أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عائلات درزية ومسيحية تنفي "القتل على الهوية" في "عدرا" العمالية

حاول إعلام النظام منذ اليوم الأول لسيطرة كتائب المعارضة على عدرا العمالية، نشر الشائعات التي تتحدث عما أسموه "قتلا على الهوية" تبعاً للانتماء الطائفي، لا سيما للعائلات الدرزية والمسيحية، وبطبيعة الحال العلوية، وهو ما نفته عائلات تواصلت مع أبنائها من داخل "عدرا العمالية" قبل أيام.

يقطن عدرا العمالية ما يقارب 50 ألف موظف وعامل في الدولة، بالإضافة إلى ما يزيد عن 35 ألف نازح قدموا من الغوطة، ووصفهم إعلام النظام أنهم "حصان طروادة" الذي ساعد "المعارضة" بالدخول إلى المدينة، تسلح من قاطنيها ضمن ما يسمى باللجان الشعبية ما يزيد عن 500 عنصر.

وفي اليوم الأول لدخول "جيش الإسلام" والكتائب الأخرى إلى المدينة انقطعت الاتصالات الأرضية بعد اقتحامهم لمركز الهاتف، لكن بعض العائلات الدرزية والمسيحية استطاعت التواصل مع أبنائها عبر الهاتف المحمول، سواء عبر الرسائل أو عبر الاتصال.

"جوزيف" تواصل مع أخيه القاطن في "عدرا العمالية" هو وعياله منذ اليوم الأول، ويخبرنا أن أخاه موال للنظام لكنه لم يحمل السلاح ولم يمارس أي فعل ضد المعارضة أو ضد الثورة، ونحن في البيت مختلفون في الرأي، لكن أخي فادي أكد لي منذ اليوم الأول أن القوات التي دخلت إلى عدرا مظهرها من الإسلاميين المتشددين، لكنهم دخلوا إلى منازلنا وطلبوا منا البطاقات الشخصية وراجعوا ما إذا كانت أسماءنا واردة في القوائم التي بحوزتهم، وأخبرونا أن نبقى في المنازل والأفضل أن ننزل إلى الأقبية، وطمأنونا أنه ليس علينا أي شيء.

وحاول "جوزيف" أن يفهم من أخيه إذا ما كان هناك قتل على الهوية كما يسمع في الإعلام، لكن أخاه نفي له ذلك بخجل خشية أن تكون الهواتف مراقبة، كما ينفي أن يكون قد رأى أو لاحظ قتلاً للنساء أو للأطفال، ويخبرنا "جوزيف" أنه بعد ذلك أصبح يتواصل مع أخيه عبر الرسائل على الهاتف المحمول، لكن حتى هذه الوسيلة انقطعت منذ الأمس.

ورغم كل ما أورده النظام من تأكيدٍ على قتل عائلاتٍ درزية، إلا أنه يمكن لأي متابع لقوائم الأسماء التي ينشرها النظام على أنها ممن قضوا في مجازر عدرا، يمكنه ملاحظة عدم وجود أي اسم لأشخاصٍ من الدروز، وهو ما يؤكده أحد الناشطين من السويداء حيث يشير إلى أنه لم تتلق أي عائلة في السويداء خبر مقتل أبنائها في عدرا العمالية، لكن الناشط في الوقت ذاته يقول: نحن نعتقد بوجود عمليات قتل لشبيحة ومتعاملين مع النظام، ومن الممكن أن يكون من هؤلاء من ينتمي للسنّة أو لطوائف درزية أو مسيحية أو علوية، ورغم رفضنا لممارسة فعل القتل لكن هذا ما أوصلنا إليه النظام نتيجة العنف المعمم الذي مارسه منذ البداية والذي أخذ حاملي السلاح من المعارضة نحو التطرف والتشدد.

وإلى جانب تدفق الأخبار المحرضة على الفتنة الطائفية من قبل النظام، نجد ندرةً في الأخبار التي تنقلها المعارضة عن الواقع الذي تعيشه اليوم "عدرا العمالية"، التي لم تشهد إلى الآن دخولاً لقوات النظام إليها لكن القصف مستمر من خارج حدود المدينة، وما تؤكده مصادر المعارضة أن كل ما يشاع عن عملياتٍ طائفية هو غير صحيح، منوهين إلى أن الكتائب تحاول تأمين الخبز والمواد الإغاثية والإسعافية للأهالي.

زينة الشوفي - دمشق - زمان الوصل
(151)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي