لأول مرة.. "الجولاني" بالصوت والصورة يحاوره "علوني" على الجزيرة

سيكون السوريون ومعهم الكثير من المتابعين لشؤون الثورة السورية على موعد استثنائي هذه الليلة، حيث سيظهر زعيم واحد من أقوى التشكيلات الجهادية المقاتلة في سوريا، الذي لم يسبق لأحد أن شاهد صورته على الإعلام.

وسيظهر "أبو محمد الجولاني" زعيم جبهة النصرة على فضائية الجزيرة الإخبارية الساعة 11 مساء اليوم بتوقيت مكة المكرمة، 10 بتوقيت دمشق، في مقابلة يجريها معه الإعلامي السوري الشهير تيسير علوني.

وبحسب معلومات "زمان الوصل"، فإن لقطات من المقابلة ستبث مساء اليوم، أما المقابلة الكاملة فتذاع غدا الخميس.

وقال الباحث السوري حمزة مصطفى لـ"زمان الوصل" إن ظهور الجولاني بالصوت والصورة، هو رد على أمرين، الأول ما ادعاه النظام وقناة الميادين حول مقتله قبل فترة، والثانية أنه فعلا موجود وبقوة مع تنظيمه على الخارطة الجهادية السورية.

وأضاف الباحث العامل في مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: المخابرات الأمريكية وأيضاً مخابرات نظام دمشق تعرف صورة الجولاني، كما يعرفه بعض القيادات الإسلامية العسكرية العاملة في سوريا وبالتحديد قيادات من "الجبهة الإسلامية"، حيث التقوا به غير مرة، وبالتالي  فإن ظهور  الجولاني الصوت والصورة لن يؤثر على وضعه الأمني عموماً، بل سيبرزه بشكل أكبر بين القيادات الاسلامية الجهادية.

من جهته قال مراقب مطلع على حال الجماعات الجهادية من داخل سوريا لـ"زمان الوصل" إن ظهور الجولاني العلني حدث استثنائي، لكن الاستثنائي أكثر هو توقيت الظهور وما يثيره من أسئلة كثيرة حول الدور القادم للجولاني على الأرض السورية، والذي يتوقع أن يزداد زخمه أكثر فأكثر بعد معرفة الناس للجولاني عن قرب.

ولم يستبعد المراقب أن يكون لظهور الجولاني ارتباط بشكل أو بآخر بما يجري إقليميا وعالميا من تباين خليجي أمريكي عموما، وسعودي أمريكي خصوصا، فيما يتعلق بمقاربة الطرفين للأزمة الطاحنة في سوريا.

وأضاف: ومع كل هذه الأسئلة التي تحيط باللقاء، فلا يجب إهمال المكاسب الإعلامية الضخمة التي يتوقع أن يجنيها الجولاني نفسه وجبهة النصرة إجمالا، حيث ستكون الفرصة سانحة أمامه لعرض حقيقة أفكاره ومبادئه التي يؤمن بها، ونظرته لكثير من القضايا الكبرى لاسيما شكل الدولة المرجوة في سوريا ورؤيته للغرب عموما، وكذلك للديمقرطية وما تتبعه من آليات وتحمله من نتائج.

وتوقع المراقب أن يستغل الجولاني الفرصة ليوجه رسالة -قد تكون غير مباشرة- للجمهور الغربي عموما والأمريكي خصوصا، بهدف تغيير الصورة النمطية التي حاولت واشنطن إلصاقها بهذا التنظيم وزعيمه، عندما سارعت وبشكل لايصدق لتصنيفهما في قائمة "الإرهاب"، رغم أن "النصرة" لم تقم بأي عمل عسكري خارج حدود سوريا، ولم تستهدف أي مصالح غربية لا داخل سوريا ولا خارجها.