة اسلامية".
واعتبرت خارجية النظام السوري أن هذا الحوار "يتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بأن مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أعماله".
ويتهم نظام الأسد كل من يعارضه بأنه "إرهابي" مدعوم من الولايات المتحدة نفسها التي يستغرب ويستهجن مواقفها من الرغبة بلقاء فصيل يرفض لقاءها.
زمان الوصل -الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية