إلى زياد الرحباني "أنا مش تكفيري"

غالبا ما حقق زياد الرحباني عنصر المفاجأة في كلمات وألحان أغانيه مغردا خارج ثقافة القطيع التي طالما ظهر أنه يحاربها بأفكاره المسرحية والموسيقية، ما أوهم المتطلعين إلى الحرية بأن "زياد يمثلني".
ولم يَحِدْ زياد القومي التحرري عن مفاجآته منذ أعلن بداية الثورة انحيازه إلى القاتل في سوريا، متذرعا بالموجة السائدة من التطبيل والتزمير للمجموعات التكفيرية و"القاعدة" التي كانت عكازة مستبدين توكؤوا عليها حينا، وهشّوا بها أحايين على جماعة حقوق الإنسان والحيوان في الغرب المتحضر، بدءا من "زين تونس" و"قذافي ليبيا" ومرورا بـ"مبارك مصر" و"صالح اليمن"، وليس انتهاءً بـ"وحش سوريا".
عند "وحش سوريا" توقفت الكذبة الكبيرة وانقلبت حقيقة، بعد ارتفاع مستوى الدم إلى الرقبة، وصار فيديو مفبرك، وربما حقيقي، تُقطع فيه رقبة ضحية يمحو مشاهد مئات آلاف القتلى بسكود التوازن الاستراتيجي، أوببراميل التوازن الطائفي التي لا يتعمد الرحباني تجاهلها وحسب، بل يفصح بأنه لو كان مكان النظام لفعل ما يفعله!!
ولا يكتفي بذلك فيكشف السيد زياد -قدس الله سره وعلنه- أنه يثق "بالمقاومة وقدراتها على ردع العدو واستعدادها لأن يكون لديها نقص بشري في سوريا مقابل عدم التفريط بمواجهة إسرائيل"!
"المقاومة لها نقص بشري في سوريا" هكذا يقول سليل العائلة التي تربى السوريون على ألحانها كلمات حفرت في الذاكرة حبا واحتراما وعشقا للجمال والحرية والإنسان الذي يفترض أن يكون غاية الغايات.
لا ندري إن كان زياد يدري بأن ذلك "النقص البشري للمقاومة" في سوريا ارتكب ومازال يرتكب أنقص النواقص، ويزيد منسوب الدم السوري، فلم يتورّع عن ذبح سوريين سبق وأن أكرموا نزوحه منذ 7 سنوات، ففتحوا "للمقاومين" بيوتا عادوها الآن بصفة غزاة لم يعرف التاريخ مثيلا لدمويتهم!
زياد الرحباني..لك حرية التعبير عن حبك لحسن نصر الله وإيمانك بمقاومة حزبه، ولن نتدخل تدخلا سافرا ولا غير سافر في حق الملكية الفكرية بالتعبير عن رأي السيدة العظيمة والدتك، إن كانت تسمح لك، وسحب تاريخها وصوتها ليحسب على نصرالله و"مقاومته"، لكن أن تختصر ثورة شعب اعتصر أوجاع نصف قرن تحت وطأة أردأ أنواع الاستبداد الطائفي المستند إلى حقد "طبقي محوري" بأنه "عصابات مسلحة وتكفيريين"، فذلك ما يحيل أي سوري معتدل -وربما يساري مثلك- إلى التكفير بلا تفكير لأنك وأمثالك تقتل السوريين، مثلك مثل النظام الذي ستفعل مثله لو كنت مكانه، ومثل صاحبك صاحب المقاومة التي "لها نقص بشري في سوريا".
فاعذر أي سوري إن استعار منك مصطلحاتك ووصف موقفك فعلا "شي فاشل" أو بالأحرى شي فاجر، وإذا كان الرأي الآخر يبيح، بل يدعم، القتل على الهوية بأحقد وأحقر الأساليب، معناها –كما تقول- بلا رأي آخر بلا بلوط، وإن قلت ذات مسرحية لأحدهم ردا على سؤال شو رأيك؟ "رأيي فيك وفيه"، فاسمح للسوري أن يقول لك رأي حمزة الخطيب بكل آرائك بهكذا مقاومة، مع تذكير جنابك بأن "رأي" الخطيب ذي الـ13 عاما بَتَرَه المقاومون الممانعون من العصابة التي تدعم.
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية