يعتبر يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر أهم الأيام في تاريخ قطر، كيف لا وفي ذلك اليوم من عام 1878 كانت نقطة البداية، حيث أُعلن تأسيس الدولة انطلاقا من جملة من المعاني السامية تلخصهما الحرية والسيادة.
ففي هذا اليوم الذي يعد المفصل الأساس حين تولى الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس دولة قطر الحديثة الحكم، وأرسى اللبنة الأولى لصرح الوطن ورسم ملامح الصورة للحلم الوطني بقطر الدولة المستقلة عبر مساعيه الدؤوبة في الحصول على اعتراف القوتين العظميين آنذاك العثمانية والبريطانية باستقلال قطر.
قطر التي فعلت ما لم تفعله دول تفوقها حجما وسكانا وقوة في المنطقة والعالم، لم يكن لها ذلك لولا الأسس الصحيحة التي كانت منطلقا لأهداف وضعتها نصب الأعين.
ولبلوغ هذه الأهداف والمعاني السامية وترجمتها إلى واقع عملي كان كفاح الأجداد والآباء الذين حملوا راية الوطن وصلت إلى جيل واع مخلص لوطنه وأمته حتى بلغت مقام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، الذي بدوره تسلم الراية عن والده بطريقة حضارية، لتتكامل الأجيال بسلاسة دون أي ضجيج.
* قطر والثورة السورية
ولن ينسى السوريون مواقف قطر تجاه ثورتهم، حيث كانت أكثر من دعمها، فسعت إلى المبادرة لحل الأزمة في بدايتها، ثم لم تتوانَ عن دعم الثورة والثوار، فكانت أول من اعترف بأن الائتلاف الوطني للمعارضة وقوى الثورة السورية هو الممثل الوحيد للشعب السوري، فافتتحت في بادرة كانت السباقة فيها إلى فتح سفارة للمعارضة في الدوحة.
وكانت الثورة السورية حاضرة في الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، حيث جدد التلفزيون القطري الرسمي الالتزام بالوقوف إلى جانب السوريين في ثورتهم، مستعرضا أهم الإنجازات بها الخصوص.
ويؤكد على ذلك مشاهد أعلام الثورة السورية التي تعانقت مع أعلام دولة قطر أثناء مسيرات الاحتفال باليوم الوطني.
ولأن دولة قطر تستمد سياستها الخارجية من أعراف وتقاليد وقيم ومبادئ راسخة لديها فهي تقيم علاقاتها مع جميع دول العالم ومنظماته على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل القائم على سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها واحترام حقوق الانسان والحريات والديموقراطية والمصالح المشتركة.
فقد حظيت باحترام وتقدير المجتمع الدولي بمختلف دوله وهيئاته ...وهي في ذكرى يومها الوطني تستذكر باعتزاز ما بنته من علاقات متينة ووثيقة مع الجميع في هذا العالم بما وضعها في مصاف الدول الهامة ذات المكانة المرموقة.
وواصلت القيادة القطرية التعاون مع مختلف الدول العربية انطلاقا من ثوابت مبدئية آمنت بها دولة قطر وتبنت من أجلها قضايا الأمة العربية وأماني شعوبها، فكان دعمها لهذه الشعوب في الربيع العربي الساعي إلى الحرية والديموقراطية، فضلا عن تقديمها كل أشكال المساعدة بالمساهمة الفاعلة في دعم اقتصاد العديد من الدول العربية والقيام بجهود حثيثة لحل إشكالات ونزاعات قائمة على الساحة العربية من السودان إلى اليمن إلى لبنان.
ولم تدخر الدولة جهدا في مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على مختلف الصعد ..ومشاركتها القوية في لجنة السلام العربية ولجنة القدس وكافة مبادرات الجامعة العربية واجتماعاتها ولقاءاتها الرامية الى تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيله.
ودولة قطر التي نهضت بدور ايجابي كامل التبعات والمسؤوليات سواء من خلال الاستضافة والمشاركة في مختلف المؤتمرات واللقاءات الدولية كان لها حضورها البارز على صعيد قضايا المنطقة والعالم حيث
استقبلت الدوحة هذا العام العديد من قادة الدول العربية والاسلامية والاجنبية وشاركت بفعالية في اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي وبذلت جهودها من اجل تطوير العمل الاسلامي الموحد دعما لقضايا الأمة.








زمان الوصل - وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية